عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 07-16-2018, 12:26 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة الثالثة عشرة من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن الملاحظات التفصيلية على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين:

رقم( 12 ) تخريجه لما رواه ابن أبي زمنين من طريق ابن مهدي قال: وحدثني زمعة بن صالح، عن عثمان بن حاضر الأزدي قال: قلت لابن عباس: أوصني قال: "عليك بالاستقامة، اتبع ولا تبتدع".

الملاحظات على تخريج الدكتور البخاري للأثر:

1- ضعف إسناد الأثر بسبب زمعة وأصاب في ذلك، لكنه صحح متنه بمتابعة قاصرة مع وجود نظر في سنده ينبغي التنبيه عليه!

وهذا شيء من البيان:

رواية عبدالله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما :
خرجها ابن نصر عن محمد بن يحيى عن أبي حذيفة عن سفيان عن عبدالله بن طاوس به ولفظها: «عليكم بالاستقامة واتباع الأمراء والأثر، وإياكم والتبدع».

وأبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي مختلف فيه حتى قال فيه الحافظ ابن حجر في التقريب: «صدوق سيء الحفظ وكان يصحّف»، وقال الذهبي في الكاشف: «صدوق يصحف»، وقال في الميزان: « صدوق إن شاء الله، يهم».

قال الدكتور عبدالله البخاري في رسالته الماجستير بإشراف الشيخ العلامة -بحق- محمد عمر بازمول حفظه الله بعد ذكر أقوال العلماء في أبي حذيفة النهدي: «فالرجل صدوق في نفسه، إلا أن في حفظه ضعف-كذا!-، وكان يصحف، وحديثه عن الثوري متكلم فيه، بل ضعفه جمع من العلماء، والله أعلم».

فهذا يدل على أنه يميل إلى تضعيف رواية أبي حذيفة النهدي عن سفيان الثوري، فكيف يصح قول الدكتور البخاري عن رواية زمعة بن صالح: «بل تابعه الإمام الثقة عبدالله بن طاوس..» وفي الطريق إليه أبو حذيفة عن سفيان الثوري؟!!!

تنبيه: هذا الأثر رواه الهروي في ذم الكلام من طريق أبي العباس ابن عقدة حدثني محمد بن غالب حدثنا أبو حذيفة حدثنا سفيان عن ابن طاوس عن أبيه قال قال ابن عباس: «عليكم بالاستقامة والاتباع وإياكم والتبدع»، وابن عقدة متهم، وهو من نفس طريق ابن نصر المروزي فيغني عنه!

2- ذكر الدكتور عبد الله البخاري أن في الباب عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وذكر لفظه وعزاه لابن بطة في الإبانة ولم يتكلم عن سنده بشيء كعادته في كثير من المتابعات والشواهد، وهذا تقصير كبير من شخص يجتهد الصعافقة في وصفه بأنه علامة! وهو ليس كذلك، بل هو طالب علم عنده خطأ كثير.

وعند مراجعة الأثر عن حذيفة رضي الله عنه وجدنا أن الدكتور البخاري قصر بعزوه لابن بطة فقط دون الرجوع لرواية ابن وضاح، وكذلك قصّر حيث لم ينبه على ضعف رواية ابن بطة.

أما رواية ابن بطة فمن طريق روح بن عبد الواحد عن خليد عن قتادة، قال: قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.

وفيه ثلاث علل-بغض النظر عن الكلام في الإمام ابن بطة رحمه الله-:
العلة الأولى: روح بن عبدالواحد ضعيف.
ذكره ابن حبان في الثقات، وضعفه غيره.
قال ابن أبي حاتم: «كتب عنه أبي بأَذَنَة سنة عشرين ومائتين، وسألته عنه فقال: ليس بالمتقن، روى أحاديث فيها صنعة، سئل أبي عنه قال: شيخ».
وذكره العقيلي في الضعفاء، وغمزه ابن عدي، وقال الذهبي: ضعيف.

العلة الثانية: خليد بن دعلج ضعيف. قال الساجي: «مجمع على تضعيفه».

العلة الثالثة: الانقطاع بين قتادة وحذيفة رضي الله عنه كما سبق التنبيه عليه في الحلقة السابقة.

وأما رواية ابن وضاح فقال: حدثنا أسد ، عن أبي هلال ، قال : نا قتادة ، عن حذيفة ابن اليمان ، قال: «اتبعوا آثارنا ولا تبتدعوا، فإن أصبتم فقد سبقتم سبقا بينا، وإن أخطأتم فقد ضللتم ضلالا بعيدا». وسنده منقطع، وأبو هلال في روايته عن قتادة اضطراب، وقد اضطرب هنا فمرة رواه عن ابن مسعود رضي الله عنه، ومرة عن حذيفة رضي الله عنه، وهذا يؤكد ضعف هذه الرواية.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

3 / 11 / 1439 هـ
رد مع اقتباس