عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-21-2010, 11:55 AM
أم القعقاع أم القعقاع غير متواجد حالياً
العضو المشاركة - وفقهـا الله -
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 85
شكراً: 0
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة
افتراضي عبارات السلف في حد الإيمان و معناها - لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -


باسم الله ، و الحمد لله ، و الصلاة و السلام على رسول الله


أما بعد :


فقد ورد عن السلف - رحمهم الله تعالى - أقوال عدة في تعريف الإيمان .


*- فقد قال بعضهم : هو قول و عمل .

*- و قال آخرون : هو قول و عمل و نية .

*- وقال آخرون : هو قول و عمل و نية و اتباع السنة .

*- و قال غيرهم : هو قول باللسان و اعتقاد بالقلب و عمل بالجوارح .


فهل هذه الأقوال متغايرة ؟



لقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - إلى هذه الأقوال ،

و بين أنها كلها صحيحة ، و أنها تتفق جميعا على معنى واحد ، و أن الزيادات

الواردة في بعضها إنما هي لرفع اللبس الذي قد يتبادر ، و زيادة في الإيضاح .


و إليكن أخواتي الفاضلات ما قاله .



/- قال - رحمه الله تعالى و نفع بعلمه - :


.....ومن هذا الباب أقوال السلف وأئمة السنة في ‏[‏تفسير الإيمان‏]‏.


فتارة يقولون‏:‏ هو قول وعمل‏.‏

وتارة يقولون‏:‏ هو قول وعمل ونية‏.‏

وتارة يقولون قول وعمل ونية واتباع السنة‏.‏

وتارة يقولون‏:‏ قول باللسان، واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح.

وكل هذا صحيح‏.‏

فإذا قالوا‏:‏ قول وعمل؛ فإنه يدخل في القول قول القلب واللسان جميعاً، وهذا

هو المفهوم من لفظ القول والكلام، ونحو ذلك إذا أطلق‏.‏



قال :

........والمقصود هنا أن من قال من السلف‏:‏ الإيمان قول وعمل، أراد قول القلب

واللسان وعمل القلب والجوارح.


* ومن أراد الاعتقاد رأي أن لفظ القول لا يفهم منه إلا القول الظاهر، أو خاف ذلك

فزاد الاعتقاد بالقلب.


*ومن قال‏:‏ قول وعمل ونية، قال‏:‏ القول يتناول الاعتقاد وقول اللسان، وأما العمل

فقد لا يفهم منه النية فزاد ذلك.


* ومن زاد اتباع السنة فلأن ذلك كله لا يكون محبوباً للّه إلا باتباع السنة،

وأولئك لم يريدوا كل قول وعمل، إنما أرادوا ما كان مشروعاً من الأقوال

والأعمال، ولكن كان مقصودهم الرد على المرجئة الذين جعلوه قولاً فقط، فقالوا‏:‏

بل هو قول وعمل.


* والذين جعلوه أربعة أقسام فسروا مرادهم،

كما سئل سَهْل بن عبد اللّه التَّسْتُرِي عن الإيمان ما هو‏؟‏

فقال‏:‏ قول وعمل ونية وسنة؛ لأن الإيمان إذا كان قولاً بلا عمل فهو كُفْر، وإذا كان

قولاً وعملاً بلا نية فهو نفاق، وإذا كان قولاً وعملاً ونية بلا سنة فهو بدعة‏.‏


..............................................


مجموع الفتاوى


7 / 170 ، 171


جمع و ترتيب : عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي الحنبلي


دون عدد الطبعة - مكتبة ابن تيمية لطباعة و نشر الكتب السلفية
رد مع اقتباس