عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 03-05-2013, 03:52 PM
أبوشعبة محمد المغربي أبوشعبة محمد المغربي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 761
شكراً: 0
تم شكره 71 مرة في 63 مشاركة
افتراضي

تفريغ اللقاء الهاتفي مع فضيلة الشيخ محمد بن رمزان الهاجري -حفظه الله-

الحمدُ لله والصلاةُ والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ؛ أما بعد :
فإني لمسرورٌ بهذا اللِّقاء عبر الهاتف ، بالإخوة الكرام بدار الحديث بتكوين بأغادير المغرب ؛وهذه المذاكرة في ما عسى أن يكون نافعاً لنا في الدَّارين، اللَّهم آمين .
إن من أهم الأمور التي تعتبر من أولويات المسلمين التَّواصي ، والله -تبارك وتعالى- أمر بذلك وجعل على ذلك النجاة من الخسران
{ وَالْعَصْرِ. إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ. إلَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَتَواصَواْ بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوا بِالصَّبْرِ } [العصر:3].
فالتَّواصي والتَّعاون من أشرف المطالب ، فيها القوة والنُّصرة والتَّمكين ، والتَّفرق فيه الشَّر ولكن التَّواصي على الحق فيه القوَّة ، وتواصواْ على الحق تفلِحواْ وليذكِّر بعضُكم بعضاً بذلك ؛ وهذا هو التَّعاون المُثمر .
والله -تبارك وتعالى- أمر به :
{ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[المائدة:2] ؛ ولابدَّ في ذلك من لين الجناب وحسن العبارة ، وسلامة المقصد وحسن الظَّن والإعذار والعفو والتَّسامح فيما بين المتعاونين في البرِّ والتَّقوى وإذا انعدمت هذه الأمور فلا شك أنه يكون بدل ذلك ما يورث الجفاء والقسوة ، فإذا لم يكن حُسن الظن كان ضده ، وإذا لم يكن لين الجناب كان العراك وإذا لم تكن حسن العبارة كان سوءها ، وإذا لم يكن العفو والتسامح كان الحقد والغلُّ والحسد (!) . فهذه كلها مُنقِّصات للتعاون في البرِّ والتَّقوى بين إخوة كرام عقيدتهم واحدة ، مواقفهم واحدة ، فتعجب مما يكون بينهم من بعض الأخلاق والسلوك (!) وهذا بسبب أن نفوسهم ليست بواحدة كلٌّ له شهوة وحضوض وينتصر لنفسه ؛ لابدَّ أن تكون النفوس خاضعة لأمر الشريعة مستجيبةً للتَّوجيه النبوي ومطاعة لآثار السلف -رضي الله عنهم- ، في هذه المطالب تسمو التَّصرفات وتأتي الإخوة المبادرات هذا بعلمه ، وهذا بجاهه ، وهذا بماله ، والكل يتعاونون على البرِّ والتقوى وإعلاء كلمة الله .
بإقامة التَّوحيد ومُحاربة الشِّرك .
بإعلان السنة والصد عن البدعة .
بالتَّعاون على الطاعة والتَّحذير من المنكر .

بهذا يقوم الدِّين -بإذن الله- ، ويكون الإنتاج المثمرُ -بإذن الله- ، وأما إذا أشغلهم الشيطان بأنفسهم وفي بعضهم فلا شكَّ أنه لا تمرة ، بل فسادٌ وإفساد ، بل هدم للبناء ، بل تفريقٌ للشَّمل ، بل نقض للعهد بل الخلف فيكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوةٍ أنكاثاً .
أيًّها السلفي استقم كما أمرت ، حتى تفلح وإياك والمنقصات التي تعترض طريقك من هذه الفتن والشهوات والشبهات ، ولا تشغلن نفسك بفلان وفلان ؛ أشغل نفسك بقال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال الصحابة حتى تفلح .
العلم قال الله قال رسوله ... قال الصحابة هم أولو العرفان
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ... بين الرسول وبين قول فلان [1]


وكل من حالف هذا فهو المقدِّر ، ومن خالف ذلك فهو الذي تخلَّف . ولا تُشغلن نفسك بهذه الأمور التي أشغلت الكثير فعطلتهم عن الطلب ، بمعنى لا حفظ لكتاب الله ولا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا لاستعراض لقول الصحابة من الآثار الواردة في بيان كتاب الله وصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ! .
والنظر وسبر أقوال أهل العلم في الكتب بل تجده ، لاهم له في هذا الشَّأن وهذا العلم ، بل جاهل في كثير من المسائل المتعلقة بطهارته اليومية وصلاته اليومية وعباداته التي يمارسها ! منشغلاً بفلان وفلان ، أعني بفلان وفلان :
أنه ليست لديه استقامة على معرفة الأدلة والسُّنة . إنَّما أشغل نفسه بهذه الأمور التي هو لا يعلم بماذا قيل في فلان وماذا قيل ... ! فهذا في الحقيقة يصرفه عن طلب العلم وتحصيله فطالب العلم عليه الإهتمام
أولاً : بالعلم ، من يتلقى عنه ، ومن أهله ( أهل العلم ) ، وإذا عرف العلم عرف قيمة أهله ، ولذلك لا يتجرأ في الطعن في أهل العلم الرَّاسخين ( علماء السُّنة ) إلاَّ جاهل بالعلم ، فاستخف بحالته لأنه لا يعلم قيمة العلم أصلاً !
وفي المقابل لا يتهاون في النقل والأخذ من أهل البدع ، وعلماء السوء وأصحاب الأحزاب إنما يكون سلفيا على الجادة
« إن هذا العلم دين ، فانظرواْ عمن تأخذون دينكم »[2] ، إذن يتضح لنا توافق طالب العلم ، معرفته للنصوص والأدلة وما يجب عليه من ناحية العمل والإعتقاد والدَّعوة ، وفي المُقابل الآخر حذره بنفسه وتحذير إخوانه من أهل البدع وأهل الأهواء ، وأهل الشركيات والضلالات والإنحرافات ، وتعاونكم هذا بفضل الله تبارك وتعالى ، سوف يكون له الأثر . اِنتشار التَّوحيد والسُّنة في بلادكم وفي غيرها ...
أسأل الله -تبارك وتعالى- لي ولكم الثبات والرَّشاد ، وأن يأخذ بنواصينا وإياكم إلى مراضيه ، وأن يجعلنا وإياكم هداة مهديِّين ، على الحق سائرين وبه عاملين ، وإليه داعين وعنه منافحين ، اللهم آمين .[3]. حياكم الله ، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد . اهـ

فرغه /
أبوشعبة محمد القادري المغربي
الثلاثاء 22 ربيع الثاني 1434 هجرية

فإن تجد عيباً فسد الخللا ..جل من لا عيب فيه وعلا
__________________
[1]
ـٱنظر نونية بن القيم -رحمه الله- .
[2] ـ رواه مسلم في مقدمة صحيحه : قال حدثنا حسن بن الربيع ، حدثنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام عن محمد وحدثنا فضيل عن هشام ، قال وحدثنا مخلد بن حسين عن هشام عن محمد بن سيرين .. فذكره .
[3] ـ اعتذر الشيخ -حفظه الله- للإخوة عن رداءة الصوت ، وهذا من تواضعه نحسبه كذلك والله حسيبه .

__________________
قال حرب الكرماني -رحمه الله- في عقيدته :" هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها، وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشَّام وغيرهم عليها فمن خالف شيئًا من هذه المذاهب أو طعن فيها، أو عاب قائلها، فهو مخالف مبتدع، خارج عن الجماعة، زائل عن منهج السُّنة وسبيلِ الحق".اهـ



التعديل الأخير تم بواسطة أبوشعبة محمد المغربي ; 03-05-2013 الساعة 04:18 PM
رد مع اقتباس