عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-09-2014, 09:56 AM
أبو عبد الله ياسر الحبوني أبو عبد الله ياسر الحبوني غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
المشاركات: 63
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة
افتراضي المهمات لسالك منهج السلف الصالح أنْ يُطبق هذه الأربع.

بسم الله والحمد لله وبعد :
فمن المهمات لساك منهج السلف الصالح أنْ يُطبق هذه الأربع: العلم والعمل والدعوة إليه -يعني إلى ما دل عليه العلم- والصبر. وأنْ يكون صابرا في الجميع، وإذا لم يصبر فيذهب عن منهج السلف الصالح؛ لأن هذا المنهج على ما وجب شرعا، هذا وما وجب شرعا يخالف الأهواء، وقد يكون من الأهواء ما فيه عجلة واستعجال.
المقصود من هذا، التأكيد على نشر الدعوة، وعلى الصبر على الأذى، والصبر على ما ينالك من المكاره، الصبر على الثبات على هذا المبدأ؛ على هذا المنهج، الصبر على القناعة بهذا الحق، قد تقول حصل وحصل والشر يزداد ويزداد ويزداد، ثم أنت لم تبرح مكانك، فتظن أنّ الخير في غيره؛ لأنّ هذا لم تحقق به نتيجة، وفي الواقع أنّ ذلك من جهة عدم الصبر على أمر الله جل وعلا وعلى سنة الله جل وعلا في ملكوته، نوح عليه السلام صبر ألف سنة إلا خمسين عاما، فلو صبرتَ مثلها لم تكن إلاّ مقتفيا لأثر الرسل.
المهم أنْ تعمل على وَفق الأمر، حصل ما تريد أم لم تحصل، هذا ليس من شأنك؛ لأنّ الله جل وعلا قال لنبيه ﴿لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ[البقرة:272]، مع قوله ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ[الشورى:52]، فهداية الدِّلالة والإرشاد تمشي فيها، ولكن ليس عليك هداهم، فكونهم يحصل لهم ذلك هذا ليس إليك، وقد بَلَغَ بالنبي صلى الله عليه وسلم مبلغا عظيما أنْ لا يؤمن الناس فقال جل وعلا في وصف ذلك ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا[الكهف:6] فدلت الآية على مقامين:
الأول: أن قتل النفس بالحَزَن والحصرة وأشبه ذلك، وهو المراد بقوله (بَاخِعٌ) يعني قاتل نفسك على آثارهم، هذا كان مما يعرض لصفوة الخلق، الله جل وعلا عاتب نبيه على ذلك.
والثاني: قوله جل وعلا (إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا) وهذا يدل على أنّ قتل النفس على عدم الإيمان، وليس على تحقيق ما تريد من أمور ومطامع مما يكون إقبال الجماهير أو إصلاح الدول أو ما أشبه ذلك، المقصود الإيمان؛ التوجه إلى الإيمان نفسه (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا)، ولهذا من سنن السلف الصالح رضوان الله عليهم في دعوتهم، وهذا واضح من سيرة المصطفي صلى الله عليه وسلم؛ أنّ الدعوة تكون بالقاعدة قبل الرأس، الدعوة تكون بالقاعدة قبل الرأس، ويخاطب الرأس كما يخاطب القاعدة ولا يركَّز على الكبار وعلى الوُلاَة أو على... هذا بالتوجه لهم بكل شيء، بل ترك القاعدة العريضة في تحقيق الإيمان الذي هو إخلاص الدين لله واتّباع الرسل.
فإذن نخلص أخيرا إلى أنّ السّعي في تحقيق منهج السلف الصالح يحتاج منّا إلى بذل أكثر في العلم والتعلم، بذل أكثر في التعلم والاستقامة والهِداية، وبذل أكثر في الدعوة التي أرى -وقد أكون مخطئا- أنها ضعفت في الفترة الأخيرة؛ لعدم فهم منهج السلف الصالح في ذلك, وأخيرا في الصبر في هذا كله، وبالصبر تتحقق المقاصد إنْ شاء الله تعالى.
من شريط جلسة خاصة للشيخ صالح آل شيخ .
رد مع اقتباس