عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 06-12-2018, 04:28 AM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة التاسعة من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن الملاحظات التفصيلية على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين:

رقم(8) قال ابن أبي زمنين: ابن وهب قال : وأخبرني رجل من أهل المدينة عن ابن عجلان عن صدقة بن عبد الله أن عمر بن الخطاب كان يقول : ' إن أصحاب الرأي أعداء السنن أعيتهم أن يحفظوها ' وتفلتت ' منهم أن ' يعوها ' واستحيوا حين سئلوا أن يقولوا : لا نعلم ، فعارضوا السنن برأيهم ' .

الملاحظات على تخريج الدكتور البخاري للحديث:

الملاحظة الأولى: قال الدكتور: "الإسناد ضعيف والأثر صحيح عن عمر" فتكلم على السند وحكم على المتن، وهذا من اضطرابه في المنهج في العمل على الكتاب كما سبق بيانه مرارا.


الملاحظة الثانية: قال الدكتور معددا علل الإسناد: "الإسناد فيه .... 3- ابن عجلان". ثم ذكر توثيقه عن ستة من الأئمة، وقول أبي زرعة: "صدوق وسط"

التعليق:

لا وجه لذكر ذلك لأن ابن عجلان ثقة وغاية ما يقال فيه إنه صدوق فلا يجوز ذكره في علل هذا السند.

الملاحظة الثالثة: ذكر من طرق الأثر ما رواه الخطيب في الفقيه والمتفقه والأصبهاني في الحجة من طرق عن سعيد بن المسيب عن عمر.

التعليق

لم يتكلم الدكتور عن إسناده بشيء مع ما فيه من آفات!

وقوله إنه من طرق عن سعيد بن المسيب غير صحيح بل هو من طريقين.

أما طريق الخطيب في الفقيه والمتفقه: ففيه:

1- محمد بن عبد الله بن أيوب القطان :
قال الأزهري : "كان سماعه صحيحا من أبي جعفر الطبري، إلا أنه كان رافضيا خبيث المذهب".

2- أبو العباس إسحاق بن محمد بن مروان القطان: ضعيف وكان يلقن

3- محمد بن مروان القطان:
قال البرقاني عن الدارقطني: شيخ من الشيعة، حاطب ليل، متروك، لا يكاد يحدث عن ثقة.


4- عصمة بن عبد الله الأسدي ، ويظهر أنه مجهول


وأما طريق الأصبهاني في الحجة: ففيه غالب بن عبيد الله الجزري وهو متروك منكر الحديث.

وفيه من لم أجد له ترجمة.

فطريق سعيد بن المسيب لا يصلح للاعتضاد.

الملاحظة الرابعة: ذكر الدكتور أن من طرق الأثر ما رواه اللالكائي والخطيب وابن عبد البر وابن حزم والبيهقي في المدخل من طريق مجالد عن الشعبي عن عمرو بن حريث عن عمر به
وقال: "ومجالد ليس بالقوي تغير في آخر عمره"

التعليق

لم يذكر الدكتور أصلح الله حاله من رواه عن مجالد عند من خرجه!
فمدار الإسناد على عبد الرحمن بن شريك النخعي عن أبيه وكلاهما ضعيف، إلا أن رواية شريك قبل توليه القضاء قوية، وليس منها رواية ابنه الضعيف!

ومجالد ضعيف لسوء حفظه وتغيره.



الملاحظة الخامسة: ذكر من طرق الأثر ما رواه الخطيب في الفقيه والمتفقه من طريق عطاء عن عمر!
ولم يتكلم عليه بشيء!!

التعليق

الأثر من طريق : داود بن الزبرقان عن محمد العرزمي عن عطاء بن أبي رباح ، أن عمر بن الخطاب قال*: أصحاب الرأي أعداء السنّة ، لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أحق بمسحه من أعلاه .


فهذا الإسناد فيه متروكان(دَاوُدَ بن الزبرقان والعرزمي) مع انقطاعه فعطاء لم يدرك عمر رضي الله عنه.

فلا يصلح للاعتضاد.


الملاحظة السادسة: ذكر من طرق الأثر ما رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وابن حزم في الإحكام من طريق محمد بن إبراهيم التيمي عن عمر به

ولم يتكلم عليه بشيء!!

التعليق:

الإسناد فيه نوح بن أبي مريم وهو كذاب مشهور.

مع انقطاعه فمحمد بن إبراهيم التيمي لم يدرك عمر رضي الله عنه.

ووقع في الطبعة التميمي بدل التيمي وهو خطأ.

ولكن رواه ابن حزم في الإحكام من طريق ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي أن عمر بن الخطاب قال: أصبح أصحاب الرأي أعداء السنن أعيتهم أن يعوها وتفلتت أن يرووها، فاستقوها بالرأي.

وهذا سند جيد إلى محمد بن إبراهيم التيمي فليس فيه سوى علة الانقطاع.


الملاحظة السابعة: نقل الدكتور كلام العلامة ابن القيم بأن أسانيدها عن عمر في غاية الصحة، ثم عقب عليه بقوله: "لكن مر أن بعضها ضعيف إلا أنها بمجموعها تعطي في ذلك ثبوتا عن عمرين الخطاب رضي الله عنه"

التعليق

كلام العلامة بن القيم غير صحيح لأن ما أورده من روايات لا يوجد فيه أي سند حسن لذاته فضلا عن أن يكون صحيحا!

وقول الدكتور إن بعضها ضعيف غير صحيح، بل كلها أسانيد ضعيفة، وبعضها ضعيف جدا.

وأما الحكم على الأثر فهو حسن لما له من طرق منها طريق ابن أبي زمنين، وطريق محمد بن إبراهيم التيمي، وطريق عبد الرحمن بن شريك عن أبيه عن مجالد عن الشعبي عن عمرو بن حريث عن عمر، وله طرق أخرى مع هذه الطرق يرتقي بها للحسن.

أما الطرق التي فيها كذابون ومتروكون فلا تصلح للاعتضاد .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

27/ رمضان/ 1439 هـ
رد مع اقتباس