عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-20-2017, 10:48 AM
هاشم محمد الكردي هاشم محمد الكردي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 9
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي من أعظم نعم الله على العبد المؤمن ....

الحمد لله الذي اصطفى لمحبته الأخيار، وصرف قلوبهم في طاعته ومرضاته آناء الليل وأطراف النهار.

خلق الله الإنسان بفطرته ليعيش مع غيره، وما سُمِّي الإنسان إنسانًا إلا لأنه يأنس ويستأنس بالغير، ولا يستطيع أن يعيش وحده أبدًا، والأصل في الإنسان أنه يعايش الآخرين ويعاشرهم لنيل معاشه ويسعد في معاده، والطريق إلى الله يحتاج إلى مجهود ومغالبة للنفس والشيطان.
ولهذا يوصي عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيقول: عليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم، فإنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك ما يقليك منه، واعتزل عدوك واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من يخشى الله، ولا تصحب الفاجر فتتعلم من فجوره، ولا تطلعه على سرك) منهاج القاصدين 108.

قـــال العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله:
من أعظم نعم الله على العبد المؤمن : أن يوفقه لصحبة الأخيار، ومن عقوبته لعبده : أن يبتليه بصحبة الأشرار .
صحبة الأخيار توصل العبد إلى أعلى عليين، وصحبة الأشرار توصله إلى أسفل سافلين . صحبة الأخيار توجب له العلوم النافعة، والأخلاق الفاضلة، والأعمال الصالحة، وصحبة الأشرار: تحرمه ذلك أجمع ،قال تعالى : ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ [ الفرقان : 27 - 29 ]»

« بهجـــة قلــوب الأبــرار وقــرة عيــون الأخيــار فــي شــرح جوامــع الأخبــار» (ص 189)"

وقال العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله
" فأخوك من نصحك وذكرك ونبهك ، وليس أخوك من غفل عنك وأعرض عنك وجاملك ،
ولكن أخاك في الحقيقة هو الذي ينصحك والذي يعظك ويذكرك ، يدعوك إلى الله ، يبين لك طريق النجاة حتى تسلكه ، ويحذرك من طريق الهلاك ، ويبين لك سوء عاقبته حتى تجتنبه " .
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 21/14.
قال ابن قدامه - رحمه الله - :
"وقد عز في هذا الزمان وجود صديق على هذه الصفة (المصارحة والمناصحة) لأنه قل في الأصدقاء من يترك المداهنة، فيخبر بالعيب، وقد كان السلف يحبون من ينبههم على عيوبهم، ونحن الآن في الغالب أبغض الناس إلينا من يعرف عيوبنا، وهذا دليل على ضعف الإيمان"
مختصر منهاج القاصدين ص147.

وقد أدرك العلماء والعقلاء أثر الصاحب على صاحبه، فحثوا على صحبة الأخيار، وحذروا من صحبة الأشرار،
قال مالك بن دينار رحمه الله: "إنك أن تنقل الحجارة مع الأبرار خير من أن تأكل الحلوى مع الأشرار".( روضة العقلاء 100)

وقال أبو حاتم: (العاقل يلزم صحبة الأخيار، ويفارق صحبة الأشرار؛ لأنَّ مودة الأخيار سريع اتصالها، بطيء انقطاعها، ومودة الأشرار سريع انقطاعها، بطيء اتصالها، وصحبة الأشرار سوء الظن بالأخيار، ومن خادن الأشرار، لم يسلم من الدخول في جملتهم، فالواجب على العاقل أن يجتنب أهل الريب؛ لئلا يكون مريبًا، فكما أنَّ صحبة الأخيار تورث الخير، كذلك صحبة الأشرار تورث الشر) ( روضة العقلاء ص 80)

أخي الحبيب:
إن من ذكرك بحق الله عليك وأعانك على الطاعة وجنبك المعصية لهو خير الإخوان وأصدق الأخلاء وأوفى الرفقاء.. بل إنه بصنيعه هذا خير لك ممن يعطيك مالاً وينالك منه إحسان.. إن هذا هو خير الإحسان وأوفره..

جعلنا الله وإياكم من المتحابين فيه وجمعنا ووالدينا وأبناءنا وأزواجنا وأقاربنا في جنات عدن..

كتبه: هاشم محمد الكردي
السبت 24 شعبان 1438 هـ
رد مع اقتباس