عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-19-2015, 01:42 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,369
شكراً: 2
تم شكره 272 مرة في 212 مشاركة
افتراضي إعلان النكير على الأعمال الإرهابية بباريس

إعلان النكير على الأعمال الإرهابية بباريس

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فليعلم المسلمون في العالم أن ما قام به الخوارج من عمليات غادرة في فرنسا محرم من وجوه:
الأول: أن هذا من الغدر، وهو حرام بالإجماع.
فأولئك الإرهابيون نقضوا عهدهم مع دولة فرنسا، وخالفوا معاهدات الدول الإسلامية مع فرنسا.
الثاني: أنه صادر من مارقين عن الشريعة، وممن يكفرون المسلمين وينحرونهم بأوهى الشبه، لا سيما وقد تبنى ذلك العمل الإرهابي تنظيم القاعدة باليمن الذي قام بالعمل الإجرامي الخسيس في مستشفى العرضي في صنعاء.
الثالث: أنه مفسدة محققة ويسبب الضرر العظيم على المسلمين في بلاد الغرب، وفي بلاد المسلمين.
الوجه الرابع: أن أولئك الإرهابيين قتلوا بعض المسلمين وهذا من كبائر الذنوب.
الوجه الخامس: أن ما يحصل من الكفار من ظلم وعدوان لا يبيح للمسلم تعدي حدود الله، فالجهاد عبادة تطبق بالضوابط الشرعية لا بالأهواء الإرهابية.
فما حصل في باريس من أحداث إجرامية أمر منكر، ولا يقره شرع ولا عقل ولا دين، وهو من الصد عن سبيل الله، وتشويه لسمعة الإسلام وأهله.
من جهل بعض الناس أنه يبرر تلك الأعمال الإجرامية لكونها بلاد كفر، ولكونها فعلت أمورا منكرة تستحق العقاب عليها!
الجهاد ليس مجرد انتقام!
يظن الجهال أن الجهاد يكون بقتل الكافر أو بأذيته متى ما قدرت على ذلك لاسيما عند عدم عقوبته على منكر فعله.
وهذا تحريف للجهاد في الإسلام.
الجهاد له أحكامه وضوابطه،وليس ردة فعل أو انتقام أو تنفيس عن النفس،بل هو عبادة من العبادات لاتقوم إلا بأسبابها وتوفر شروطها بدون مانع.
الأفعال التي قام بها الدواعش وأنصارهم في باريس هو استجابة لنداء الخارجي أيمن الظواهري بتوحيد جهود الفصائل الخارجية ضد أوروبا وأمريكا.
الأحداث الإرهابية في باريس: من تدبير تنظيم القاعدة وداعش ومن وراءهم من استخبارات أجنبية.
لها أهداف ومطامع لا تجعلنا نبرر ذلك الإرهاب.
من عرف داعش وتنظيم القاعدة ودرس تاريخهم لا يشك أن قيامهم بأي عمل إرهابي فهو في الحقيقة قام لخدمة بعض دول الكفر ولضرب الإسلام وأهله.
من يظن أن أعمال الدواعش والخوارج ترفع من رأس المسلمين فهو واهم، بل هي خطة مدروسة للتعمق في ضرب شعائر الإسلام وأحكامه، ونشر الفتنة.
من يفرح بأفعال داعش والقاعدة كمن كان يفرح بجعجعات حزب الشيطان في لبنان، فكلها تصب في خدمة أعداء الإسلام، وتعمق الجرح في بلاد الإسلام.
مع استنكارنا لأحداث باريس الإرهابية فإننا ننكر كل استغلال لتلك الأحداث لمدح فرنسا والثناء عليها والتغاضي عن جرائمها وسوء تصرفاتها.
من المنكرات المنتشرة تسمية باريس بعاصمة النور لكونها مهد الثورة ضد الدين.
فهي عاصمة الإلحاد والفساد والإباحية والعلمانية المتطرفة.
الثورة الفرنسية قامت ضد دين النصارى المحرف هذا معلوم، لكن مبادئها وتوجيهاتها كانت دائما ضد الأديان، ومن ذلك منع الحجاب وأذية المسلمين.
ومع ذلك فالمسلمون يتعاملون مع فرنسا التعامل الشرعي، فلا تحملنا أفعالهم المنكرة على تبرير الأحداث الإرهابية، ولا يحملنا مصابهم بالأحداث الإرهابية على مدحهم أو موالاتهم والترويج لعلمانيتهم وفساد توجهاتهم الدينية والأخلاقية.


والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
6/ 2/ 1437هـ

رد مع اقتباس