عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-30-2016, 10:04 PM
أبوشعبة محمد المغربي أبوشعبة محمد المغربي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 761
شكراً: 0
تم شكره 71 مرة في 63 مشاركة
افتراضي [صوتية مفرَّغة] ☀☀☀ مفهومُ الدَّعوةِ السَّلفيَّةِ ☀☀☀ للشيخ العلامة المحدث: أحمد بن يحيى النَّجمي رحمه الله

☀☀☀
مفهومُ الدَّعوةِ السَّلفيَّةِ
☀☀☀
للشيخ العلامة المحدث :
أحمد بن يحيى النَّجمي -رحمه الله-
(مـ١٤٢٩ هجرية)

اِعتنى بها:
أبوشعبة محمد القادري

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمدُ لله ربِّ العالمينْ، والصَّلاة والسَّلام علَى أشرفِ الأنبياءِ والمُرسلينْ نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصَحبه أجمعينْ
أمَّا بعدُ:
أحبُّ أنْ أقولَ بإيجازٍ:
ما هي الدَّعوة السَّلفية؟ وما هي العناصرُ الَّتي تعتمدُ عليهَا؟
إنَّ الدَّعوةَ السَّلفيةَ قيلَ لها سلفيَّةً : لأنَّها تأخُذُ بمنهج السَّلفِ الَّذينَ قال عنهمُ النَّبيُّ ﷺ في حديث الإفتراقِ حينَ ذكرَ إفتراقَ الأممِ، وذكرَ أنَّ هذهِ الأمَّةَ تفترقُ على ثلاثٍ وسبعينَ فرقةً كلها في النَّارِ إلاَّ واحدةً، قالواْ :منهم يا رسولَ الله؟ قال: هم الَّذينَ على مثلِ ما عليهِ اليوم أنا وأصحابي.
وفي روايةٍ، قال: همُ الجماعةُ[1].
وعلى هذا فإنَّ السَّلفيّةَ مأخوذَةٌ منَ السَّلفِ، أي: المتقدِّمينَ بالخَيرِ، وهمُ الصَّحابةُ -رضوانُ الله عليهمْ -ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ.
هؤلاءِ همُ السَّلف، والنِّسبةُ للسَّلفيةِ، نسبةٌ إليهمْ فإذاً إذا قُلنا: منهج السَّلفِ فإنَّ الواجبَ على كلِّ مُسلمٍ، بلْ على كلِّ طالبِ علمٍ أنْ يكونَ منهجهُ سلفيّاً، لأنَّ معنى ذلك الأخذُ بكتابِ اللهِ وبسُنَّةِ رسولِ الله ﷺ.
الأخذُ بكتَابِ اللهِ: اِمتثالُ أوامِرِ اللهِ في كتابهِ، حيث يقولُ: ﴿ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ * قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ(3) ﴾[الأعراف:3]. وكذلك آيةٌ أُخرَى: ﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ * ﴾ [آل عمران:103]، ومثلُ قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) ﴾[الزمر:54]، ﴿ اِسْتَجِيبُواْ لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ* مَا لَكُم مِّن مَّلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ(47) ﴾[الشورى:47].
والأخذَ بسُنَّةِ رسولِ اللهِ ﷺ، لأنَّ اللهَ –عزَّوجلَّ- أوجبَ علينا ذلك؛ أنْ نتَّبع رسوله -صَلواتُ الله وسلامهُ عليهِ-، فكما نشهدُ لله في وحدانيةِ الألوهيةِ في قولنا: أشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ الله، فكذلك نشهدُ لرسول اللهِ ﷺ: بوحدانية الرِّسالةِ والإتِّباعْ، فلا يجوزُ أنْ نتَّبعَ أحداً غيرهُ -صَلواتُ الله وسلامهُ عليهِ-، ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا * ﴾[الحشر:7]، ويقولُ -جلَّ وعلاَ- :﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ* (36)﴾[الأحزاب:36].
إذا قرَّر الله ورسولهُ أمراً لا يجوزُ لأحدٍ أنْ يختارَ، عندما يأتِيكَ أمرُ الله ورسولهُ، لأنَّ رسول الله ﷺ لا يأْمرُ إلاَّ بما أمرَ الله سبحانه وتعالى [بِهِ] [2].
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾[النِّساء:115]،﴿ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا*﴾[الشورى:48]، إلى غيرِ ذلك...، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ * وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً * وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)﴾[الأنفال:24-25].
فالإتباعُ للهِ ولرسولهِ فرضٌ علينَا مَعشرَ بنِي آدمَ، إذا تشابكَ أمرانِ:
*-أمرٌ منَ الله.
*-وأمرٌ من المَخلوقين، سواءٌ أكانَ هذا المَخلوقُ هي عِصابَةٌ، أو حِزبٌ، أوْ عقيدَةٌ مُنحرفةٌ، كعقيدةِ التَّصوُّفِ[3] مثلاً...، أو عقيدَةِ الجهمية[4] الَّذينَ يُعطِّلونَ أسماءَ اللهِ وصفاتهِ مثلاً، أو عقيدةِ المُعتزلةِ الذين يقولون إن القرآنَ مخلوقٌ، و الذين يقولون إن العبد هو الذي يخلق أفعاله، ويقولون إن الله لاَ يرى في الآخرة، أو عقيدة الرَّافضة الَّذين يَسبُّونَ أبا بكرٍ وعمر ويسبون سائر الصَّحابة- رضوانُ الله تعالى عليهم-، أو أيُّ: عقيدةٍ تكونُ منَ العَقائِد المُنحَرفةِ، كالإخوانيةِ[5] والتَّبليغيةِ[6] وغيرها... من الدَّعواتِ الَّتي جعلت في حزبها وفي منهجها حقاً وباطلاً، -والعياذُ بالله-. [فإنه يقدم أمر الله-عزوجل-][7].
سكتواْ عن الشِّرك باللهِ، وتعبَّدواْ بالبِدع، السُّرُوريَّة[8] كذلك عندها أخطاءَ، القطبيَّةُ[9] كذلك عندها أخطاءَ، كلُّ هذه الفرَقِ يجبُ أنْ نبتعدَ عنها، وأنْ نتَّبعَ كتابَ الله وسنَّة رسوله ﷺ.
ولرُبَّما قال قائلٌ: كيفَ نتَّبِعُ كتابَ اللهِ وكل يفسِّرونَ القرآنَ على أهواءهمُ ويقولون: تفسيرُ القرآنِ هو الَّذي فسَّرواْ به!، والجواب: تفسيرُ القرآنِ لابدَّ أن نأخذهُ منَ السُّنةِ، ولابدَّ أنْ نأخذهُ من تفسيرِ الصَّحابةِ، ومِن تفسيرِ التَّابعينَ، الَّذينَ أخذواْ عنِ الصَّحابَةِ (هذا التَّفسيرُ هو الَّذي يَجبُ أنْ نأخذَ به).
أمَّا تفسيرٌ خلافهُ لا يجوزُ أن نأخذَ به أبداً، فلا يجوز أن نأخذ ببدعة، وكل بدعة نرفضها، والنبيُّ ﷺ عندما صلَّى يوماً صلاةَ الفجْرِ ثمَّ وعظَ أصحابَهُ موعظَةً وجلتْ منها القلوبُ وذرفت منها العيونُ فقالواْ: كأنَّها موعظةُ مودِّعٍ فأوصنَا، قال: أوصيكُم بتقوى الله والسَّمعِ والطَّاعةِ وإنْ تأمَّرَ عليكُم عبدٌ حبشيٌّ فاسمعُواْ له وأَطيعواْ وعليكُم بسنَّتي وسنَّةَ الخلفاءِ الرَّاشدينَ المهديِّين، عضُّواْ عليها بالنَّواجذ وإيَّاكم ومُحدثات الأُمورِ، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة[10].
وفي رواية: وكل ضلالة في النَّار[11]، فيَا عبادَ الله: اللهُ خاطبنا باتباع كتابه، والله خاطبنا باتباع سنة رسوله وإذا كان الواحد من طلاب العلم، فإذا وَجد أحداً يدعواْ إلى حزبيةٍ أو إلى صوفيةٍ أو إلى رفضٍ، أو إلى أي منهجٍ من المناهج المحرمة المبتدعَةِ فليقُلْ لهُ: ما دليلكَ على هذه المَسألة؟! من كتاب الله ومن سنة رسولهﷺ.
وهكذا وهكذا... يطلُبُ منهُ الدَّليلَ، لأنهمْ لا علمَ عندهم وإنَّما يُقلِّدونَ الرِّجالَ.
والله -سبحانه وتعالى- حرَّم علينا أن نُقلِّدَ الرِّجالَ، إلاَّ أنْ يكونَ هؤلاءِ الرِّجالُ من علماءِ الحقِّ من علماء السنة فنحن نتَّبعهم، لا تقليداً ولكن لأنَّهم أخذواْ بما يُصدِّقهُ كتابُ الله، وما تُصدِّقهُ سنَّةُ رسول الله ﷺ.
فيا -عبادَ اللهِ-:
هذه الثلاثة أمور يجب علينا، أن نعمل بها ولا نتجاوزها:
*- كتاب الله هذا الأول.
*- ثانيا: سنة رسول الله ﷺ، وسنَّة رسول الله ﷺ هي المفسِّرةُ للكتابِ، فالله سبحانهُ وتعالى يقولُ لنبيِّهِ ﷺ: ﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴾[النحل:44].
-*ثالثا: عملُ السَّلف الصَّالح، علينا أنْ نقرأَ ما كانَ عليهِ السَّلفُ الصَّالحُ؛ في كُتب التَّواريخ في الكُتب الَّتي عُنِيَتْ بأقوالهمْ وذِكرهمْ وعقيدتهمْ وأعمالهمْ، عليكَ يا طالبَ العلم أنْ تتَّقيَ اللهَ –عزَّوجلَّ- في نفسكَ وأنْ تتَّبعَ السَّلفَ الصَّالح، تتَّبعَ منهجَ النَّبيِّ ﷺ، الَّذي كان عليهِ هو وأصحابهُ من أجل النَّجاةِ، من أجلِ عافيتِكَ منَ النَّارِ، منْ أجلِ حَوزِكَ رضاءَ اللهِ -سبحانهُ وتعالى-.
وبلوغُك إلى الجنَّةِ الَّتي من دخلها يحيى فلا يموتُ، يصحُّ فلا يَسقمُ، يشبُّ فلا يهرَمُ، لا تبلَى ثيابهمُ، ولا يفنى شبابهُم، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُواْ اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ * وَاتَّقُواْ اللهَ * إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُواْ كَالَّذِينَ نَسُواْ اللهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ * أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ * أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) ﴾[الحشر:18ـ20].

وفيه وصيَّةٌ قُلتها لكم يَا إِخوة، اِحفظُوها يا إخوة، -اِحفظُوها- وعُوها إنْ أردْتمُ النَّجاةَ، فالنَّجاةُ في إتِّباعِ ما أنزلَ اللهُ على رسوله ﷺ، من كتابٍ وسنَّةٍ.
النَّجاةُ في ذلك وما سِوى ذلك هلاك!، [وَ] أُخبركُم بقصَّةٍ جآءَ وفدُ التَّميمِ إلى النَّبيِّ ﷺ وبعدَ أنْ اِنتهى منْ مُقابلتلهمْ وأَسْلمواْ فقال أبوبكرٍ: أمِّر عليهم فلاناً، وقال عمرُ: أمِّر عليهم فلانا. فقال أبوبكر: ما أردتَ إلاَّ خِلافي فقال عمرُ: ما أردْتُ خلافَكَ؛ وعندَ ذلكَ تنازعَا حتَّى اِرتفعتْ أصواتهمَا عندَ رسول الله ﷺ، فأنْزَلَ الله عَلى رسولهِ :﴿ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقَدَّمُواْ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ ﴾ وفي القراءَةِ الأُخرى :﴿لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ﴾. -والقراءتانِ صحِيحَتان-.
[أي] : لا تَتَقدَّمواْ بأنفسِكُم ولا تقدِّمواْ غيرَكُم.
فنحنُ نتأَدَّبُ معَ كتابِ الله ونحنُ نتأدَّبُ مع سنَّةِ رسولِ الله ﷺ، فإذا جآءَ الأمرُ منَ اللهِ –عزَّوجلَّ- قبِلناهُ، وإذا جآءَ الأمرُ من رسول اللهِ ﷺ قبلناهُ، ولا يجوزُ أنْ نتَّخِذَ الأعذارَ ونقولَ أنَّ فلاناً هوَ أعلمُ منَّا)!(، ونحنُ نتَّبعهُ لأنَّهُ أعلمُ مِنَّا، هذا العذْرُ لا يُنجيكَ عندَ ربِّكَ سبحانهُ وتعالى، لا واللهِ لا يُنجيكَ عندَ اللهِ ؛ وأنتَ ستقفُ بينَ يديهِ وحيداً فريداً لاَ ينفعُكَ فُلانٌ.. ولا فُلانٌ..، والله سبحانهُ وتعالى قد أخبرنَا عن ذلك الَّذي بدأَ أَسْلم، وأتاهُ صاحبهُ فقال له: وجهي على وجهِكَ حرامٌ حتَّى تأتِي لمحمَّدٍ تخنقُهُ بثوبكَ وتبصُقه بينَ عينيهِ وتَطأُ علَى قدمهِ، ـ وإلاَّ أنا ما عُدتَ صاحباً لي أنَا ـ هذا من؟! أُبيُّ بنُ خَلَفٍ يقولُ لعُقبَةَ بنِ أَبِي مُعيْطٍ.
فذَهبَ إلَى النَّبيِّ ﷺ وخنَقَهُ بثوبهِ وبَصقَ فِي وجْههِ وَوطِأَ علَى قَدمِه، فعوقِبَ وكانَ عاقبتَهُ إلى النَّارِ، فكانَ منَ الأسرى في غزوة بدرٍ فلمَّا كانَ في نِصْفِ الطَّريقِ أمرَ النَّبِيُّ ﷺ عليَّ بنِ أبي طالبٍ أنْ يضرِبَ عنُقهُ فقال يا محمَّد ما للصِّبية؟ فقال: لهم النَّار.
ثمَّ التفتَ إلَى أصحابهِ، قال : إنَّ هذا أتَاني يوماً وأنا أُصلِّي في المسجِدِ فوضعَ قدمهُ علَى رأْسي، حتَّى كادتْ عينايَ أنْ تَبدُرا، فأمَر عليَّ بنَ أبي طالبٍ فضرَبَ عُنُقهُ، وأمرَ الكُديرَ فضربَ عنُقَ النِّضرَ بن الحَارث؛ فمكَّنَ اللهُ منهُ.[12].
فيَا عبدَ اللهِ إنْ أنتَ عَصيتَ اللهَ ورسولهُ! من أجلِ أنْ تتَّبعَ فلاناً، لأنَّ لكَ عنْدهُ مَصلحةً أو لأنَّكَ تورَّطتَ معَ هذا الحزبِ، وصدودُك قد يفوِّتُكَ مصالحكَ المُترتِّبةَ على حزبهِم وأنَّهم إنْ ظفرواْ وانتصَرواْ فستُحصِّلُ معهُم وزارةً أو ستُحصِّلُ معهم إمارَةً أوستُحصِّل معهم مالاً أو ما أشبهَ ذلك... منَ الأمور، فاتَّق اللهَ في نفسِكَ واعلمْ أنَّ سبحانه وتعالى بالمِرصاد لكلِّ عبدٍ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا *﴾[آل عمران:102-103] إلى آخرِ الآياتِ... .
هذه وصيَّتي إليكُم يا إخوة، إذا تنازعكَ أمران:
*ـ أمرٌ منَ اللهِ ورسوله.
*ـ وأمرٌ من الرَّئيسِ فُلانٍ، أَوْ مِنَ الوزيرِ فُلانٍ، أَوْ مِن الأَمير فلانٍ، أَوْ مِنَ الشَّيخِ الفلاني، شيخ الشِّمل ولاة عريفة، أوْ من رئيسِ الحزْبِ، أو ما أشْبهَ ذلك... إذا تعارضكَ أمران: ( أمرٌ منَ اللهِ ورسوله وأمرٌ من هذا ) فأنت حينئذٍ مُبتلى.
فأنتَ حينئذٍ أمامَ البلوى والإختبار، فإنْ أطعتَ اللهَ ورفضتَ كلَّ منْ سواهُ، فإنَّ اللهَ -سبحانهُ وتعالى-، سيجْعَلُ لكَ مخْرَجاً منَ النَّاسِ جميعاً.
إنَّ العبدَ إذا وحَّدَ اللهَ وتوكَّلَ عليهِ وآمنَ به وعرضَ على رضاهُ فإنَّهُ لو كادَهُ أهل السَّمَاواتِ والأرضِ لايقدِرونَ عليه إلا بشيء كتبهُ الله.
فيا عبدَ الله أُوصِيكَ ونفسي بتقوى الله، والله إنِّي حريصٌ عليكُم، واللهِ إنِّي ناصحٌ لكم وربِّ هذا البيت؛ أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكُم ولسائرِ المُسلمينْ.



وكان الفراغ منها بحمد الله تعالى
عصر الجمعة 29 رجب 1437هجرية
الموافق لـِ 6 مايو 2016 ميلادية



تم بحمد الله


يُُتبع إن شآء الله
__________________
قال حرب الكرماني -رحمه الله- في عقيدته :" هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها، وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشَّام وغيرهم عليها فمن خالف شيئًا من هذه المذاهب أو طعن فيها، أو عاب قائلها، فهو مخالف مبتدع، خارج عن الجماعة، زائل عن منهج السُّنة وسبيلِ الحق".اهـ



التعديل الأخير تم بواسطة أبوشعبة محمد المغربي ; 05-30-2016 الساعة 10:38 PM
رد مع اقتباس