عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 03-14-2017, 11:29 AM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي الرد على رائد آل طاهر في تعريضه ببعض العلماء الفضلاء

الرد على رائد آل طاهر في تعريضه ببعض العلماء الفضلاء

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فهذا مقال كنت كتبته في ربيع الأول عام 1436هـ رداً على بعض مجازفات رائد آل طاهر هداه الله، ثم إني لم أنشره رجاء هدايته، ووقوفاً عند نصيحة الشيخ ربيع حفظه الله بالتهدئة، ولكن بعد أكثر من عامين من التهدئة ما زادت الأمور إلا شدة، وزادت فتنة هؤلاء المشاغبين، وزادت استطتالتهم على أهل العلم، وصار السكوت عليهم يسبب فتنة، فكان لابد من بيان أباطيلهم من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن باب النصيحة الشرعية.

وسأنشر هذا الرد مع بعض التعديلات اليسيرة جداً.

قلت فيه مخاطباً رائدا العراقي:

قد اطلعت على محاضرتك بعنوان: «التعريض بحملة العلم الثقات دليل الخذلان وعدم الثبات».

وهو عنوان طيب، وكلام عامته طيب وموافق لمنهج السلف إن كان كلامك عن تعريض أهل البدع وأهل الأهواء والجهال والمتعالمين في حملة العلم الثقات .

لكن هناك بعض الإجمالات، وبعض الأخطاء العلمية الغريبة.

من الأخطاء العلمية :

قلتَ: «نَعيم» بفتح النون وكسر العين، وهو نُعَيم بضم النون وفتح العين.

وقلتَ: مالك بن مَغُول-بفتح الميم وضم الغين وسكون الواو، وهو «مِغْوَل» بكسر الميم وسكون الغين وفتح الواو.

ونسبت عبارة «لحوم العلماء مسمومة..» إلى ابن ناصر الدين، وهي من كلام ابن عساكر في بيان كذب المفتري.

أما الإجمالات فكلامك في الدقية 16 فما بعدها.

قال: «أن يقع بعض من ينسب نفسه إلى السلفية ويربط نفسه بمشايخها أن يقع في عالم من العلماء السلفيين الراسخين بسوء، ويعرض به في الكلام، ويقلل من شأنه، ويحاول بشتى الطرق أن ينفر الشباب عنه، إما بدعاوى خاوية، أو بمعاذير متهاوية، تدل على زيغ في قلبه، وعلى مكر كبير، وعلى خذلان، وعلى تغير ظاهر، نعوذ بالله من الحور بعد الكور، ومن الزيغ بعد الهدى، وقد قال حذيفة رضي الله تعالى عنه: إن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر، وأن تنكر ما كنت تعرف، وإياك والتلون.

بعض الناس كان يثني على العالم الفلاني، ويحترم العالم الفلاني، ويذكره بخير، ويذب عن عرضه، لكنه بعد ذلك إذا خالفه هذا العالم أو شدد عليه في نصيحة بعد صبر ونصح متكرر، أو تكلم فيه نصحا للأمة ذهب ذلك المتكلَّم فيه ذهب يعرض من شأن هذا العالم ويحاول في مجالسه خاصة أن يبعد الشباب عن هذا العالم، وأن يصور هذا العالم بأنه ألعوبة بأيدي الشباب، وأنه يجهل الواقع، وأنه يفتي على أساس ذلك الجهل.

أو يحاول ذلك الرجل أن يخرج هذا العالم من زمرة الراسخين في العلم، أو يخرجه من العلماء الكبار.

وفي المقابل يحاول أن يدخل نفسه ومن يوافقه على بعض أقواله ومواقفه يدخلهم في العلماء الراسخين أو العلماء الكبار، وهذه محاولات فاشلة، وتشغيبات بائسة، سينكشف أصحابها إن لم يعودوا إلى رشدهم، ويعرفوا قدر أنفسهم، ويتركوا هذا التعالم المشين، وهذا الغرور المهين...».

التعليق:

وهذا الكلام إن كان مقصودك الفتنة الأخيرة، وأنت تشير فيه إلى المشايخ السلفيين المعروفين عند العلماء الكبار بعلمهم وفضلهم وثباتهم على السنة ونفعهم للأمة ممن تكلم فيهم الشيخ عبيد كما في قولك: «أو تكلم فيه نصحا للأمة ذهب ذلك المتكلَّم فيه ذهب يعرض من شأن هذا العالم ويحاول في مجالسه خاصة أن يبعد الشباب عن هذا العالم،..»، وهم المشايخ : أحمد با زمول، وعادل منصور، وأسامة العتيبي، فهؤلاء الذين ذكرتُهم إن كنت تقصدهم ففي كلامك مغالطات ومخالفات منهجية من وجوه:

الوجه الأول: أن أولئك المشايخ ليسوا صغاراً في السن، ولا هم أحداث، ولا هم عوام، ولا هم مبتدؤون، ولا هم من دعاة الفتنة، ولا هم من دعاة السياسة والمناصب، بل هم مشايخ سلفيون وصفهم بعض العلماء الأكابر بأنهم علماء، وأنهم أهل سنة، وثبات .

فالشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي قال عن الشيخ أحمد با زمول: «العلامة السلفي»، ووصفه الشيخ ربيع المدخلي بأنه عالم. وأكد ذلك قريباً بعد كلام الشيخ عبيد الجابري حفظه الله.

وأما الشيخ عادل منصور فزكاه الشيخ ربيع وزكى معه خالد الظفيري ومحمد العنجري ووصفهم بأنه من أقوى وأصفى السلفيين، وقال: «فأنصح الإخوة (كلمة غير واضحة) أن يأخذوا العلم منهم، وأنصح من يتكلم فيهم أن يكف لسانه لأن هذا من الصد عن سبيل الله». وكان يوكله هو وأحمد بازمول في الدروس في بيته معظم شهر رمضان، وليس درسا أو كلمة عابرة!

وله تزكيات أخرى.

وأما أسامة العتيبي فوصفه في اتصال مع الجزائرين بأنه عالم، وزكاه عدة مرات.

وهم كبار في السن، فكلهم فوق الأربعين في سن الكهولة، ولهم سنوات طويلة في طلب العلم بنحو ثلاثين سنة، ولهم في التدريس نحو عشرين سنة.

فالطعن فيهم من الصد عن سبيل الله كما في كلام الشيخ ربيع حفظه الله هذا هو الأصل.

وتصويرهم بأنهم أحداث أو أنهم صغار في السن، وأنهم أصحاب فتن لهو من التلبيس والمكر والخذلان، ومخالف لما عليه علماء السنة الكبار كما سيأتي بيانه فيما بعد.


الأمر الثاني: أن وصف بعض أولئك المشايخ بـ«ويعرض به في الكلام، ويقلل من شأنه، ويحاول بشتى الطرق أن ينفر الشباب عنه» فهذا لا نعلمه من أولئك المشايخ، بل يحترمون الشيخ عبيداً، ويجلونه، ويرون أنه أخطأ في حقهم، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «إن لصاحب الحق مقالاً»، والإمام البخاري وهو تلميذ الإمام محمد بن يحيى الذهلي لما تكلم فيه شيخه، ووصفه بأنه من اللفظية وهم جهمية، ماذا فعل الإمام البخاري؟ وصفه بالحسد في العلم، وتكلم فيه بكلام، ولم نجد علماء السنة طعنوا في البخاري لدفاعه عن نفسه، ورده على شيخه، ولم نر من اتهم البخاري بأنه ماكر وأنه يزهد الطلاب به، ونحو ذلك..


الأمر الثالث: إن عدم التفريق بين ما يحصل بين المشايخ السلفيين الواضحين، وجعل كلام بعضهم في البعض ولو بالطعن والسب، بل ولو بالسيف والقتال، وبين ما يحصل من أهل الأهواء وأهل التعالم في علماء السنة لهو أمر مشين ومهين، ومخالف لسبيل المؤمنين، ومن لبس الحق بالباطل.

فالشيخ الألباني صار بينه وبين الشيخ إسماعيل الأنصاري ردود وطعون شديدة، ومع ذلك فكبار العلماء يرون أن الشيخين عالمان سلفيان.


وأمثلة ذلك وأدلته في الكتاب والسنة وكلام السلف كثير جداً لا أدري هل خفي عليك ذلك؟!


الأمر الرابع: أن العالم الكبير قد يخطئ في جرحه لطالب العلم الكبير، وقد يغضب منه بسبب بعض الأمور فيتكلم بكلام غير صحيح بسبب هذا الغضب، وقد يقبل كلام خصوم هذا الطالب بسبب غضب الشيخ منه، وهذا من طبع البشر، ومن أراد أن ينزه العالم من الخطأ والزلل في الجرح فهو مبتدع كذاب.


وإذا كان هذا موجوداً في طبع البشر، وموجوداً في تاريخ علماء الملة، كان الواجب النظر في القضية بتجرد بدون تحامل على العالم، أو على طالب العلم الكبير، بل تدرس المسألة بأدلتها، هذا هو المسلك السلفي خلافاً لمسلك أهل التحزب والتعصب والضلال.


الأمر الخامس: تكلمت في محاضرتك حول المرجعية، وحول لزوم غرز العلماء، وإذا كنت تقصد بكلامك أولئك المشايخ السلفيين فأنت لم تلزم غرز العلماء، ولم تأخذ بقول المرجعية، وتعصبت لقول دون آخر، وأنت لست حكماً على العلماء، ولا أولى بالعلم والمعرفة من أولئك المشايخ.

فالشيخ ربيع حفظه الله خطأ الشيخ عبيد أمامي، وأمام الشيخ أحمد بازمول، وأمام الشيخ محمد بازمول، وأمام الشيخ عادل منصور.

وأمر السلفيين بالصبر والسكوت وضِمْنُه عدم نقل كلام الشيخ عبيد في أولئك المشايخ ولا نشره ولا فتنة الشباب به.

وقال لي لما كان في مكة: إن شاء الله الشيخ عبيد يتراجع..

لأن الإمام ربيع المدخلي يعتقد اعتقادا جازما أن الشيخ عبيداً أخطأ في ذلك التحذير، وهو من هو في معرفة قواعد الجرح والتعديل.

وهذا ما صرح به الشيخ ربيع في صوتيته مع الإخوة الألبانيين.

وكذلك الشيخ محمد بن هادي والشيخ عبدالرحمن محيي الدين والشيخ محمد با زمول وغيرهم من مشايخ السنة كلهم لم يرتضوا التحذير من أولئك المشايخ، وحاولوا الإصلاح، وإخماد الفتنة.

وكان الشيخ ربيع المدخلي وكَّل الشيخ محمد بن هادي المدخلي في الإصلاح، والاجتماع مع الشيخ عبيد وأولئك المشايخ لإنهاء القضية، وإنهاء الفتنة.


فالعلماء الكبار في وادٍ ووصفك لأولئك المشايخ بوصف السوء في واد آخر، وهو تقدم بين يدي العلماء، ومن التحزب والتعصب بالجهل والباطل.


الأمر السادس: إن كان عندك إنصاف وصدق في السلفية، وأردت أن أبين لك أوجه خطأ الشيخ عبيد حفظه الله في كلامه فأنا مستعد لذلك لكن بشرط أن يكون الكلام بيني وبينك لا يحل لك نشره ولا إعطاؤه لأحد ولو أقرب قريب، لأني لو أردت الرد علناً لفعلت، ولكن المشايخ أوصوني بالصبر أي عدم الرد على الشيخ عبيد حتى أجلس معه، وأبين له في مجالس خاصة، حتى لا يستغل هذا الكلام الذين يريدون الطعن في الشيخ عبيد حفظه الله.

فلذلك إن أردت أن أبين لك وكنت صادقاً في طلبك، أميناً في رسائلك لست خائناً ولا مخادعاً فأبشر، وإلا فلا.

هذا ما كنت كتبته لرائد قبل سنتين حول هذه القضية، ثم تبين لي أنه خائن مخادع، ماكر لعاب هداه الله.


أعود لسياق رسالتي لرائد قبل سنتين:

الأمر السابع: أطلب منك التنبه لبعض المفتونين الذين ثبت تورطهم في الفتنة أو تحوم حولهم الشبهات، فلا تورط نفسك فتهلك.

ثم ظهر أن رائدا من مؤججي الفتنة، ومن أهل التحريش فيها عامله الله بعدله.


الأمر الثامن: هل تعد نفسك من العلماء فضلاً أن تكون من العلماء الأكابر؟

لا أظنك تصف نفسك بذلك، فمن الذي أهَّلك لتتكلم فيمن هم أكبر منك سناً وعلماً، وهم علماء عند الأكابر؟

وكيف سوغت لنفسك الدخول في الفتنة بين المشايخ وأنت من الأحداث والصغار –وفق وصفك-؟!

التناقض صفة أهل الباطل والهوى والجهل يا رائد.

الأمر التاسع: أنت تعلم أن الشيخ ربيعاً والشيخ عبيداً وهما من العلماء الكبار يزكيان أبا عبدالحق، والشيخ ربيع يصفه بالعالم، وأنت تعرف معنى كلمة «عالم»، ومنزلته في الشرع، فهل جرحه لك الجرح المفسر مما يجب قبوله(فقد بلغني أنه يصفك بالكذاب والحدادي ولست متثبتا من ذلك)، ورفض تعديل المشايخ لك، أم لابد من دراسة الأدلة وأسباب جرحه لك؟

وهل طعنك في أبي عبدالحق من التقدم بين يدي العلماء الأكابر؟ أو مخالف لهم؟ (ولا أتكلم عن الرد العلمي الخالي من الطعن).

هذا ما كنت كتبته لرائد قبل سنتين، ثم تعجب أيها السلفي من كلام رائد حول الرجوع للعلماء، وعدم التقدم بين أيديهم، تجد أن هذا الشخص يكذب فيما يدعيه، ويتقدم بين يدي العلماء ويخالفهم، وكان عاقبة ذلك أن حذر منه الشيخ عبيد الجابري حفظه الله، وتكلم فيه الشيخ ربيع بكلام شديد، ولكني حاولت تهدئة الأوضاع، وكلمت الشيخ ربيعا في إطفاء الفتنة بين الإخوة في العراق لكوني أحسنت الظن برائد آل طاهر، وأردته أن يستيقظ من غفلته، ولكن بعد أن استجاب الشيخ ربيع حفظه الله لمساعِيَّ في ذلك، وهدأت الأوضاع رجع رائد للمكر والكيد والطيش والفتنة، وصار يكذب ويتلون، وهذا مما جعلني أشك في مقاصد هذا الشخص غريب الأطوار، وأشك في اندفاعه في الفتنة ومَن الذي يؤزه للشر ويسعى به للهاوية!


عموما قد أظهر رائد عن انحرافه وطيشه وسوء مسلكه، وأنه ليس أهلاً لأن يدافع عنه، وأنه مؤجج فتن مع كذبه وتلبيسه وتلاعبه، وسلوكه مسلك الحدادية في الطعن في السلفيين، والتحريش بين العلماء، وتأجيج الفتن، واستغلال بعض القضايا العلمية للطعن في علماء السنة.

فالواجب الحذر منه ومن انحرافاته، وأن يلزم السلفي الصدق والصادقين، ويبتعد عن أهل الكذب والبهتان، وأهل الفتنة والتشغيب والهذيان.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي
15/ 6/ 1438 هـ


التعديل الأخير تم بواسطة أسامة بن عطايا العتيبي ; 03-14-2017 الساعة 02:07 PM
رد مع اقتباس