( 4 )
نعم وجب التبيين أن يعرف المخدوعون حقيقة الاخونجي الجلد " سلمان العودة " ، الذي ملأ الدنيا حديثاً عن الدعوة .
ووجب أيضاً أن يعرف المخدوعون ان منظر الثقافة البنائية القطبية ، .. يداهن ويصانع ، كذباً وزوراً وبهتاناً ، وباطلاً وإفكاً وافتراء . ولا يعرف إلا مصالحهم الحزبية .
وأن يعرف المخدوعون أن كبير القوم سار في ضبابية خداعة فرضها على الأتباع فرضاً بصلف وتسطيح عجيب يدعو إلى الرثاء .
إبتداءً .. .. .. أحرق " سلمان العودة " الفتيان بالشحن بصورة موهومة ، فكان الواعظ المتجول بينهم مثل الوباء الخفي .
فوظف المشاعر البريئة الساذجة في ماكينة السياسة وحيلها الماكرة .
فكان الأول في التحريض والتهييج .
وغذى في الشباب الشعور الثوري بشكل خفي ومداور .
وكان من العابثين بالحرائق التي تطال بلهبها أناسا يصدقون كل ما يسمعون أو يشاهدون أو يقرءون ! .
وكم ضحك على عقول الأتباع ، واستغل سذاجتهم وطيبتهم .
وكان ينعم وأفراد عائلته بالعيش في رفاهية وأمن وأمان .. .. ودعا الآخرين إلى العيش بطريقة أخرى ، وحرضهم على العمليات الانتحارية بدعوى نيل الشهادة .
كم كان محترفاً في ممارسة هذه اللعبة ، فألقى بالناشئة إلى التهلكة ، وتمتع بالبقاء في مكتبه يمارس السياسات الناعمة .
نعم .. .. .. حرض " سلمان العودة " شباب الأمة ودعوتهم بالذهاب والتوجه إلى مواطن النزاع والفتن ، ومحاضراته وتصريحاته وتغريداته والمشاركات الصحفية شاهدة على ذلك .
إلا أن " سلمان العودة " ذو ألف وجه ووجه .
ومن جبنه وخوره أنه اليوم ينكر كل أقواله وأفعاله المسجلة عليه لينجو من دعواته التحريضية التي قررها في سابق أمره التليد ، مع استخدامه حالياً مع ثورات الخريف العربي طرق جديدة وملتوية من خلال طرح رؤيات تحريضية جديدة وذلك عبر تفخيخ عباراته بتشكيل مبطن يطوف على الكثيرين ، لكنه لا يمر مرور الكرام على من يعرف ألاعيب وحيل ومكر " سلمان العودة " ! .
وعلى امتداد تاريخ جامعة الاخوان المسلمين المظلم ، اتضح لنا حقيقة تلك القيادات على أنهم من أكذب خلق الله ، فسجلات القيادات السمعية والمرئية حافل بالأكاذيب واللاعيب والازدواجيات والتناقضات والتقلبات والتلونات .
دعوا إلى إندلاع الثورات في العالم العربي ، وأكدوا على أن المصير مشترك ، وفي فورة القتل والإبادات المروعة لتلك الشعوب المخدوعة ، بدأوا بالإختفاء فجاة من المشاهد الثورية وتحولوا من المساندة والدفاع والنصرة وملحقاتها الإيديولوجية والسياسية إلى نشطاء في العمل التجاري المدر للأرباح مع القوى الأقليمية ! ... قاتلهم الله .
ضجوا أسماعنا ليلاً ونهارا بشعاراتهم الزائفة وأقاويلهم الكاذبة ومؤتمراتهم الكسيحة على أنهم الداعمون مع حق الشعب السوري المسلم المضطهد ، والساعون في رفع الظلم عنهم ، والمساندون في مسعاهم لنيل حقوقهم المشروعة .
وبعد سنوات الدمار والضياع يأتي الاخونجي الكبير " سلمان العودة " ويقول في تغريدة له على حسابه في " تويتر" بتاريخ 17 / 3 / 2013 .
( يجب الإفراج الفوري عن كل بريء والتعويض والاعتذار بشجاعة وفتح صفحة جديدة ) .
فقلنا : لا يا " سلمان " لا تلتمس الأعذار الواهية والمبررات الميكافيلية واللعب على الأسباب الخيالية والتهديد والمساومة .
فأنت أنت أنت من قدمت التشجيع والمدد للأفكار الثورية الدموية لتلك الثلة من الشباب عبر محاضراتك : تحرير الأرض أم تحرير الإنسان ، الأمة الغائبة ، الجراحات المسلمين ، حقوق الإنسان في الإسلام ، من هنا وهناك ، حقيقة التطرف ، صناعة الحياة .
ويتضح لنا بجلاء مما تقدم أن ( الصحوة ) هي التي فجرت منابع الإرهاب ، وبطريقة في غاية من الخسة والدناءة .. .. ..
والشاهد على ذلك أن يأتي القطبي الكبير " صلاح الصاوي " الذي سبق وأن درس في جامعة ( أم القرى ) بمكة ، وهو من أساطينهم ومعلميهم ، ومنظريهم ، يقول في كتابه " الثوابت والمتغيرات في مسيرة العمل الإسلامي " ويقول ما نصه :
( ولا يبعد القول بأن مصلحة العمل الإسلامي قد تقتضي ان يقوم فريق من رجاله ببعض هذه الأعمال " الجهادية " ، ويظهر النكير عليها آخرون ) ! .
|