عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-19-2022, 08:30 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,369
شكراً: 2
تم شكره 272 مرة في 212 مشاركة
افتراضي فائدة حديثية حول ترجمة عبدالله بن عبدالملك المسعودي

فائدة حديثية حول ترجمة عبدالله بن عبدالملك المسعودي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فقد قال العقيلي في الضعفاء (2/ 275) : "عبد الله بن عبد الملك المسعودي أبو عبد الرحمن" وقال عنه: "كان من الشيعة في حديثه نظر حدثنا محمد بن إبراهيم العامري قال: حدثنا يحيى بن حسن بن الفرات القزاز قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المسعودي، عن عمرو بن حريث، عن طارق بن عبد الرحمن، عن زيد بن وهب الجهني قال: بينما نحن حول حذيفة بن اليمان إذ قال: كيف أنتم لو قد خرج أهل بيت نبيكم صلى الله عليه وسلم فرقتين يضرب بعضهم وجوه بعض بالسيف؟ قال: فقلنا: يا أبا عبد الله، إن ذلك لكائن؟ قال: إي والذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، إن ذلك لكائن، قال: فقلت له: فما أصنع إذا كان ذلك؟ قال: انظروا إلى الفرقة التي تدعو إلى علي بن أبي طالب فالزموها " ولا يتابع عليه".

وقول العقيلي إنه لم يتابع عليه غير صحيح، بل قد توبع والأثر صحيح الإسناد أو حسنه على الأقل.

فقد رواه البزار في مسنده(2810) حدثنا أحمد بن يحيى الكوفي، قال: أخبرنا أبو غسان، قال: أخبرنا عمرو بن حريث، عن طارق بن عبد الرحمن، عن زيد بن وهب، قال: بينما نحن حول حذيفة، إذ قال: «كيف أنتم وقد خرج أهل بيت نبيكم صلى الله عليه وسلم في فئتين يضرب بعضكم وجوه بعض بالسيف؟» ، فقلنا: يا أبا عبد الله، وإن ذلك لكائن، قال: «أي والذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق إن ذلك لكائن» ، فقال بعض أصحابه: يا أبا عبد الله فكيف نصنع إن أدركنا ذلك الزمان؟، قال: «انظروا الفرقة التي تدعو إلى أمر علي رضي الله عنه فالزموها فإنها على الهدى».

فقد تابعه أبو غسان مالك بن إسماعيل وهو ثقة متقن صاحب كتاب، وشيخ البزار أحمد بن يحيى الكوفي ثقة أيضا، وعمرو بن حريث هذا عراقي ثقة كما في المتفق والمفترق للخطيب البغدادي، وليس بالمصري ولا الصحابي المخزومي رضي الله عنه، وطارق الأحمسي وزيد الجهني كلاهما من رجال الجماعة. والسند صحيح أو حسن على أقل أحواله، وجود سنده الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13/ 85)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 236) : "رواه البزار، ورجاله ثقات"، وقد أبعد الذهبي حينما قال في ميزان الاعتدال (4/ 546)-: "وعمرو مجهول. وهذا الحديث كذب.والله أعلم"، وعمرو بن حريث ليس مجهولا، بل قال فيه الذهبي نفسه في تاريخ الإسلام (4/ 468) : "ذكره ابن أبي حاتم، ولم يتعرض إلى تليينه بوجه" ولم يذكره الذهبي في أي كتاب مما كتبه في الضعفاء!

والحافظ ابن حجر ذكره في لسان الميزان من ضمن زياداته على الميزان، وجاء في ترجمته بغرائب، حيث نسب لابن عدي أنه ذكره في ترجمة المسعودي، وقال عنه مجهول! وهذا غريب عجيب، فابن عدي لم يترجم للمسعودي في الكامل في الضعفاء أصلا، ولم يقل في عمرو بن حريث إنه مجهول، وإنما هذا من كلام الذهبي في الميزان خلافا لما في تاريخ الإسلام.

والخلاصة مما سبق أن العقيلي ضعف راويا لظنه أنه لم يتابع على حديث يراه منكرا، والواقع أنه قد توبع، وأنه بريء من الحديث لو كان منكرا، فكيف وهو محتمل؟!

وقد يكون تضعيفه بسبب تشيعه فهذا مدخل من مداخل التضعيف، لكنه قد قواه أبو حاتم الرازي حيث قال -كما في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/ 105)-: "هو حسن الحديث، لا بأس به عنده غرائب عن الأعمش"، واختلف فيه كلام الذهبي فمرة تبع العقيلي، ومرة قال: "لم أر به بأسا".
فالذي يظهر لي أن عبد الله بن عبدالملك المسعودي صدوق حسن الحديث، وأن عمرو بن حريث ثقة، وأن الحديث حسن صحيح وليس منكرا.

والله أعلم.

كتبه:

د. أسامة بن عطايا العتيبي

19/ 11/ 1443هـ - 19/ 6/ 2022م
رد مع اقتباس