عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-10-2018, 02:58 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي تحريم إذاعة الفاحشة دون إنكارها

تحريم إذاعة الفاحشة دون إنكارها

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النور: 19]

قال خالد بن معدان رحمه الله: "من حدث ما أبصرته عيناه وسمعته أذناه، فهو من الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا" رواه ابن أبي حاتم في تفسيره بسند صحيح.

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله: "{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ} أي: الأمور الشنيعة المستقبحة المستعظمة، فيحبون أن تشتهر الفاحشة {فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} أي: موجع للقلب والبدن، وذلك لغشه لإخوانه المسلمين، ومحبة الشر لهم، وجراءته على أعراضهم، فإذا كان هذا الوعيد، لمجرد محبة أن تشيع الفاحشة، واستحلاء ذلك بالقلب، فكيف بما هو أعظم من ذلك، من إظهاره، ونقله؟ " وسواء كانت الفاحشة، صادرة أو غير صادرة.
وكل هذا من رحمة الله بعباده المؤمنين، وصيانة أعراضهم، كما صان دماءهم وأموالهم، وأمرهم بما يقتضي المصافاة، وأن يحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه. {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} فلذلك علمكم، وبين لكم ما تجهلونه".


قال الإمام البخاري في الأدب المفرد: باب من سمع بفاحشة فأفشاها

وروى ثلاثة آثار ثابتة:

1- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: " القائل الفاحشة، والذي يشيع بها، في الإثم سواء". ورواه ابن وهب في الجامع، وأبو يعلى وأبو الشيخ في التوبيخ والتنبيه وغيرهم، وسنده حسن.

2- عن شبيل بن عوف قال: كان يقال: "من سمع بفاحشة فأفشاها، فهو فيها كالذي أبداها". ورواه وكيع في الزهد، وهناد في الزهد، وابن أبي الدنيا في الصمت، وغيرهم وسنده صحيح.

3- عن عطاء: " أنه كان يرى النكال على من أشاع الزنا، يقول: أشاع الفاحشة". ورواه عبدالرزاق في الأمالي، وابن أبي حاتم في تفسيره عن عطاء بن أبي رباح بلفظ: "على من أشاع الفاحشة عقوبة وإن صدق".

انتهى ما ذكره البخاري في الأدب المفرد من الآثار في الباب.

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: " الْقَائِلُ كَلِمَةَ الزُّورِ، وَالَّذِي يمد بِحَبْلِهَا فِي الإِثْمِ سَوَاءٌ ". رواه ابن أبي الدنيا في الصمت، وفي ذم الغيبة والنميمة، وأبو الشيخ في التوبيخ وسنده حسن.


وقال فضيل بن عياض رحمه الله: «من سمع بفاحشة، فأفشاها، كان كمن أتاها» ،

قال الفضيل: «فإن الفاحشة لتشيع في الذين آمنوا، حتى إذا بلغت إلى الصالحين كانوا خزانها». رواه أبو الشيخ في التوبيخ والتنبيه بسند حسن.

فإشاعة الفاحشة ونشرها بدون إنكار وتحذير، أو إذا كان ذلك من باب القذف فهو من الأمور المحرمة المنكرة.

فليصن المسلم لسانه عن المنكر.

والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
23/ 4/ 1439 هـ

التعديل الأخير تم بواسطة أسامة بن عطايا العتيبي ; 01-10-2018 الساعة 04:05 PM
رد مع اقتباس