عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-17-2020, 05:51 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

من الشبهات التي أوردها عبدالمالك رمضاني للسكوت عن أهل البدع إذا ماتوا بقصة شيخ الإسلام رحمه الله مع ابن مخلوف الأشعري، وموقفه مع خصومه مع الملك الناصر محمد بن قلاوون، وموقفه مع موت الشخص الذي بشره ابن القيم بموته..
والجواب من وجوه:
الأول: أن بعض تلك القصص في حياته، وليس عند موتهم، إلا ما يتعلق بما ذكره ابن القيم .. وهذا يتعلق بورثته وأبنائه ورعايتهم مما يكون سببا لهدايتهم..
وموقف شيخ الإسلام كان فيه مراعاة للمصالح والمفاسد في الدولة المصرية-دولة المماليك- ، وليس فيه السكوت عن ضلالهم وبدعهم..
الثاني: ليس فيما سبق مدح مطلق لأهل البدع، ولا تزهيد الناس في بيان ضلالهم ومخالفاتهم للمنهج السلفي ..
فكتب شيخ الإسلام طافحة بالرد عليهم، وبيان انحرافهم عن الحق، وفيها الذم الشديد لهم..
الثالث: لما مات بعض خصومه لم يقم شيخ الإسلام بعمل رسالة أو كتاب أو خطب خطبة في بيان مآثر هؤلاء المبتدعة، ولم يعنف السلفيين على تحذيرهم منهم، ولم يحارب أهل السنة لتحذيرهم من هؤلاء المنحرفين ..
الرابع : إن الآثار السلفية الدالة على ذم المبتدع بعد موته كثيرة، فهب أن شيخ الإسلام أخطأ فهل تستدل بالخطأ على مخالفة منهج السلف؟!
هذا من باب التنزل..
الخامس: من أمثله بيان شيخ الإسلام لضلال هؤلاء المجرمين قوله -كما في مجموع الفتاوى (3/ 235)- : "قلت له إنما دخل في هذه القضية " ابن مخلوف " وذاك رجل كذاب فاجر قليل العلم والدين، فجعل يتبسم لما جعلت أقول هذا كأنه يعرفه وكأنه مشهور بقبح السيرة. وقلت ما لابن مخلوف والدخول في هذا؟ "
فهذا كلام شيخ الإسلام في ابن مخلوف باق إلى يومنا ، وإلى ما شاء الله فهل هذا يغيظك يا عبدالمالك؟
ما المشكلة إذا بقي في الناس تحذيرات أئمة السنة وطلاب العلم من علي الحلبي فيما بينوه من انحرافاته وضلالاته بالأدلة والبراهيم الواضحة كالشمس حماية لعقيدة التوحيد، وحماية للناس ولدينهم ؟!
أنت تستدل بما هو حجة عليك وعلى كل من تنطلي عليه شبهاتك..
والذي أوقعك في ذلك -هداك الله- هو جهلك التام بضلالات علي الحلبي وانحرافه ، أو بسبب استهانتك بها، أو بسبب موافقتك له على تلك الضلالات ..
والواجب عليك أن تتقي الله،وأن تدرس تلك الأخطاء بصدق وتجرد للحق، فإن كانت كما تزعم ليست صحيحة، أو أنها من ضمن الأخطاء البشرية التي لا تستلزم تبديعا فتفضل واكتب وبين بالأدلة كما كنت كتبت مدارك النظر وغيره، فإنك إن فعلت ذلك بصدق وإخلاص فإني أظن أنك ستتوب من كلامك هذا، وستعود للسلفية الحقة، وستبدع الحلبي، وأما إن كان التأليف بهوى فستفضح نفسك فضيحة ما بعدها فضيحة..
فاتق الله وخف الله والدار الآخرة..
والله أعلم..
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
2/ 4/ 1442هـ
رد مع اقتباس