عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 08-22-2014, 10:30 PM
أبومنير عزالدين محمد أبومنير عزالدين محمد غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 74
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي

سؤالي:-
ياشيخ في مسالة كثرا في الجدال بين طلبة العلم وهي مسالة التبديع وتكفير والتفسيق العيني
هل يحق لطالب العلم الذي استفاد على الكتب واﻻشراط ان يقيم الحجة ويعين بالتبديع او التكفير او التفسيق
ويقول الكتب واﻻشرط من الوجادة وليس شرط في مثل هذه المسائل ان يكون قد درس عند العلماء بل العبرة من عالما بالمسالة بادﻻلتها يقيم الحجة وينزل الحكم على المعين.؟
افيدونا جزاكم الله خيرا

الجواب


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فتنزيل أحكام التكفير والتفسيق والتبديع على المعين يحتاج إلى علم وعدل، وأحيانا إلى حاكم وسلطان، فليس كل شخص يمكنه الحكم على المعين بمجرد تعلمه شيئا من العلم، فهذا باب من الأبواب الخطيرة.
والذي يتعين على المسلم هو معرفة ما يوجب الكفر وما يوجب البدعة وما يوجب الفسق حتى يجتنب هذه الأمور، ويسلم له دينه.
وأما ما يتعلق بمعرفة حال غيره فإن ثمة أمورا ظاهرة جلية من فعلها يكون كافرا أو مبتدعا أو فاسقا.
فيتعامل مع غيره بما يظهره الشخص من المخالفات الشرعية الجلية.
ثم إن بعض الأفعال والأحوال يظهر لعموم الناس فساد حال صاحبها من كفر أو فسق أو بدعة.
كمن يدعي الإسلام ويعرف أنه ليس مجنونا ولا مكرها فيقع في سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم أو يهين المصحف ويدرسه بقدميه.
فهذا يعرف عامة الناس كفره.
وكذلك من ينتسب إلى ملة كافرة كيهودية أو نصرانية أو هندوسية أو نحلة كفرية كدرزية ونصيرية فهذا يحكم بكفره عينا.
وكذلك من ينتمي لفرقة بدعية ويتعالن ببدعتهم كالخوارج والمرجئة والصوفية والزيدية أو يتكلم بالبدعة الظاهرة الجلية فهذا يحكم بابتداعه .
وكذلك من يظهر منه الفسق كشرب الخمر أو يتظاهر بفعل الفواحش المعلومة وهو عاقل وليس مكرها فهذا يحكم بفسقه ظاهرا.
أما عند إقامة الحدود أو التعزيرات أو الخصومات أو في ارتكاب الأمور الخفية أو التي قد يجهلها عامة الناس فلا يحكم على المعين بل مرد ذلك إلى سلطان أو قاض فيما يختص بالحدود والتعزيرات وفض الخصومات أما في الحكم على المعين عند ارتكابه الأمور الخفية فيكون للعلماء وليس لعامة الشباب ولا للمبتدئين في الطلب.
والواجب الورع وتقوى الله في الحكم في هذه القضايا، وعدم الاستعجال، والحرص على هداية الناس ودعوتهم، وبيان الحق لهم، ولا يكن هم الشاب تنزيل الأحكام وإخراج الناس من الإسلام أو من السنة، بل يكون همه تطبيق الشرع، والتعامل مع الخلق على وفق المنهج السلفي الرصين، البعيد عن منهج الخوارج والحدادية، وبعيدا عن منهج المميعة وأهل التجميع والتكتل الحزبي.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
26/ شوال / 1435هـ
رد مع اقتباس