عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-09-2022, 03:07 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,372
شكراً: 2
تم شكره 273 مرة في 213 مشاركة
افتراضي

الرد على كلام شيخنا الشيخ محمد ابن شيخنا ربيع المدخلي في موضوع حسين الكرابيسي وأمور أخرى ج2
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فهذا تتمة الرد على ما ذكره شيخنا الشيخ محمد ابن شيخنا ربيع المدخلي حفظهما الله.

الوقفة الرابعة

قال شيخنا الشيخ محمد ابن الشيخ ربيع: «ثم يا دكتور لم الكيل بمكيالين، فقد أسقطت من خطؤهم ليس بأكثر من خطأ الشيخ فركوس من أهل المدينة وكل من وافقهم في الكرة الأرضية وقلت فيهم ما يهوي بهم إلى الحضيض في حين يرون أنفسهم هم السلفيين حقاً، ويزكيهم من تعرف من العلماء الذين حذروا منك ورموك بالتسرع والطيش وتفريق السلفيين من عشر سنوات تقريباً. مرة أخرى أنت لا تمشي على قاعدة ثابتة بل تكيل بمكاييل وليس مكيالين».

التعليق
يتلخص الكلام السابق في قضية «الكيل بمكاييل»، وذكر عدم وجود «قاعدة ثابتة»، مع الإشارة إلى التهم التي صدرت من بعض العلماء بسبب تحريش الصعافقة للشيخ عبيد وللشيخ ربيع والرمي بسبب ذلك بالتسرع والطيش وتفريق السلفيين كما هي التهمة نفسها الموجهة للشيخ محمد بن هادي والشيخ فركوس والشيخ محمد بن ربيع والشيخ عبدالمجيد جمعة وغيرهم.
فإذا كانت تلك التحذيرات والتهم يشاركني فيها علماء وفضلاء ومنهم شيخي نفسه فلا حاجة لتكرار الرد عليها هنا، فما كان من جواب ودفاع عنهم فهو دفاع عني أيضا ولا فرق.
تبقى قضية الكيل بمكاييل، وعدم وجود قاعدة ثابتة، فهنا شيخنا ادعى دعوى، وذكر دليلا عليها.
والدعوى هي : «عدم وجود قاعدة ثابتة، وبالتالي تعدد المكاييل»، ودليله أني أسقطت أناسا أخطاؤهم أقل من أخطاء الشيخ فركوس حفظه الله ، وأركس أولئك الصعافقة.
فخلاصة القضية في نظر شيخنا الشيخ محمد ابن شيخنا ربيع: أن أخطاء الصعافقة الذين في المدينة أقل من أخطاء الشيخ فركوس.
فإذا بينت بطلان الدليل ظهر بطلان الدعوى.
والبيان من وجوه:
الوجه الأول:أن هذا خطأ من شيخنا كخطئه في تصوير قضية الكرابيسي، حيث ظن أن الكرابيسي ثقة-وهو ليس بثقة-، وظن أن خطأه مجرد زلة في اللفظ، ولذلك رأى أن الإمام أحمد وأهل الحديث أسقطوا عالما ثقة بسبب خطأ لفظي فقط، وهو هنا يجعل خطأ الصعافقة أقل من خطأ الشيخ فركوس، وكلا الظنين خطأ مخالف للصواب.
أما قضية الكرابيسي: فبينت أن ضلاله ليس مجرد خطأ لفظي، بل هو جهمي مخادع، وكان يكفر السلفيين، وكان يزين الخروج بالسيف، وكان يحط على أهل الحديث السابقين، ويقوّي أمر الرافضة، فكانت عنده موبقات عظام، وليس مجرد خطأ هين.
وأما قضية صعافقة المدينة وجميع من معهم في الكرة الأرضية: فهي ليست مجرد أخطاء يسيرة، بل هو منهج أرادوا به ضرب منهج السلف، فنشروا التقليد الأعمى والتعصب والتحزب، وعندهم مجالس سرية لضرب الدعوة السلفية، ويطعنون في كبار علماء السنة وطلابهم، ويقعدون القواعد الفاسدة، ويكذبون، ويحرشون، ويتلاعبون، ويتعاونون مع المليشيات الإرهابية، والحركات الانفصالية،وهونوا من شأن المظاهرات والاعتصامات والخروج على السلطان بالسلاح.
فأمر الصعافقة أظهر وأشهر.
ولئن كان الشيخ فركوس حفظه الله يتهمبأن قوله في جزئية تتعلق بالإنكار العلني يترتب عليه الخروج، فكيف تجعله أخطر ممن يجيز هذا الخروج، ويتعاون مع الخوارج ضد الجيش الليبي، ويجوز المظاهراتضد رئيس اليمن ويجعلها مسألة خلافية؟
فالصعافقة وصلوا إلى الخروج، وسفكوا الدماء، وأعلنوا بالإرهاب، ولكنهم يتكاتمون بدعهم، ويتظاهرون بخلافها، وأنت يا شيخنا تعرفهم جيدا، وتعرف إرهابهم، وتعرف تعاونهم مع الدواعش، وتعرف مكرهم بك وبأبيك وإخوانك ، وأفسدوا في بيتكم إفسادا لم يفعل الشيخ فركوس منه شيئا ولا قريبا منه.
فما هو المكيال والميزان الذي وزنت به -شيخنا- لتقابل حال الصعافقة الأوباش بعالم سلفي فاضل أخطأ وزل كحال غيره من العلماء؟
نعم بالنسبة للصعافقة الجدد مثل نبيل باهي ويطو وكربوز وأبي جويرية وأبي صقر وبقية العصابة فإنهم مثل صعافقة المدينة، وامتداد لهم، وقد صرحت بذلك وبينته بيانا شافيا كافيا في عدة صوتيات ومقالات ، تؤكد أن ميزاني واحد، ومكيالي واحد والحمد لله.
الوجه الثاني:أن كلامي في الصعافقة لم يشمل الشيخ ربيعا، ولا الشيخ عبيدا، ولا من عرفت صدقه، وأنه ليس يكذب ويتعمد الباطل والبهتان.
كذلك عاملت الشيخ فركوسا والشيخ جمعة والشيخ لزهر بذلك، فلم يشمل كلامي في الصعافقة سوى بطانة الشر، ومن يتترس بهم وينتسب إليهم وهو على طريقة الصعافقة.
فميزاني واحد: وهو حفظ كرامة أهل العلم والسنة من أهل الصدق والتقوى-فيما أحسب-، والتحذير ممن ثبت ضلاله وانحرافه وكذبه وبهتانه وتعصبه وتقليده التقليد الأعمى.
لكنكم شيخنا عاملت والدكم معاملة خاصة جدا، وأما مع الشيخ عبيد والشيخ فركوس فسويتموهما بالصعافقة أهل الباطل، وهذا خطأ منكم رعاكم الله.
فالمكيال الصحيح والعدل: أن تعامل الجميع بمكيال واحد وهو المكيال الذي أكيل به وهو احترام هؤلاء العلماء، ورد خطئهم.
الوجه الثالث:أن ظن شيخنا الشيخ محمد ابن شيخنا ربيع أن علماء السنة حطوا على الكرابيسي وحذروا منه مع (ثقته! وعلمه) لأجل خطأ لفظي فقط؛ فيه فتح الباب لانتقاد أولئك الأئمة، واتهامهم بالظلم والبغي، وكذلك اتهامهم بالتناقض، فقد حصلت أخطاء لفظية أخرى لم يعاملوا غير الكرابيسي بنفس المعاملة التي عاملوا بها الكرابيسي.
فالإمام أحمد فرق بين المتكلم وغير المتكلم في قضية الوقف في القرآن، فلم يجعلهم في حكم واحد.
وكذلك دافع عن عبدالرزاق مع اتهامه بالتشيع فلم يسقطه كما أسقط الكرابيسي-لو كان خطؤه لفظيا فقط-، ووثق شيخه عبدالرحمن بن صالح الأزدي وهو شيعي جلد.
فالإمام أحمد رحمه الله وإخوانه من أئمة السنة وثقوا ورووا عن مشايخ أخطاؤهم أعظم من خطأ الكرابيسي-لو كان ثقة وخطؤه لفظيا-.
فهنا يمكن اتهام الإمام أحمد بالمكاييل-حاشاه-.
والواقع: أن خطأ الكرابيسي عظيم جدا وليس مجرد خطأ لفظي، وليس هو بثقة، بل هو جمهي يكفر أهل السنة، ويطعن في أهل الحديث السابقين، ويزين الخروج بالسيف وغير ذلك من ضلالاته وانحرافاته التي فاقت جميع أخطاء شيوخ الإمام أحمد الذين وثقهم وعندهم بعض الأخطاء أو بعض البدع، فكانت بدعة الكرابيسي بدعة مكفرة وغليظة مع بدع أخرى مفسقة.
الوجه الرابع:إن شيخنا الشيخ محمد ابن شيخنا ربيع لو كان مكياله في الكرابيسي -حسب تصوره- صحيحا، ومع ذلك لم يحذر من والده ومن الشيخ عبدالمحسن العباد ومن غيرهما من المشايخ الذين وقعوا في بعض الأخطاء كوصف الشيخ ربيع بعض حكام المسلمين بالاشتراكي والعلماني، والقول بعدم البيعة لهم إلا لحاكم السعودية، وكالإنكار العلني من الشيخ العباد والشيخ ربيع تأصيلا وتفصيلا-بشرط حصول المصلحة واندفاع المفسدة حسب فتواهم- لكان متعاملا بمكاييل عديدة، فما الذي يجعل السلفيين يستثنون والده حفظه الله من هذا المكيال، وهذا ليس عقوقا منهم ولا مخالفا للحياء، بل المكيال السلفي الذي يجب أن يكيلوا به للجميع لو كان مكيالا صحيحا.
فحسب تصور شيخنا الشيخ محمد ابن شيخنا ربيع لموضوع الكرابيسي يجب عليه وعلى السلفيين التحذير من الشيخ ربيع والشيخ عبيد والشيخ فركوس والشيخ العباد والشيخ صالح السحيمي وغيرهم وهذا خطأ وباطل ولا يجوز .
لذلك أنصح شيخنا بمراجعة ميزانه في القضية، وأن يكون الكيل بمكيال واحد وهو الكتاب والسنة على منهج السلف، وأن يطبق القواعد على الجميع، وليس في حق أناس دون غيرهم، فهذا الذي يعيبه عليّ شيخنا أنا أنكره أشد الإنكار، وأعيب به خصومي ومن أخالفهم في طعونهم في والدكم وفي الشيخ عبيد وفي الشيخ العباد وفي الشيخ فركوس وفي الشيخ جمعة، وفيكم أنتم شخصيا شيخنا محمد.
فأنا أعامل جميع العلماء والمشايخ وطلاب العلم بمكيال واحد.
ولو ظننت أني خالفت مكيالي فهو إما لعدم معرفتكم بحال من أتكلم فيه، وإما يكون بناء على سهو مني وغلط لأني بشر، لكن من نبهني ودلل على كلامه فأنا أنتبه إن شاء الله.
لكن الأصل: هو أني لا أجيز لنفسي ولا لغيري تعدد المكاييل في النقد والتحذير، بل أسير على منهج واحد، ومكيال واحد، وميزان واحد، وهو ميزان الشرع فقط لا غير..
أسأل الله التوفيق والسداد، وأن يوفق شيخنا لمراجعة هذه القضايا ودراستها دراسة جادة وصحيحة، وأن يعلم أني على ما يعرفني من الانتصار للحق، وأني شجاع في بيان الحق، وأني لن أقلده ولن أقدم مرضاته على مرضاة ربي، ولن أقدم رأيك على ما ظهر لي من رأي صواب..
فلا للتقليد الأعمى، ولا للتعصب والتحزب.
وأنا معك ما دمت موافقا للصواب، ولست معك في خطئك ولو غضبتَ علي، ولو فعلت ما فعلتَ..
فالحق مقدم على كل أحد، ورضى الله مقدم على رضى مشايخي والناس أجمعين.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
13/ 2/ 1444هـ
رد مع اقتباس