عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-15-2018, 07:31 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي لا يُرَد على الصعافقة بالصعفقة، ولا يبيّن جهلهُم بجهل مثله، بل نرد على الصعافقة بالمنهج السلفي، ونبين جهلهم بالعلم والحجة والبرهان

لا يُرَد على الصعافقة بالصعفقة، ولا يبيّن جهلهُم بجهل مثله، بل نرد على الصعافقة بالمنهج السلفي، ونبين جهلهم بالعلم والحجة والبرهان.

1- قوله تعالى: {ثم استوى على العرش} في ستة مواضع من القرآن وليست في سبعة كما زعم أحد الصعافقة، فالموضع السابع قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} بدون "ثم" وبتأخير الفعل استوى على كلمة "على العرش".

2- والسين فيه أصلية من أصل الفعل، ليست التي للاستقبال. كما تخبط فيه ذلك الجاهل، فالسين التي للاستقبال هي الموجودة في الفعل المضارع وتكون زائدة ويراد بها الاستقبال مثل كلمة "سيستوي" استوى فالسين أصلية، وهو فعل ماضٍ. فافهم.

3- وتفسير الاستواء في الآيات بالاستيلاء باطل ومنكر عظيم، لأن سياق الآية يأباه، فالله عز وجل خلق العرش قبل السموات والأرض، فإذا كان استواؤه على العرش بعد خلق السموات والأرض فمعناه على قول الجهمية أنه استولى على العرش بعد أن لم يكن مستولياً عليه، فهذا يلزم منه وجود رب آخر كان مسيطرا على العرش فغالبه الله وأخذ منه العرش، وهذا كفر محض.

فهذا معنى قول السلف: فالله لا مغالب له أي لا يوجد رب أو إله آخر له شيء من الملك، بل ملك المخلوقات من تمليك الله لها، فهو سبحانه مالك الملك، وملك الملوك.

4- ولا يعني هذا عدم وصف كلمة مغالب لمن يحارب الله، فمعنى مغالب أي محارب، وهذا موجود، لكنه لا يستطيع المحاربة إلا بمشيئة الله وإرادته الكونية.

قال تعالى: {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي}.

وقال تعالى: {والله غالب على أمره}.

5- ووصف الله عز وجل بالاستيلاء لم يرد في الكتاب ولا في السنة.

لكن قد يخبر عن الله بأنه مستول على الملك ومحتو عليه "وعلى الملك احتوى" أي مسيطر عليه ومالك له، فالاستيلاء هنا بمعنى الملك وليس فيه معنى المغالبة الاستقلالية، أو وجود من كان مالكا غير الله ثم استولى الله عليه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

ومن معاني علو الله على خلقه: علو القهر، ومن أسمائه القهار، الذي قهر خلقه وملكهم وسيطر عليهم لأنه هو خالقهم ومالكهم، كما قال تعالى: {أم هم المصيطرون}؟!

وقضية الاستيلاء على الأكوان ذكرها الإمام ابن القيم في النونية.

قال رحمه الله في النونية:

وهو الذي حقا على العرش استوى ... لكنه استولى على الأكوان

وقال:

في بعضها حقا على العرش استوى ... لكنه استولى على الأكوان

وقال:

والله أكبر من على العرش استوى ... لكنه استولى على الأكوان

فهذا الاستيلاء بمعنى الملك والقهر ولا مغالب لله، ولم يستول عليها من أحد، بل هو خالقها ومالكها.

وهذا بخلاف تفسير الجهمية للاستواء على العرش بالاستيلاء عليه فهذا كفر لكونه يلزم منه أن الله عز وجل قبل خلق السموات والأرض لم يكن مستوليا على العرش فاستولى عليه من غيره، وهذا كذب وكفر ظاهر، وفيه تحريف للقرآن، ومخالف لمعنى الاستواء في لغة العرب لا سيما إذا عديت بعلى.

ومع ما سبق ذكره فظاهر كلام ابن الأعرابي رحمه الله أن عبارة "استولى" لا تستخدم في حق الله عز وجل لأن فيه إيهاماً، فمع قول ابن القيم رحمه الله لها، ومع ما سبق من توجيه إلا أن الأولى تركها والابتعاد عنها.

والله أعلم.

6- ذكر بعض الصعافقة أن الاستواء له ثلاثة معان، والصحيح أن معانيه أكثر من ذلك، ومما ذكره العلامة ابن القيم وتناقله أئمة الدعوة أربعة معان:
"علا، ارتفع، صعد، استقر"، فلم يذكر ذاك الصعفوق معنى "صعد".
وهناك معان أخرى وردت في الآثار السلفية ذكرها الدشتي رحمه الله في كتابه : "إثبات الحد لله" وانظر تحقيقي له، وبيان أدلتها الأثرية.

وبهذا القدر أكتفي.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
2/ 11/ 1439 هـ

http://m-noor.com/showthread.php?t=17705


التعديل الأخير تم بواسطة أسامة بن عطايا العتيبي ; 07-17-2018 الساعة 05:13 PM
رد مع اقتباس