عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-25-2015, 03:07 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي رواة عدول أو ثقات وصفوا بالكذب ولم يقبل فيهم ذلك لسبب صحيح استلزم رد ذلك الجرح

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإن من المعلوم عند كل مسلم أن الكذب خلق ذميم، وأنه من كبائر الذنوب.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا" متفق عليه.
والكذب في حديث الناس من المفسقات لكون ذلك الفعل من كبائر الذنوب.

* ومما هو معلوم عند المسلمين أن الكذب يكون مباحاً غير مذموم ولا مجرح به وهو في أحوال ثلاث:
الكذب للإصلاح، والكذب في الحرب، وكذب الزوج على زوجته.
وبعض العلماء خص الكذب بالتورية وبعضهم لم يخصه.

* ومما هو معلوم عند العلماء أن لفظ الكذب قد يكون فيه نوع توسع، ولا يقصد به حقيقة الكذب الذي يتعمد قول خلاف الواقع في غير الأحوال المستثناة من الكذب الممنوع.

* فقد يطلق الكذب على الخطأ وهذا كثير عند أهل الحجاز كما في حديث "كذب أبو السنابل"، وقول عبادة بن الصامت رضي الله عنه: "كذب أبو محمد" وأبو محمد هذا صحابي رضي الله عنه.

فلا يوصف أبو السنابل ولا أبو محمد بأنهما كذابان، لأن إطلاق الكذب كان على لغة أهل الحجاز ويراد به الخطأ.

* وقد يطلق الكذب على الرأي أو القول المخالف للصواب كما يطلق على المبتدعة بأنهم أهل كذب على الله أو كذب على الشرع، والمراد به الكذب في الرأي.

ومن ذلك وصف بعض العلماء الحارث الأعور بأنه كذاب والمقصود في رأيه وبدعته..

* وقد يطلق الكذب على من يحدث بكل ما يسمع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع".

* وقد أطلق بعض المحدثين وصف الكذب على من تقع في رواياته الأكاذيب وإن لم يكن هو الذي افتعلها ولكنه تساهل في روايتها.


* وقد أطلق بعض المحدثين على بعض الرواة وصف الكذب بسبب العداوة أو الخصومة أو بسبب دعوى ادعاها تعاظمها بعض المحدثين فكذبه بسببها..

والذي يطالع كتب الرجال يعلم ذلك تماماً، لكن بعض الناس إذا تعصب لقول أو رأي حاول أن ينصره بشدة، ويحاول إغفال تلك الأحوال ويركز على الأخذ بالأصل نصرة لرأيه والقول الذي تعصب له.

والذي يدرس علم الحديث وقواعده يعلم يقينا أن الجرح بالكذب هو في الأصل من الجرح المفسر لكنه غير مذكور الدليل على هذا الكذب، فعند تعارض الجرح والتعديل يطلب الدليل على هذا الجرح المفسر .

ويعلم طلبة الحديث أن الشخص المشهور بالعدالة والصدق عند أهل العلم لا يمكن أن يقبل فيه الجرح بدون ضوابط.

وكذلك لا يقبل فيه الجرح المفسر إلا مع بيان الدليل والحجج على وجود هذا الجرح المفسر في المشهور بالعدالة والصدق..

فهناك ضوابط لقبول الجرح وليست الأمور فوضوية...

فنحن بين طرفي نقيض ممن يتعامل مع الجرح المفسر..

طرف يستخدم الجرح المفسر(غير المقبول عند أهل الحديث والسنة) أداة لضرب السلفيين ونشر الفتنة بينهم..

وطرف يحاول إبطال الجرح المفسر المقبول عند أهل الحديث والسنة للحفاظ على من يعظمه ويتعصب له..

ومنهج السلف وسط بين الغالي والجافي كالوادي بين جبلين كما يقوله ابن القيم رحمه الله.


وفي هذا المقال سأذكر الثقات أو العدول الذي لم يقبل فيهم الوصف بالكذب إما بعدم اعتباره أصلاً، وإما بجعله منزلا لرتبة الراوي غير مسقط له.

والمراد هو توضيح هذه المسألة وتنبيه طلبة العلم على دقائق هذه المسائل حتى لا يقع المسلم في رد الحق أو نصرة الباطل وهو لا يدري ..

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد


وسأذكر الآن جملة من الأسماء ثم أعود بإذن الله للتفصيل.

الثقات الذين وصفوا بالكذب فلم يقبل ذلك الوصف فيهم


1- عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما.

ثقة حافظ رمي بالكذب.

2- محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي مولاهم.

إمام من أئمة السيرة ثقة في عدالته، وفي ضبطه لأحاديث الأحكام صدوق.

قيل فيه: دجال من الدجاجلة!

3- عبد الرزاق بن همام الصنعاني.

ثقة إمام قيل فيه: كذاب.

4- أحمد بن صالح المصري.

ثقة إمام حافظ جبل.

قال فيه ابن معين: كذاب يتفلسف!!

وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون.

5- أحمد بن عيسى التستري

ثقة من رجال الشيخين .

قال ابن معين: كذاب! واتهمه أبو زرعة الرازي في صدقه.

6- أبو بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث.

كذبه غير واحد.

7- محمد بن عثمان بن أبي شيبة.

وهو ثقة حافظ.

قال عبد الله بن الإمام أحمد: كذاب.

وهناك غيرهم كثير ..

والله أعلم

التعديل الأخير تم بواسطة أسامة بن عطايا العتيبي ; 06-05-2017 الساعة 01:49 AM
رد مع اقتباس