عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-17-2013, 10:27 AM
عبد الرحمن الغنامي عبد الرحمن الغنامي غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 121
شكراً: 0
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة
افتراضي

ومن علامات هؤلاء المتسترين المداهنين:
قال الإمام السجزي -رحمه الله- في [رسالته إلى أهل زبيد (صفحة305)]: ((وفي ضمن هذا إخفاء المذهب عن قوم وإظهاره لآخرين، وهذا شبيه بالزندقة، وبهذا الفعل منهم دخل كثير من العوام والمبتدئين في مذهبهم لأنهم يظهرون له الموافقة في الأول ويكذبون بما ينسب إليهم حتى يصطادوه، فإذا وقع جروه قليلاً قليلاً حتى ينسلخ من السنة)).
وقال –رحمه الله- (صفحة305): ((ولم يُعرف شيوخه باتباع الآثار، ولم يأخذ السنة عن أهلها، أو أخذ عنهم ثم خالفهم)).
وقال –رحمه الله- (صفحة 358-360): (وههنا بمكة معنا من شغله برواية الحديث أكثر وقته، ويصيح أنه ليس بأشعري، ثم يقول: "رأيت منهم أفاضل ومن التراب تحت رجله أفضل من خلق"، وإذا قدم البلد رجل منهم قصده قاضيا لحقه، وإذا دخله رجل من أصحابنا جانبه وحذر منه، وكلما ذكر بين يديه شيخ من شيوخ الحنابلة وقع فيه، وقال: "أحمد نبيل لكنه بلي بمن يكذب"، وهذا مكر منه لا يحيق إلا به.
ولو جاز أن يقال: إن أصحاب أحمد كذبوا عليه في الظاهر من مذهبه، والمنصوص له، لساغ أن يقال إن أصحاب مالك والشافعي وغيرهما كذبوا عليهم فيما نقلوه عنهم، وهذا لا يقوله إلا جاهل رقيق الدين قليل الحياء)).
وقال –رحمه الله- (صفحة 360): ((ومن الناس من يظهر الرد على الأشعرية ويقول: ما أتكلم في الحرف والصوت. ومن كان هكذا، لم يخل أمره من أحد وجهين:إما أن يكون غير خبير بمذهب أهل الأثر، وهو يريد التظاهر به تكسباً أو تحبباً.
وإما أن يكون من القوم فيتظاهر بمخالفتهم، ليدلس قولهم فيما يقولونه، فيقبل منه، أو يحسن قبيحهم فيتابع عليه ظناً أنه مخالف لهم، وكثيراً ما يتم على أهل السنة مثل هذا)).
وقال –رحمه الله- (صفحة 357-358): ((فلقد وقفت على رسالة عملها رجل من أهل أصبهان يعرف بابن اللبان وهو حي بعد فيما بلغني، وسماها "بشرح مقالة الإمام الأوحد أبي عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل" وذكر فيها مذهب الأشعري المخالف لأحمد، أعطى منها نسخا إلى جماعة يطوفون بها في البلاد، ويقولون هذا إمام من أئمة أصحاب أحمد رحمة الله عليه، قد شرح مقالته ليكتبها العوام ويظنوا صدق الناقل فيقعوا في الضلالة. وأُخرج هذا الرجل من بغداد بهذا السبب وعاد إلى أصبهان، وهو من أصحاب أبي بكر بن الباقلاني)).

فإن قيل فكيف يتبين حال مثل هؤلاء؟
أقول كما قال الإمام السجزي -رحمه الله- في [رسالته إلى أهل زبيد (صفحة295)]: ((ولكل مخالف للسنة وطريقة أهل الأثر ما يفتضح به عند التأمل)).
وقد قال العلامة مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله- في شريط [الأسئلة السنية لعلاّمة الديار اليمنية، أسئلة شباب الطائف]: ((...فقط الشخص يكون في بدء أمره متستراً ما يحب أن ينكشف أمره لكن إذا قوي وأصبح له أتباع، ولايضره الكلام فيه أظهر ما عنده...)).
http://www.rabee.net/show_book.aspx?...bid=184&id=940

وقد عقد الإمام السجزي (صفحة 357) فصلاً يبين فيه الواجب على كل مسلم يحب الخلاص وأن لا يركن المسلم إلى كل أحد ولا يعتمد على كل كتاب، ولا يسلّم عنانه إلى من أظهر له الموافقة.
فقال -رحمه الله-:((اعلموا رحمنا وإياكم الله سبحانه، أن هذا الفصل من أولى هذه الفصول بالضبط لعموم البلاء، وما يدخل على الناس بإهماله، وذلك أن أحوال أهل الزمان قد اضطربت، والمعتمد فيهم قد عز، ومن يبيع دينه بعرض يسير، أو تحبباً إلى من يراه قد كثر، والكذب على المذاهب قد انتشر فالواجب على كل مسلم يحب الخلاص أن لا يركن إلى كل أحد ولا يعتمد على كل كتاب، ولا يسلّم عنانه إلى من أظهر له الموافقة)).
ثم قال -رحمه الله- (صفحة360-363): ((...فمن رام النجاة من هؤلاء، والسلامة من الأهواء فليكن ميزانه الكتاب والأثر - في كل ما يسمع ويرى؛ فإن كان عالماً بهما عرضه عليهما - واتباعه للسلف .
ولا يقبل من أحد قولاً إلا طالبه على صحته بآية محكمة، أو سنة ثابتة، أو قول صحابي من طريق صحيح.
وليكثر النظر في كتب السنن لمن تقدم مثل: أبي داود السجستاني، وعبدالله بن أحمد بن حنبل، وأبي بكر الأثرم، وحرب بن إسماعيل السيرجاني، وخشيش بن أصرم النسائي، وعروة بن مروان الرقي، وعثمان بن سعيد الدارمي السجستاني، وليحذر تصانيف من تغيّر حالهم، فإن فيها العقارب، وربما تعذر الترياقي)).

وهذا كلام للعلامة الشيخ عبيد الجابري -حفظه الله- عن المتستر وكيف يتبين حاله: ((إذا خفي عليكم أمر إنسان اشتهرت كتبه وأشرطته، وذاع صيته، فاسألوا عنه ذوي الخبرة به والعارفين بحاله.
فإن السنة لا تخفى ولا يخفى أهلها؛ فالرجل تزكيه أعماله التي هي على السنة وتشهد عليه بذلك، ويذكره الناس بها حياً وميتاً.
وما تستَّر أحدٌ بالسنة، وغرَّر الناسَ به حتى التفوا حوله وارتبطوا به، وأصبحوا يعوِّلون عليه ويقبلون كل ما يصدر عنه إلا فضحه الله سبحانه وتعالى وهتك ستره، وكشف للخاصة والعامة ما كان يخفي وما كان يُكِن من الغش والتلبيس والمكر والمخادعة؛ يهيأ الله رجالاً فضلاء فـطناء حكماء أقوياء جهابذة ذوي علم وكِياسة وفقه في الدين، يكشف الله بهم ستر ذلكم اللعاب الملبِّس الغشاش.
فعليكم إذا بُيِّن لكم حال ذلك الإنسان الذي قد ذاع صيته وطبَّق الآفاق وأصبح مرموقاً يشار إليه بالبنانأصبح عليكم- واجباً- الحذر منه
مادام أنه حذَّر منه أهل العلم والإيمان، والذين هم على السنة، فإنهم سيكشفون لكم بالدليل، ولا مانع من استكشاف حال ذلك الإنسان الذي حذر منه عالم أو علماء- بأدب وحسن أسلوب - فإن ذلك العالم سيقول لك: رأيتُ فيه كذا وكذا، وفي الكتاب الفلاني كذا، وفي الشريط الفلاني كذا، وإذا هي أدلة واضحة تكشف لك ما كان يخفيه، وأن ذلكم الذي طـبَّق صيته الآفاق، وأصبح حديثه مستساغاً، يخفي من البدع والمكر ما لا يُظهره من السنة)).
(من شريط:"فقه التعامل مع أهل السنة وأهل الباطل").http://www.sahab.net/home/?p=329
رد مع اقتباس