عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 12-07-2018, 04:09 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة التاسعة عشرة من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن الملاحظات التفصيلية على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين:

أولاً: تخريجه لما رواه ابن أبي زمنين رقم (20) قال: «وحدثني سعيد بن فحلون عن الحسين بن حميد العكي، عن يحيى بن بكير، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي? فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون». انتهى


الملاحظ على عمل الدكتور البخاري:

قال في حكمه على الحديث: «إسناده فيه ضعف يسير، والحديث صحيح» ثم تكلم في أربعة أسطر عن الحسين بن حميد العكي، ثم قال: «وهو لم ينفرد، بل توبع متابعة قاصرة» ثم ذكر رواية البخاري ومسلم له عن مالك به!

وكل هذا من الحشو، فالحديث في موطأ مالك، وهو في رواية يحيى بن بكير.باب جامع الصلاة.ورقة(92) الوجه(ب)، وهو كذلك في جميع روايات الموطأ كما في كتاب الدارقطني «أحاديث الموطأ وذكر اتفاق الرواة عن مالك»(ص/ 148).
مع تخريج البخاري ومسلم له كما في الموطأ!

***

ثانياً: تخريجه لما رواه ابن أبي زمنين رقم (21) قال: «وحدثني إسحاق عن أسلم، عن يونس، عن ابن وهب قال: حدثني الحارث بن نبهان، عن أيوب السختياني، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري، قال: كنا في مسير مع النبي صلى الله عليه وسلم فإذا أهبط الناس كبروا، وإذا علوا كبروا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا». انتهى

الملاحظ على عمل الدكتور البخاري:

قال في حكمه على الحديث: «منكر» ثم ذكر حال الحارث بن نبهان في نحو 8 أسطر على أنه «منكر الحديث متروك» ثم قال: «صح من غير هذه الطريق المنكرة» وذكر أن البخاري ومسلما روياه من طريق حماد بن زيد عن أيوب عن أبي عثمان به نحوه!

وهذا من العجائب!

كيف تكون الرواية منكرة وقد توبع الراوي متابعة تامة من إمام جبل هو حماد بن زيد، ويخرج الشيخان هذه المتابعة التامة، ثم تكون الرواية منكرة؟!!

فهذا يؤكد أن الحارث بن بهان على ضعفه قد حفظ الحديث حفظا جيدا.

وبالنسبة للمتن فهو صحيح بتمامه، فليست الرواية منكرة سندا ولا متناً! بل معروفة محفوظة صحيحة.

ويزاد عليه فائدة: قال ابن أبي عاصم في السنة(1/ 274رقم618) ثنا إبراهيم بن حجاج، ثنا حماد بن زيد، ثنا أيوب، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان القوم إذا علوا شرفا أو هبطوا واديا يكبرون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما: «يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، ولكنكم تدعون سميعا قريبا». فذكر التكبير في الصعود والهبوط، وقد دل على هذا المعنى روايات الصحيحين أيضاً.

فمن المنكر عند أهل الحديث أن يقال للرواية التي حفظها الضعيف والمتروك إنها منكرة، بل روايته تكون صحيحة ثابتة من غير طريقه.

وكان صنيع الدكتور البخاري في الطبعة القديمة صحيحا حين قال: «والحديث أخرجه البخاري..ومسلم.. من طريق حماد بن زيد عن أيوب عن أبي عثمان به نحوه. قلت: وهذه متابعة من حماد لحارث بن نبهان..»، فجاء في الطبعة الجديدة بما لا يعرفه أهل الحديث!

***

ثالثاً: تخريجه لما رواه ابن أبي زمنين رقم (23) قال: «ابن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أسامة ومحمد بن بشر قالا: حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر المسيح بين ظهراني الناس فقال: إن الله ليس بأعور، وإن المسيح الدجال أعور (العين) اليمنى، كأن عينه عنبة طافية».

الملاحظ على عمل الدكتور البخاري:

قال الدكتور : «وأخرجه البخاري في الصحيح.. من طريق موسى بن إسماعيل عن جويرية عن عبيدالله عن نافع به نحوه».

وذِكر «عبيد الله» خطأ، فالذي في صحيح البخاري هو من طريق: جويرية عن نافع به.

بل إن الترمذي في العلل الكبير رقم604 قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى , عن معتمر بن سليمان , عن عبيد الله بن عمر , عن نافع , عن ابن عمر , عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الدجال فقال: «ألا إن ربكم ليس بأعور ألا إن الدجال أعور عينه اليمنى كأنها عنبة طافية»

سألت محمداً-يعني البخاري- عن هذا الحديث فلم يعرفه من حديث عبيد الله بن عمر , عن نافع , عن ابن عمر. وقد رواه مالك , وغير واحد , عن نافع , عن ابن عمر» انتهى.

مع العلم أن رواية عبيد الله عن نافع محفوظة معلومة قد خرجها مسلم في صحيحه-وقد ذكرها الدكتور البخاري-، وإن كان الإمام محمد بن إسماعيل البخاري لم يعرفها، لكن التنبيه على خطأ الدكتور البخاري في النقل عن صحيح البخاري.


وبهذا القدر أكتفي.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

29 / 3 / 1440 هـ
رد مع اقتباس