عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-28-2019, 04:03 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي أثر عظيم في بيان أهمية التواضع ومراعاة الإمام والواعظ لحال الناس

أثر عظيم في بيان أهمية التواضع ومراعاة الإمام والواعظ لحال الناس
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال وهو على المنبر:
«إن العبد إذا تواضع لله رفع الله حَكَمَتَهُ، وقال: انتعش نعشك الله، وهو في نفسه حقير، وفي عين الناس كبير.
وإذا تكبر وعدا طَوْرَهُ وهَصَهُ اللهُ إلى الأرض، وقال: اخسأ أخساكَ اللهُ، فهو في نفسه كبير، وفي أعين الناس قليل، حتى لهو أهون عليهم من الخنزير.
ثم قال عمر رضي الله عنه: «أيها الناس، لا تُبَغِّضوا اللهَ إلى عباده»
قالوا: وكيف ذاك أصلحك الله؟
قال: «يكون أحدكم إماماً فيطوّل على القوم حتى يُبغّض إليهم ما هو فيه، ويقعد أحدكم قاصًّا فيطوّل على القوم حتى يبغض إليهم ما هم فيه».
رواه ابن أبي شيبة في المصنف، وأبو داود في الزهد، وابن شبّة في تاريخ المدينة، وابن أبي الدنيا في التواضع والخمول، وابن حبان في روضة العقلاء، وابن الأنباري في الزاهر في معاني كلمات الناس، والبيهقي في شعب الإيمان، والمدخل، والآداب، وابن عبدالبر في التمهيد والاستذكار، وغيرهم وسنده صحيح. بعضهم يرويه مطولا وبعضهم مختصرا على ما يتعلق بالتواضع أو ما يتعلق بتطويل الصلاة والوعظ.
قال الحافظ ابن حجر في الأمالي المطلقة (ص: 88) : «موقوف صحيح الإسناد، وقد يقال: لا مجال للرأي فيه فيكون له حكم الرفع».

معاني بعض الكلمات:
* رفع الله حَكَمته: الحَكَمة-بفتح الحاء والكاف- ما يوضع في فم الفرس من حديدة أو نحوها ولها حلقتان وتربط ضمن لجام الفرس للتحكم بسيره، وبالنسبة للإنسان فحَكَمَته تحت ذقنه.
* انتعش نعشك الله: أي ارتفع رفعك الله.
* عدا طوره: تعدى حدوده ومنزلته.
* وَهَصَهُ الله: أي حطّه أو كسره ودقَّه.

من فوائد الأثر:
1- أهمية التواضع، وأنه خلق المؤمن، والبعد عن الكبر والغطرسة والإعجاب بالنفس المؤدي للغرور.
2- من وظائف الملائكة وضع الحَكَمَة في رؤوس الناس فيرفعون من تواضع، ويذلون ويحقرون من تكبر.
3- التحذير من تطويل الأئمة في الصلاة بحيث يؤدي هذا التطويل إلى تنفيرهم، وتبغيض الصلاة مع الإمام إليهم، وليكن مراعيا لأحوال الناس، فيطول عند من يناسبهم التطويل، ويخفف عند من يناسبهم التخفيف، مع مراعاة الطمأنينة وإعطاء الصلاة حقها من الخشوع بما لا يؤدي إلى إملال الناس وتبغيض الصلاة إليهم.
4- التحذير من تطويل المواعظ بما يؤدي إلى تنفير الناس، بل يراعي أحوالهم، ويفرق بين محاضرة أو موعظة يجتمع لها الناس ويقصدونها، ويرغبون في تطويلها، وبين من يعظ الناس في المساجد فيختصر ويقتصر على المفيد النافع الذي يتحمله الناس، ويتخول الناس بالموعظة، ويحذر من إملالهم وتنفيرهم.

والله أعلم

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
29/ 2/ 1441هـ
رد مع اقتباس