عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 09-02-2014, 08:36 AM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد وقفت الليلة على تسجيل لفضيلة الشيخ العلامة عبيد بن عبدالله الجابري حفظه الله ورعاه، حول ليبيا، وقد ذكرني فيه ببعض الأوصاف، مع ذكره حقائق حول ليبيا، فأردت أن أبين: أني أؤيد كلام الشيخ العلامة عبيد حفظه الله في خلاصة كلامه عن الوضع في ليبيا، والمتضمن تأكيده حفظه الله للبيان الذي أصدره هو والشيخ العلامة عبدالله بن عبد الرحيم البخاري حفظهما الله، وأبين هذا في نقاط:

أولاً: قال الشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله: [فأنا على ما أفتيت به قديماً الفتوى التي لها أشهر. هذا أولاً.
وثانياً: نحن على ما كتبناه من نصيحة لأبنائنا في ليبيا الراعي والرعية].

التعليق:
الشيخ الوالد حفظه الله أفتى سابقاً بأن الحكومة الموجودة شرعية، ويجب السمع والطاعة لها، وذكر أن اللواء حفتر ثائر، وكون جيشاً، وأنه خارق للحكم الموجود، فأمر الشيخ حفظه الله بأن يتركوا حفترا وأن ينضموا للحكومة القائمة.
وفي النصيحة لأهل ليبيا الجريحة ذكر مضمون ما سبق دون ذكر حفتر، ودون توجيه كلام مباشر له.
وجميع كلامي الذي سبق منذ أن تكلمت حول موضوع ليبيا في العشر الأواخر من رمضان بينت فيه عدة أمور:
الأمر الأول: أن السلطان في ليبيا ضعيف، وكان هو نفسه رئيس الوزراء الموجود اليوم وهو عبد الله الثني، وأنه قد صرح بأن الذين في درنة إرهابيون، وهو يؤيد قتالهم.
وذكرت أنه مستضعف من قبل المليشيات، حتى أنهم منعوه من السفر من مطار معيتقة.
الأمر الثاني: أن الذين يتقاتلون في طرابلس طرفان: الطرف الأول: كتائب تابعة للجيش الليبي ومؤيدة لمعركة كرامة الجيش الليبي بقيادة اللواء حفتر، وهم الصواعق والقعقاع، ومن عاونهما من الزنتان.
الطرف الثاني: جماعة صلاح بادي الخارجي، وجماعة أبي عبيدة الزاوي، ومن انضم معهم، وهم بدؤوا القتال وافتعلوه.
فلم يكن القتال باسم ولي الأمر، ولم يكن قبلياً، بل كان ليستولي الخوارج على طرابلس، ويلغوا البرلمان الجديد، وإعادة المؤتمر الوطني الذي يسيطر عليه الإخوانيون.
فكان القتال للانقلاب على السلطان، ولتمكين الإخوان والخوارج.
الأمر الثالث: حاول المفتونون من مصراتة كما حاول الخوارج والإخوان تشويه سمعة الكرامة وأنها ضد الدولة، وأنهم قطاع طريق، وأن الحرب قبلية، بل زعموا أنهم يريدون إعادة حكم القذافي، أو يريدون العلمانية والديمقراطيةّ!!
وكل هذا كذب وباطل، بل الإخوانيون هم دعاة الديمقراطية، ولم تكن الحرب لأجل ديمقراطية ولا علمانية، بل كانت حرب اللواء خليفة حفتر ضد الإخوان والخوارج والذين يسعون لهدم ليبيا، والانقلاب على السلطان، والاستيلاء على الدولة.
وليس معنى هذا أن العلمانيين أو بقايا من كانوا مع القذافي لم يؤيدوا الكرامة، بل أيدها كثيرون يعادون الإخوان والخوارج.
الأمر الرابع: ذكر الشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله أن اللواء خليفة حفتر ثائر وكون جيشاً، والذي ينبغي معرفته هو: أن اللواء خليفة حفتر ليس ثائراً على ولي الأمر، بل هو قام لنصرة ولي الأمر، وقام لإيقاف نهر الدماء الذي أجراه الخوارج على كل من ينتسب للجيش والشرطة.
والجيش الذي كونه اللواء خليفة حفتر هو نفسه جيش الدولة الليبية، مما يؤكد أنه مع الدولة وليس ضدها.
فكان كلامي كله تأييداً للدولة، ونصرة لجيش الدولة، وحقنا لدماء السلفيين والتي استحلها الخوارج وأعلنوا قوائم اغتيالات نفذوا بعضها، وكلامي كان حرباً على الخوارج والإخوان والمآربة، ونصرة للسلفيين.
فلم أخالف في جميع نصائحي لليبيا كتاب الله، ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا منهج السلف، ولا هيجت أحدا على ضرب طرابلس، بل طالبتهم بجهاد الخوارج، وهذا مما أجمع عليه السلف.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله –كما في مجموع الفتاوى(28/ 530) : «وقد أجمع المسلمون على وجوب قتال الخوارج والروافض ونحوهم إذا فارقوا جماعة المسلمين كما قاتلهم على رضى الله عنه فكيف إذا ضموا إلى ذلك من أحكام المشركين كنائسا وجنكسخان ملك المشركين ما هو من أعظم المضادة لدين الإسلام».
وقال أبو بكر الجصاص الحنفي في أحكام القرآن (5/ 281) : «وَلَمْ يَخْتَلِفْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وُجُوبِ قِتَالِ الْفِئَةِ الْبَاغِيَةِ بِالسَّيْفِ إذَا لَمْ يَرْدَعْهَا غَيْرُهُ، أَلَا تَرَى أَنَّهُمْ كُلَّهُمْ رَأَوْا قِتَالَ الْخَوَارِجِ وَلَوْ لَمْ يَرَوْا قِتَالَ الْخَوَارِجِ وَقَعَدُوا عنها لَقَتَلُوهُمْ وَسَبَوْا ذَرَارِيَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ وَاصْطَلَمُوهُمْ» ثم قال: «فَإِنْ احْتَجُّوا بِمَا رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سَتَكُونُ فِتْنَةٌ الْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي وَالْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ». قِيلَ لَهُ: إنَّمَا أَرَادَ بِهِ الْفِتْنَةَ الَّتِي يَقْتَتِلُ النَّاسُ فِيهَا عَلَى طَلَبِ الدُّنْيَا وَعَلَى جِهَةِ الْعَصَبِيَّةِ وَالْحَمِيَّةِ مِنْ غَيْرِ قِتَالٍ مَعَ إمَامٍ تَجِبُ طَاعَتُهُ، فَأَمَّا إذَا ثَبَتَ أَنَّ إحْدَى الْفِئَتَيْنِ بَاغِيَةٌ وَالْأُخْرَى عَادِلَةٌ مَعَ الْإِمَامِ فَإِنَّ قِتَالَ الْبَاغِيَةِ وَاجِبٌ مَعَ الْإِمَامِ وَمَعَ مَنْ قَاتَلَهُمْ مُحْتَسِبًا فِي قِتَالِهِمْ»

****

وقال حفظه الله بعد نصحه الليبيين عوامهم وخواصهم بعدم الاغترار بي: [وأن يلتفوا حول من ولاه الله أمرهم في غير معصية الله، وأن يقروا له بالسمع والطاعة في حيال اليسر والعسر، وفيما أحبوا وكرهوا].
وقال حفظه الله: [وكان من تهييجه للفتنة كما بلغني عن ثقات من مصراتة أن حفتر اللوء الذي هو من بنغازي، وصل به الأمر أن يقصف العاصمة طرابلس بالطائرات فهذا الرجل الذي هو حفتر ما أظنه يقصد ردع الخوارج، فلو كان يقصد ردع الخوارج أولا ينسق مع الحاكم العام هذا، وثانيا: أن لا يجاوز حد وجود الخوارج في بنغازي وما حولها من المناطق الشرقية من ليبيا حرسها الله وبلادنا وسائر بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه في الدين والدنيا].

التعليق

أولاً: الذي نصحت الليبين به في الأيام السابقة هو الالتفاف حول ولي الأمر، والسمع والطاعة له بالمعروف، وبينت لهم أم مجلس النواب ورئيس الوزراء وهم رأس الدولة وولاة الأمر.

ثانياً: الدولة عقدت اجتماعاتهم في مدينة طبرق ولم يعقدوها في مصراتة فلماذا؟
هذا سؤال يطرح نفسه كما يقال، والسبب الذي يحاول الإخوان والخوارج إخفاءه أن مصراتة يسيطر عليها الإخوان المسلمون، وطرابلس يسيطر على معظمها الإخوانيون، وبنغازي يسيطر عليها الخوارج الداعشيون.
فالدولة الليبية عقدت اجتماعاتها بمتابعة الدول العربية، وهيئة الأمم المتحدة تحت حماية الجيش الوطني بقيادة اللواء خليفة حفتر!
لأنه مع الدولة، وناصر لولي الأمر، فليس هو ثائراً على الدولة، وليس عنده جيش غير جيش الدولة، والدولة عنه راضية، والسلطان عنه راض.
ثالثاً: أصدر ولي الأمر بيانا أيد فيه الجيش الليبي، واعتبر مجلس ثوار بنغازي بأنهم إرهابيون، واعتبر المشاركين في عملية فجر ليبيا من الإرهابيين.
وعملية فجر ليبيا في طرابلس، وعندهم مخازن أسلحة، ودمروا بيوت الليبيين، وشردوا نحو خمسين ألف شخص، وهؤلاء الإرهابيون هم من ضربهم الجيش الليبي، فليس ضرب الجيش للخوارج في طرابلس بسبب فتواي أو تهييجي كما افتراه علي المصراتيون، وبلغوا الشيخ العلامة عبيدا به.
ولكن غاظ الإخوانيين والخوارج ما أصدره مجلس النواب من قرارات ضد الخوارج والإخوانيين، ووصف عملية فجر ليبيا بالإرهابيين فأخذوا يكذبون على أسامة بن عطايا العتيبي أنه هو الذي هيج الجيش، وأن الخوارج لا يوجدون كقوة خارجية محاربة في الشرق فقط.
رابعاً: أنا أسأل الذين في مصراتة: هل جماعة أبي عبيدة الزاوي الإرهابي (غرفة ثوار ليبيا) في الشرق أم في الغرب؟!!
وصلاح بادي الخارجي الإرهابي في الشرق أم في الغرب؟!
لماذا تكذبون على العلماء وتجعلون الحرب في الغرب خالية من الخوارج أو عصابات الخوارج؟!
لماذا لا توضحون للعلماء من هو صلاح بادي، وخالد الشريف، وعبدالحكيم بلحاج وكلهم أصحاب كتائب مصراتة ومتعاونون معهم ضد ولي الأمر، وضد الجيش الليبي؟!!
اتقوا الله، ولا تكتموا الشهادة، ولا تنشروا الأكاذيب، ولئن استطعتم إخفاء الحقائق فهل هذه الحقائق تخفى على ولي أمركم الذي أمركم الشيخ عبيد بطاعته والالتفاف حوله؟
هل أنتم تطبقون بيان الشيخ عبيد والشيخ عبدالله البخاري، وتطبقون فتوى الشيخ القديمة والجديدة في النصح للسلطان وعدم غشه وخداعه؟!!
إنكم والله لتعلمون أن ولي الأمر يؤيد الجيش الليبي، ويؤيد قوات حفتر، وأعلن الحرب على الخوارج في بنغازي، والخوارج في الغرب أصحاب مليشيات فجر ليبيا.
تعلمون هذا جيدا، ولكنكم تخونون ولي الأمر عيانا بيانا، وتكذبون على أنفسكم، وتحاولون الوقيعة بين المشايخ، وتحاولون التحريش بين السلفيين بنقل الأخبار الكاذبة، وتستغلون ما يعلمه الشيخ عبيد حفظه الله عنكم من الصدق والثقة.
فإياكم والخيانة ، قال تعالى: { وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ } [يوسف: 52].
واحذروا من المكر بإمامكم وسلطانكم، فعاقبة المكر والخديعة في النار، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: « المكر والخديعة في النار» [الصحيحة: 1057].

***
في الختام: الشيخ العلامة عبيد الجابري والد يؤدب أبناءه، وتعلمنا منه نصرة الحق والدين، كما تعلمنا من النبي صلى الله عليه وسلم أن نقول الحق ولو كان مراً، وأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بإجلال مشايخنا، وتقديرهم، وإكرامهم، لذلك فأنا أعتذر للشيخ عبيد الجابري حفظه الله لأني علقت على كلامه وذكرت أموراً أردت إيضاحاً نصحاً لدين الله، مما قد يفهم مني أني أخالف شيخنا الشيخ عبيد، أو أني اعترض عليه.
ولكن والله ما كتبت ما سبق إلا لأني أخاف أن يعذبني الله إن سكت عن بيان الحق، ونصرة السلفيين في ليبيا، الذين تسلط عليهم الخوارج، وخذلهم كثير من الناس من المحسوبين على طلب العلم في ليبيا، بل مكروا بهم، ولم ينصحوا لعلماء الأمة، بل سعوا في الكذب والخيانة، {والله من ورائهم محيط}.
وما وصفني به الشيخ حفظه الله من أوصاف فإني قد عفوت عنه، وسامحته، ووهو والدي يقول فيَّ ما يشاء، فأنا لم أتكلم لدنيا –فيما أحسب- حتى أنتصر لنفسي، بل تكلمت لله، وحسبي أني أرضي الله، وأنصر دينه.
حفظ الله شيخنا الشيخ العلامة عبيد بن عبدالله الجابري، ورفع الله مكانته، وأعظم مثوبته.
وأرجو أن يسامحني إن كنت أخطأت في حقه بشيء لم أقصده، فمقصودي الوصول للحق، وإرضاء رب الخلق.

والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه: أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
28/ شوال / 1435هـ

التعديل الأخير تم بواسطة أسامة بن عطايا العتيبي ; 09-06-2014 الساعة 06:41 PM