عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-22-2010, 11:47 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي الأشهر الحُرُمُ وأشهر الحج

الحمد لله رب العالمين,والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فإن الله جل وعلا فاضَل بين الأزمان والأماكن والأشخاص والأشياء,وجعل لبعضها مزيَّةً على الآخر.

فمن الأزمان التي خصها الله ببعض الشرائع والأحكام:

أولاً: الأشهر الحرم.

وهي شهر ذي القعدة, وشهر ذي الحجة, وشهر الله المحرم, وشهر رجب.

قال تعالى:( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ).

ومن الأحكام الشرعية المتعلقة بها حرمة القتال فيها.

وكان أهل الجاهليةِ يحترمونها فإذا رأى ولي المقتول قاتله لم يقتله إلا بعد انتهاء الأشهر الحرم.

ومن الحكمة من تحريمها تأمين طريق الحج والعمرة.

فالحج يكون في شهر ذي الحجة فكان من حكمة الله أن يُحَرِّم شهراً قبله وشهراً بعده لتأمين طريق الحاج في الذهاب والإياب.

وكانت العرب لا تعتمر في أشهر الحج, وإنما تعتمر في رجب.

فحرم الله ذلك الشهر لتأمين طريق المعتمرين ولم تكن العرب ملتزمة بحرمة شهر رجب إلا مُضَر فقد كانوا يحترمونه لذلك يسمى"رجب مُضَر".

ولا زالت حرمة الظلم في هذه الأشهر أعظم من الظلم في غيرها.

ولم يعد لتخصيص شهر رجب بالعمرة أي فضل ومزيَّة بل صارت العمرة مشروعة وطريقها محترمة في جميع أوقات السنة.

ثانياً: أشهر الحج.

اتفق العلماء على أن أشهر الحج تبدأ من غروب شمس آخر يوم من رمضان حيث تكون تلك أول ليله من شهر شوال وهو أول أشهر الحج , واتفقوا على أن شهر شوال وشهر ذي القعدة والعشر الأولى من ذي الحجة أنها من أشهر الحج.

واختلفوا في أيام التشريق إلى ما بعدها من أيام شهر ذي الحجة هل هي من أشهر الحج أم لا؟ و الأظهر أنها منها.

ومن الأحكام المتعلقة بأشهر الحج أنها تَصِحُّ فيها عمرة التمتع فمن اعتمر في شوال من غير حاضري المسجد الحرام وبقي في مكة إلى الحج فهو متمتع.

ومن اعتمر في رمضان وبقي في مكة إلى الحج فأنه يكون مفرداً, لأنه اعتمر قبل أشهر الحج. وهذا على القول الصحيح من قَوْلَيْ العلماء.

فينبغي على المسلم أن يتعلم أحكام دينه, وأن يعرف الفرق بين الأشهر الحرم, وأشهر الحج, ويعمل بما تقتضيه تلك المعرفة.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...

كتبه:أبو عمر أسامة من عطايا العتيبي.


http://www.otiby.net/makalat/articles.php?id=241
رد مع اقتباس