عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 03-01-2011, 07:22 PM
أبو موسى أحمد الأردني أبو موسى أحمد الأردني غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 152
شكراً: 41
تم شكره 13 مرة في 10 مشاركة
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سهيل عمر سهيل الشريف مشاهدة المشاركة
أبو موسى الأُردني :




انتقاء يُعانِق السماء ( مبنى و معنى ) جمالاً وسموّاً.

جميلةٌ هي ذائفتُك .


أحسنَ الله إليك .
جزاك الله خيرًا على كلامك الجميل الرائق
وغفر لي ولك
وليس لي فيها إلًّا النقل والله المستعان

( حرفُ التّاء )
الخطبة الأولى
سبحانك نوّعت المخلوقات وجنّست، وتعاليت عن نظير ووزير وتقدست، احرس عقائدنا عن الزيغ كمن قد حرست، ثم ثمارا إيماننا فأنت الذي غرست، آنس قلوبنا بالإيمان ولا توحش من آنست، ورفعتنا بالإقرار وبالقرآن وكم قد وكست، أتقول ألسنة الجاهلية إنه شعرٌ لو شئت لأخرست، أتدعي يا مسيلمة قول مثله أفلست، أتعارض (والنازِعاتِ غَرقا)، بالأكلات أكلاً أَنُحِسْت، أتدّعي يا بِدْعيُّ إنه مخلوق مرك جست*، ما لنبيّنا معجز كالقرآن ثم تمحوه نيكست*، ما يسلم من بدي قدح البدعي في ني بشكست*، يا لها من كلمات كالنبال الصائبات (وَكذَلِك نُصَرِّفُ الآياتِ وَليقُولُوا دَرَست) .

الخطبة الثانية
الحمد لله الذي بت الفكر عن عرفان جلال ذاته بتا، وبث القدر في الأحوال فكم مصيّف ما شتّا، بطش ففتَّ الجبال الشُّم الصُّم بقهره فتّا، وأنعش فلم ينته عفوه حتى الخطايا حتّا، أخرج يوسف من السجن بفضله وحبس بفضله يونس بن متّى، منع الألكن الفصاحة فهو يروم ما لا يتأتى (وَالليلُ إذا يَغشَى، والنَهارُ إذا تَجَلَّى، وما خَلقَ الذَكَرَ والأُنثَى، إن سَعيَكُم لشَتَّى).

الخطبة الثالثة
الحمد لله الذي يمهل ولا يخاف فواتا، الذي قال للكون كن فواتى، جمع بقدرته من المختلفات أشتاتاً، وفرّق بين الإلْفين وكم باتا، وقسر بقهره من تكبر وتعاتى، كم مطمئن في عزته أخذه بعزته بياتا، وكم هدم قصراً مشيداً وكم زلزل أبياتا، يعلم ضمائر القلوب ويسمع أصواتا، لا ينقصه من ملكه ما وهب وآتى، جعل مهر الأُخْرى طلاق الدنيا بتاتا، وأَعْلم الزاهدين أنها لا تستطيع ثباتا، مد الأرض وأثبتها بالجبال إثباتا، وأخرج منهاجاً وأباً جعله أقواتا، وصيرها مساكن الخلق تُربيهم صغاراً وتضمّهم رُفاتا، وكتب لفناء ساكنيها عمراً مقدراً وميقاتا، فقضى لهم حياة وقضى عليهم مماتا، ما تأتي عبرة مثل أن أباك وأمك ماتا ** ، (ألم نَجعَلُ الأرضَ كِفاتا، أحياءً وأمواتا).

الخطبة الرابعة
الحمد لله القاسم المرزق والجالب للقوت، القادر فلا يعجزه شيء ولا يفوت، الموصوف بالقدم *** وبالكرم منعوت، العالم بما فوق الفوق وتحت التحوت، له العز والكبرياء والملكوت، وإليه المرجع والرغبوت، ومنه الخوف والحذر والرهبوت، إذا حدق الفكر نحو عظمته رجع وهو مبهوت، صرعت أقداره العتاة فهلك إبليس وماروت، ورفع إنعامه المحتَقرين فملك على ضعفه طالوت، وقوت إعانته المنكسرين فقتل داود جالوت، ينفخ في الصور فيقوم من القبور الأموات الخفوت، ويناقش في السؤال فإذا الفصيح صموت، واعجباً لهذا العظيم يعبد معه صنم منحوت، موصوف بالكلام وقد جل عن وصف السكوت، ولقد قالوا في كلامه ما لا يقال في الموت، جاء جهم ذو النظام والمريس فخربوا البيوت، كل منهم كان محنة وكل طاغوت، أيقال إن القرآن ليس بمسموع ما قال راس المشبه ولا راس الجالوت، كلا بل هو المسموع المتلو في بيوت، يا أئمة السلف جحدت السكينة وسرق التابوت، أتراهم ابتدعوا النبل الحطام سم وخشوت، احذرهم ودع انسهم ثم لا تنسهم في دعاء القنوت، وجاهد أعداء السنة أهل الغي (وَتَوَكَّل عَلى الحيَّ الّذي لا يَمُوتُ) نسجت ثوب السنة فدار المنوال وتم المشتوت، يا لكلامي أحسن من در ماروت، مليح ولا غمرة بدين ولا قنوت، ظَرف مملوء ظُرفاً لا كقول مكبوت، أيماثل نسج دود القز ونسج بيت العنكبوت، أيشبَّهُ الدّر بالبعر من مثل هذا أموت، بينه وبين غيره كما بين العرش والبهموت **** ، لا يقدر على مثل قولي ولكن سل عن البخوت *****.

الخطبة الخامسة
الحمد لله القديم *** فلا يقال متى، القاهر بعز سلطانه كل جبار عتا، المحمود على أي قضاء منه أتى، قرّب موسى نجيا فقرت عين الفتى، وأرسله بمعجز العصا إلى من عصى فنسخ بحقه باطلهم نسخ الصيف الشتاء، فلو رأيت أعداءه قد جمعوا واجتمعوا، فنادى لسان النصر ولكن ما سمعوا، (وَألق ما فِي يَمِينِك تَلقَف ما صَنَعوا إنَّما صَنَعوا كَيدُ ساحرٍ ولا يفُلِحُ الساحِرُ حَيثُ أتى).

[ يتبع حرف الثاء ]
ـــــــــــــــــــ
* لم أقف على معنى هذه الكلمات!
** قلت: بل العبرة بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم وأكبر!، ولو أنّه قال رحمه الله: "ما تأتي عبرة مثل أن رسول الله قد ماتا"، لاستقام وكان موافقًا للأثر، والله أعلم.
*** وصف الله بالقدم لا يجوز لأنه لم يثبت في الكتاب ولا في السنة وصفه به عز وجل، راجع شرح العقيدة السفارينية للشيخ العثيمين -رحمه الله- ففيه التفصيل.
**** (البهموت) قيل هو حوت يحمل الأرض على منكبيه!.
***** قوله هنا رحمه الله فيه نوع غلو وقدر على أفضل من قوله رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أفصح العرب وأجزلهم.

__________________
...::________::...

هَل صحّ قول من الحاكي فنقبله *** أم كلُّ ذاك أباطيلٌ وأسمارُ
أمَّا العقول فآلت أنَّه كذبٌ *** والعقل غَرسٌ له بالصِّدقِ إثمارً
"شيخ المعرَّة"
..::ــــــــــــــــــــــــــــ::..
أبو موسى الأردني
أحمد بن عيَّاش بن موسى الغرايبة
- غَفَرَ اللهُ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ -
آمين

رد مع اقتباس