عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-01-2017, 04:20 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,369
شكراً: 2
تم شكره 272 مرة في 212 مشاركة
افتراضي أيها السلفي: احذر من الداء العضال الذي حذر منه الإمام مالك!

أيها السلفي: احذر من الداء العضال الذي حذر منه الإمام مالك!

سئل الإمام مالك رحمه الله عن الداء العضال، فتعددت أجوبته، ولكنها تعود إلى معنى متقارب.


فقال مرة: الخُبْثُ في الدين. رواه أبو نعيم في الحلية بسند صحيح.

وقال مرة أخرى: الهلاك في الدين. رواه ابن المقرئ في معجمه، وابن عدي في الكامل بسند صحيح.

وقال مرة: التنقل في الدين. رواه ابن بطة في الإبانة وسنده صحيح.


وقد روى مالك في الموطأ بلاغا عن عمر رضي الله عنه أنه أراد الخروج إلى العراق، فقال له كعب الأحبار: لا تخرج إليها يا أمير المؤمنين، فإن بها تسعة أعشار السحر، وبها فسقة الجن، وبها الداء العضال.

وهذا الأثر رواه عبدالرزاق من طريق قتادة عن عمر، ومن طريق طاوس عن عمر، ورواه ابن أبي شيبة من طريق أبي مجلز عن عمر، ورواه يعقوب بن سفيان عن فرات القزاز عن كعب، وابن أبي خيثمة عن سلمة بن كهيل عن عمر، وكلها منقطعة، وهو أثر مشهور عن عمر رضي الله عنه.

وقال البغوي تعليقاً على الأثر: "فسر أهل الحديث الداء العضال: بالبدع، وأصله الذي لا دواء له".


فمن أعضل الأدواء وأشد الأمراض فتكا هو اتباع الهوى، والخبث في الدين، والتنقل بين الأهواء، وهو للأسف الشديد حال كثير من أهل التشغيب والفتن ممن ينشطون وقت الفتن من المندسين بين السلفيين، وهذا وصف منطبق تماما على الصعافقة، والحلبية والمآربة والحجاورة والحدادية فعندهم خبث في دينهم ومنهجهم، وعندهم تنقل بين الأهواء والآراء، وهم على منهج هالك فاسد.

ويناسب حال الصعافقة من يستحل الغيبة المذمومة تحت دعوى النصيحة

قال العلامة ابن القيم في الروح (ص/ 240) : "فَإِذا وَقعت الْغَيْبَة على وَجه النَّصِيحَة لله وَرَسُوله وعباده الْمُسلمين فَهِيَ قربَة إِلَى الله من جملَة الْحَسَنَات.

وَإِذا وَقعت على وَجه ذمّ أَخِيك وتمزيق عرضه والتفكه بِلَحْمِهِ والغض مِنْهُ لتَضَع مَنْزِلَته من قُلُوب النَّاس فَهِيَ الدَّاء العضال ونار الْحَسَنَات الَّتِي تأكلها كَمَا تَأْكُل النَّار الْحَطب".

وحال الصعافقة المتعالمين هو تلاعبهم بباب الجرح والتعديل كما يلعب الصبي بالكرة، لكونهم يدورون مع الهوى حيث دار.

والله أعلم

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
13/ 3/ 1439 هـ



التعديل الأخير تم بواسطة أسامة بن عطايا العتيبي ; 12-01-2017 الساعة 06:07 PM
رد مع اقتباس