عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-29-2022, 02:32 AM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي تعليق على "انتقاض الاعتراض" للشيخ عبدالمجيد جمعة حفظه الله

تعليق على "انتقاض الاعتراض" للشيخ عبدالمجيد جمعة حفظه الله

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فقد قرأت ما كتبه الشيخ الدكتور الفاضل العلامة عبد المجيد جمعة من رد على ما كتبه الشيخ الدكتور الفاضل العلامة محمد علي فركوس حفظهما الله ورعاهما، فألفيت رد الشيخ عبدالمجيد ردا علميا مؤصلا، بين مواضع الخلل في فتوى الشيخ محمد علي فركوس في اعتراضه على كلام الشيخ عبدالمجيد حول صلاة التباعد والاستدلال بحديث وابصة رضي الله عنه.

وقد كنت بينت عدة مرات أن فضيلة الشيخ فركوس حفظه الله أخطأ في فتواه من الناحية اللغوية، والناحية الأصولية، والناحية الفقهية.

وأن علماء السنة الأكابر الذين أفتوا بصحة صلاة التباعد للضرورة زمن كورونا كانت مؤصلة وموافقة للنصوص وأصول الشريعة.

وأن الاعتراض عليها بما كتبه محب العلم(لحسن منصوري) وغيره اعتراض واهٍ، مشتمل على أخطاء عديدة دالة على عدم المعرفة الصحيحة بنازلة كورونا، وأن عندهم تصورا غريبا مخالفا للواقع.

وكتبت عدة أسئلة لمحب العلم وغيره عجزوا عن الجواب عنها حتى هذه اللحظة.

فقد جاء رد الشيخ الفاضل عبدالمجيد جمعة حفظه الله مؤصلا، وموافقا للغة، ويدل على فقه دقيق عند الشيخ جمعة رعاه الله وسدده.

وهذا الرد، وما وقع فيه الشيخ العلامة محمد علي فركوس حفظه الله من خطأ في المسألة لا ينقص من فضله، ولا من منزلته العلمية، بل جرت العادة أن العلماء يرد بعضهم على بعض، وأن الخطأ وارد، وأن العالم قد ينتصر لقضية ويبدئ فيها ويعيد فلا يوفق للصواب فيها، ويوفق غيره من العلماء للصواب فيها.

وقد اشتمل رد الشيخ العلامة عبدالمجيد جمعة على مسائل وقضايا دقيقة أجزم أن جميع الصعافقة الجدد لا يفهمونها حق فهمها، بل ربما استعصى عليهم فهم بعض الكلام مع كونه مكتوبا باللغة العربية.

بل قد تضمن رد الشيخ جمعة وقبله اعتراض الشيخ فركوس على مسائل دقيقة لا يفهمها العامة، وإنما يفهمها الخاصة من طلاب العلم، ويفهمها العلماء.


لذلك تدخل كثير من العوام في هذه القضية مرجحين ومصححين ومناظرين فهو تدخل منهم دال على ضلالهم وجهلهم وتعالمهم وسوء مسلكهم ومخالفتهم للمنهج السلفي.

فحسب العامي في مثل هذه المسائل الدقيقة جدا أن يقلد من يثق بدينه دون مناظرة ولا شوشرة ولا فلسفة ولا ترجيح ولا تجريح ولا تعديل!


بل إن بعض طلبة العلم قد يعسر عليهم فهم هذه المسألة أصوليا وفقهيا، ولذلك تجد في بعض ما كتبه بعض الطلبة جهلا وتعالما فكيف بالعوام!

فهذه الردود العلمية بين العلماء هي ردود زاجرة للطلبة، وأن يشتغلوا بما ينفعهم، وأن لا يتدخلوا فيما لا تبلغه مداركهم، بل هي وسيلة لهم لتوسيع مداركهم، وتربيتهم على فهم بعض دقائق الفقه والأصول، مع ما فيها من عسر وصعوبة.

لذلك لعلي أعقد لها مجلسا أو مجالس لبيان بعض هذه القضايا عل الله أن ينفع بها.

والله الموفق

كتبه:

د. أسامة بن عطايا العتيبي
28/ 10/ 1443هـ
رد مع اقتباس