عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 03-31-2012, 12:34 AM
عبد الرحمن الغنامي عبد الرحمن الغنامي غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 121
شكراً: 0
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة
افتراضي

27/ تقدّمتُ على المعهد فاستقبلني معلّمان للمقابلة، فانهالا عليَّ بأسئلة ليس فيها سؤال علمي ، وإنما عن أحوالي الاجتماعية والاقتصادية ، فأخبرتهم عن كل شيء طلبوه مني ، فمدحوني ودعوا لي، وأبلغوني بقبولي .
بعدها بأكثر من شهر بدأَت الدراسة ، فاستقبلني أحدهما وهو المعلم سلمان المغيرة وضم إلي طلابا آخرين وضمّنا إلى طلاب قدامى ، وطلب من القدامى أن يعلموننا النظام .
وفي اليوم الثالث من بدء الدراسة لم أشعر إلا وهذا المعلم يخبرني بأنهم عازمون على زيارتي في المنزل، ففرحت بهم وأبلغت والدي ففرح ، وزاروني بعد المغرب واستقبلهم الوالد بالترحيب. بعد هذا خلا المعلم بوالدي وذهبا سويا للصلاة ، ثم بعد الصلاة دعاني والدي وقال: هو بمنزلة الوالد لك ، وأثنى عليهم .
ثم قمنا بزيارة الطلاب الجدد مثلي ، وكان يؤكد علينا عدم إخبار أحد من زملائنا بهذه الزيارة، ويزعم أنه يمتحن أمانتنا . وبعد إتمام الزيارات اصطفى منا مجموعة واستبعد الباقين وصار يحذرنا منهم ويكيل لهم الشتم عندنا بسبب عدم حفظهم للسر، ويحذرنا بأن من لايحفظ السر لايصلح أن يصاحبنا .
وبقي هذا المعلم مشرفا علينا نحن المجموعة حتى انتهينا من المتوسطة وبدأنا في الثانوية وبدأ معنا معلم آخر فيه نوع شدة وتدريب على الشدائد .
وتم ربطنا بمكتبة الإمام عاصم ، وبدأ هذا المعلم بتلميع خالد الحميضي ومحمدالشعلان وكانا منشدين وإمامين يقصدهما الناس للصلاة خلفهما ، والأخير لم يكن إخوانيا تنظيميا وإنما كان مستغَلاً .
كما تم ربطنا علمياً بالشيخ خلف المطلق وزينوا صورته عندنا أيما تزيين ، ولم يكن إخوانيا وإنما كان داعما للتبليغ .
وفي المكتبة بدأ التشكيل والنظام ، فكنا مع القائم على المكتبة علي السويش ولانعلم بمن فوقه ، وكان الذي فوقه عبدالعزيز التركي ، وهذا علمت به فيما بعد ، وكنت أتعجب من النظام الموحد في المكتبات حتى في الوجبات والأطعمة .
وكان النظام يقوم على :
١- الاتفاق في الكتب التي توزع حيث كانت (معالم في الطريق) و (الإسلام بين جهل أبنائه وعجز علمائه) و(ماذا يعني انتمائي للإسلام) و(الإسلام في قفص الاتهام) ) و(السيرة النبوية) لمصطفى السباعي.
٢- الاتفاق في الأشرطة (الكاسيت) فقد كانت محصورة على أحمد القطان وكشك والجعوان وأحمد السناني وخالد الحميضي ومحمدالشعلان وإبراهيم الكليب .
٣- الاتفاق في الرحلات ، فقد كانت الرحلات والزيارات متوافقة في : المصانع الحربية، المفتي إبراهيم رئيس الهيئات سابقا، مصنع البيبسي ، مرتفعات عسير .

وكان التحذير لنا من الاتصال بالعلماء ودروسهم على قدم وساق،
ويرهبوننا قائلين :
كم من من شخص ترك الشباب وذهب للمشايخ ولم يفهم مايقولونه ثم انتكس.

وإذا وجدوا إصرارا على طلب العلم حذروا الوالد من مغبة فعل ابنه ، وإن لم يستجب هجروه وأقصوه وحذروا منه .

(أو وجهوهم إلى بعض من يثقون منهم كالشيخ ابن جبرين والغيث. وكانت كل مجموعة مكتبات يقوم عليهم شخص مرتبط بمن فوقه) .
مضيت معهم على هذا الطريق، وكانوا يعظمونني لمكانتي الاجتماعية ولِما علموا عني من محبة التصدر (وهي خصلة مرشحة عندهم) وفي كل مرة يسندون لي عملا من الأعمال ورئاسة مجموعة من المجموعات ، حتى خيل لي بأني سأكون رئيسا للمكتبة يوما ما ، ثم حصل ما تخيلته حينما دعاني رئيس المكتبة وأثنى علي وأبلغني بأنه سيترك المكتبة لأتولى قيادتها وقيادة الشباب فيها ، وطلب مني الاتصال به في كل ماينوبني ، ولم أكن أشعر أنه ترقى هو في التنظيم ، وصار مسؤولا عن عدد من المكتبات بما فيها مكتبتنا هذه ، وكان هذا وأنا في الأيام الأخيرة من الثانوية .
رد مع اقتباس