عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 04-02-2011, 06:37 AM
أبو عبد الله بلال يونسي أبو عبد الله بلال يونسي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 194
شكراً: 10
تم شكره 7 مرة في 5 مشاركة
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

متابعة التعليقات :

وقال شيخ الشعراء :

وأقول : إذا نظرنا من حيث الدلالة اللغوية لكلمتي " صالح ومصلح " نجد أن "صالح" اسم فاعل , أي أنه صالح في نفسه , فهو ليس متعدياً إلى غيره
بخلاف "مصلح " اسم مفعول , أي أنه ليس صالحاً في نفسه فحسب , بل إنه قد تعدى صلاحه إلى غيره .
وأما إذا نظرنا للدلالة الشرعية فالأمر كما قال الباحث هنا من أن الصالح لا يكون كذلك حتى يكون مصلحا , فمن ثمار الصلاح ظهور آثاره وهي الإصلاح , المشار إليه في حديث الغرباء بروايتيه : " يصلحون إذا فسد الناس , أو يُصلِحون ما أفسد الناس "


وقال أبو عبد الله بلال :

أحسن الله إليك شيخنا الفاضل ؛ ...

لقد أشرت بكلامك هذا إلى مسألة عظيمة في باب دلالات الألفاظ و مسالك تفسير النصوص الشرعية ؛ وهي على ثلاث مراتب :

الدلالة الشرعية
الدلالة العرفية
الدلالة اللغوية

وهي على الترتيب الذي أوردته هنا ؛ فلا يتعدى من المعنى الشرعي إلى العرفي إلا إذا لم يتوفر الشرع على تفسير لها ؛ فنعرج على المعنى العرفي ؛ فإن لم نجد نزلنا إلى المعنى اللغوي بشروطه المذكورة في كتب الأصول وتفسير النصوص كقواعد وكليات التفسير المختلفة ...

وكما أن في كلامك شيخنا إشارة قوية إلى مسألة أنواع الأحكام ؛ والتي هي على أنواع من شرعية وعرفية ولغوية وعقلية ...؛ وأن جميعها عدى الشرعية مستندها ابتداءا إلى الغالب ؛ بخلاف الشرعيات فمستندها ابتداءا إلى الاستقراء وتتبع النصوص قبل إطلاق الحكم ؛ وذلك أن الحكم في الشرعيات لا يكون تغليبيا إلا إذا لم يوجد الدليل الجزئي أو لم يسعنا الوقوف عليه مع التحري الشديد ؛ فحين ذلك يجوز العمل بالدلالات العامة والأحكام الغالبة ؛ وذلك للميزة التي تتمتع بها الأحكام الشرعية عن باقي الأحكام العقلية ؛ ...

والله أعلم وأحكم ...

يتبع بإذن الله ...
رد مع اقتباس