عرض مشاركة واحدة
  #71  
قديم 11-14-2019, 10:17 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,369
شكراً: 2
تم شكره 272 مرة في 212 مشاركة
افتراضي

روابط دروسي يوم الخميس 17 / 3/ 1441هـ

الدرس الثامن من دروس التعليق على الرسالة الوافية لأبي عمرو الداني رحمه الله عرض ونقد لهذه السنة 1441هـ

استكمال التعليق على كلامه رحمه الله :

قال رحمه الله:

فصل:
101- ومن قولهم: إن الله سبحانه قد خلق الجنة والنار قبل خلق آدم عليه السلام، خلقهما للبقاء لا للفناء وأعدهما لأهل الثواب والعقاب، على ما أخبر به تعالى في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فقال عز من قائل: {مثل الجنة التي وعد المتقون} ، وقال: {يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة} ، وقال: {قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون} ، وقال: {وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين} والشيء المعد لا يكون إلا موجوداً مفروغاً منه، كما قال:
وأعددت للحرب أوزارها ... رماحاً طوالاً وخيلاً ذكوراً

102- قال الله مخبراً عن آل فرعون: {النار يعرضون عليها غدواً وعشياً} ، وقال: {واتقوا النار التي أعدت للكافرين} ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((رأيت الجنة -أو أريت الجنة- فتناولت منها عنقوداً، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، وأريت النار فلم أر كاليوم منظراً قط، ورأيت أكثر أهلها النساء)) .

103- وأن الجنة في أعلى عليين، والنار في أسفل سافلين، وأنهما لا يفنيان، ولا يموت أهلوهما، قال عز وجل: {وإن الدار الآخرة لهي الحيوان} ، وقال: {وإن الآخرة هي دار القرار} ، وقال: {ما عندكم ينفذ وما عند الله باق} ، وقال: {وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبداً} وقال: {لا يذوقون فيها الموت} ، وقال: {ماكثين فيه أبداً} ، وقال: {وما هم منها بمخرجين} ، وقال: {إن هذا لرزقنا ما له من نفاذ} وقال: {أكلها دائم وظلها} ، وقال: {وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة}

http://www.m-noor.com/otiby.net/soun...41/w8-1441.mp3

تمت إضافة الدرس الثامن من دروس التعليق على ضوابط الجرح والتعديل للشيخ الدكتور عبدالعزيز العبداللطيف رحمه الله لهذه السنة 1441هـ ، وهو التعليق على الفصل الثاني من الباب الثاني وهو ما يتعلق بأوجه الطعن الرواة فيما يتعلق بالعدالة.

قال رحمه الله:


الوجه الثاني: الابتداع:
المراد بالابتداع: اعتقاد ما حدث على خلاف المعروف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (وأصحابه) لا بمعاندة بل بنوع شبهة (2).
آراء العلماء في حكم رواية المبتدع:
المبتدعة على قسمين. هما:
1 ـ القسم الأول:
مَنْ لا يُكَفَّر ببدعته كالخوارج والروافض غير الغلاة وسواهم من الطوائف المخالفين لأصول السنة خلافاً ظاهراً لكنه مستند إلى تأويل ظاهره سائغ (3).
2 ـ القسم الثاني:
مَنْ يُكَفَّر ببدعته التي يكون التكفير بها متفقاً عليه من قواعد جميع الأئمة كما في غلاة الروافض من دعوى بعضهم حلول الإلهية في علي -رضي الله عنه-، أو في غيره. أو الإِيمان برجوعه إلى الدنيا قبل يوم القيامة (4).
فأما مَنْ لا يُكَفَّر ببدعته ففي قبول روايته مذاهب. هي:
1ـ مذهب طائفة من السلف ـ منهم محمد بن سيرين، والإِمام مالك ـ ردّ رواية المبتدع مطلقاً (5).
ومأخذ هذا القول مايلي:
أ ـ أن المبتدع فاسق ببدعته، فكما استوى في الكفر المتأول وغير المتأول يستوي في الفسق المتأول وغير المتأول (6).
ب ـ أن الهوى والبدعة لا يؤمن معهما الكذب، لا سيما فيما إذا كان ظاهر الرواية يعضد مذهب المبتدع (7).
ج ـ أن في قبول رواية المبتدع ترويجاً لأمره وتنويهاً بذكره (8).
__________
(2) نزهة النظر ص44، واجتناء الثمر في مصطلح أهل الأثر ص 41.
(3) انظر: هدي الساري ص 385.
(4) انظر: هدي الساري ص 385.
(5) انظر: الكفاية ص 194، وعلوم الحديث ص 228، وشرح علل الترمذي 1/ 356.
(6) علوم الحديث ص 228. وانظر: فتح المغيث 1/ 326.
(7) انظر: شرح علل الترمذي 1/ 357.
(8) نزهة النظر ص 50.

2 ـ مذهب الإِمام أبي حنيفة، والإِمام الشافعي، ويحيى بن سعيد القطّان وعلي ابن المديني: قبول رواية المتبدع مالم يُتَّهمْ باستحلال الكذب لنصرة مذهبه أو لأهل مذهبه، سواء كان داعية إلى بدعته أو لم يكن داعية إليها (1). ومأخذ هذا القول مايلي:
أ ـ أن اعتقاد حرمة الكذب تمنع من الإِقدام عليه فيحصل الصدق (2).
ب ـ أن الضرورة ملجئة إلى قبول روايته، كما قال علي بن المديني: ((لو تركت أهل البصرة للقدر وتركت أهل الكوفة للتشيّع لخربت الكتب)) (3). يعني لذهب الحديث (4).
3 ـ مذهب الكثير ـ أو الأكثر ـ من العلماء: التفصيل.
وذلك بقبول رواية غير الداعية إلى بدعته وردّ حديث الداعية (5).
ومأخذ هذا القول: أن المبتدع إذا كان داعية كان عنده باعث على رواية ما يشيد به بدعته (6)، وقد يحمله ذلك على تحريف الروايات وتسويتها على ما يقتضيه مذهبه (7).
وقد تنوّعت آراء الأئمة القائلين بهذا التفصيل على مايلي:
أ ـ مِن الأئمة مَن اكتفى بالتفصيل المذكور (8).
ب ـ ومنهم من فَصَّل في شأن غير الداعية. فقال: إن اشتملت روايته على ما يشيّد بدعته ويزيّنها ويحسّنها ظاهراً، فلا تقبل وإن لم تشتمل على ذلك فتقبل (9).
ج ـ ومنهم من فَصَّل في شأن الداعية. فقال: إن اشتملت روايته على ما يرد بدعته قُبِلتْ، وإلّا فلا تقبل (10).
__________
(1) انظر: الكفاية ص 194، وعلوم الحديث ص 228، وشرح علل الترمذي 1/ 356، ولسان الميزان 1/ 10.
(2) انظر: فتح المغيث 1/ 327
(3) انظر: الكفاية ص 206، وشرح علل الترمذي 1/ 356.
(4) الكفاية ص 206.
(5) انظر: علوم الحديث ص 229.
(6) لسان الميزان 1/ 10.
(7) نزهة النظر ص 50.
(8) انظر: هدي الساري ص 385.
(9) انظر: المصدر السابق ص 385.
(10) انظر: المصدر السابق ص 385.

د ـ فَصَّل ابن دقيق العيد في شأن الداعية من حيث تفرده بالحديث أو عدم تفرده. فقال: ((نرى أنّ من كان داعية لمذهبه المبتدع متعصباً له متجاهراً بباطله أن تترك الرواية عنه إهانة له وإخماداً لبدعته ... اللهم إلّا أن يكون ذلك الحديث غير موجود لنا إلّا من جهته، فحينئذ تُقدّم مصلحة حفظ الحديث على مصلحة إهانة المبتدع)) (1).
4 ـ ثمة روايات عن الإِمام أحمد تُوْحي بأن الحكم بقبول رواية المبتدع وردّها يختلف بحسب نوع بدعته.
قال الحافظ ابن رجب: ((قال أحمد ـ في رواية أبي داود ـ: "احتملوا من المرجئة الحديث، ويكتب عن القدري إذا لم يكن داعية".
وقال المروزي: ((كان أبو عبد الله يحدّث عن المرجئ إذا لم يكن داعياً ولم نقف على نصّ له في الجهمي أنه يروي عنه إذا لم يكن داعياً، بل كلامه فيه عام، أنه لا يروى عنه".
فيخرج من هذا: أن البدع الغليظة كالتجهم يردّ بها الرواية مطلقاً والمتوسطة كالقدر إنما يردّ رواية الداعية إليها، والخفيفة كالإِرجاء. هل يقبل الرواية معها مطلقاً أو يردّ عن الداعية؟ على روايتين)) (2).


__________
(1) الاقتراح في بيان الاصطلاح ص 336 ـ 337.
(2) شرح علل الترمذي 1/ 358.


http://www.m-noor.com/otiby.net/soun...1/dw8-1441.mp3

متابعة بقية الدروس الماضية والجديدة عبر هذا الرابط:

http://m-noor.com/showthread.php?t=17439

والله الموفق
رد مع اقتباس