عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 09-09-2014, 10:56 PM
أبومنير عزالدين محمد أبومنير عزالدين محمد غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 74
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي

حديث جئتكم بالذبح

السلام عليكم ... شيخنا.

لو تتكرم تسوي بحث وشرح حديث جاءناكمبالذبح .. علي من قاله وهل ذبح أحد في عهد الرسول وهل في استتابة وإقامة حجة قبل الذبح ... وحياكم الله شيخنا.




الجواب:



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فليس في الحديث إشارة لما تخيلتموه في سؤالكم أو ما خطر ببالكم، فالحديث يكي حاله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع قومه كفّار قريش وازدراؤهم له في دعوته إيّاهم لعبادة الله وحده، وغمزهم إياه وهو يطوف بالبيت صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فكان قد صبر عليهم، ثم قال مهدداً: (جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ) وإليك الحديث بنصه وما جاء عنه:

فعن عُرْوَةَ بن الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قلت لعبد اللَّهِ بن عَمْرِو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "ما أَكْثَرَ ما رَأَيْتَ قُرَيْشاً أَصَابَتْ من رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا كانت تُظْهِرُ من عَدَاوَتِهِ؟ قال: حَضَرْتُهُمْ وَقَدِ اجْتَمَعَ أَشْرَافُهُمْ يَوْماً في الْحِجْرِ فَذَكَرُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: ما رَأَيْنَا مِثْلَ ما صَبَرْنَا عليه من هذا الرَّجُلِ قَطُّ سَفَّهَ أَحْلاَمَنَا وَشَتَمَ آبَاءَنَا وَعَابَ دِينَنَا وَفَرَّقَ جَمَاعَتَنَا وَسَبَّ آلِهَتَنَا لقد صَبَرْنَا منه على أَمْرٍ عَظِيمٍ أو كما قالوا. قال: فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إذا طَلَعَ عليهم رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلَ يمشي حتى اسْتَلَمَ الرُّكْنَ ثُمَّ مَرَّ بِهِمْ طَائِفاً بِالْبَيْتِ فلما أَنْ مَرَّ بِهِمْ غَمَزُوهُ بِبَعْضِ ما يقول قال: فَعَرَفْتُ ذلك في وَجْهِهِ، ثُمَّ مَضَى فلما مَرَّ بِهِمْ الثَّانِيَةَ غَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا فَعَرَفْتُ ذلك في وَجْهِهِ ثُمَّ مَضَى ثُمَّ مَرَّ بِهِمْ الثَّالِثَةَ فَغَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا، فقال: (تَسْمَعُونَ يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ؟ أَمَا والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيده لقد جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ) فَأَخَذَتِ الْقَوْمَ كَلِمَتُهُ حتى ما منهم رجلا الا كَأَنَّمَا على رَأْسِهِ طَائِرٌ وَاقِعٌ حتى ان أَشَدَّهُمْ فيه وصاه قبل ذلك ليرفأه بِأَحْسَنِ ما يَجِدُ مِنَ الْقَوْلِ حتى انه لَيَقُولُ: انْصَرِفْ يا أَبَا الْقَاسِمِ انْصَرِفْ رَاشِداً فَوَاللَّهِ ما كُنْتَ جَهُولاً قال: فَانْصَرَفَ رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى إذا كان الْغَدُ اجْتَمَعُوا في الْحِجْرِ وأنا مَعَهُمْ فقال بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ذَكَرْتُمْ ما بَلَغَ مِنْكُمْ وما بَلَغَكُمْ عنه حتى إذا بَادَأَكُمْ بِمَا تَكْرَهُونَ تَرَكْتُمُوهُ فَبَيْنَمَا هُمْ في ذلك إِذْ طَلَعَ رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَثَبُوا إليه وَثْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَأَحَاطُوا بِهِ يَقُولُونَ له: أنت الذي تَقُولُ: كَذَا وَكَذَا لِمَا كان يَبْلُغُهُمْ عنه من عَيْبِ آلِهَتِهِمْ وَدِينِهِمْ قال: فيقول رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (نعم أنا الذي أَقُولُ ذلك). قال: فَلَقَدْ رأيت رَجُلاً منهم أَخَذَ بِمَجْمَعِ رِدَائِهِ. قال: وَقَامَ أبو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه دُونَهُ يقول وهو يَبْكِى: أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ ربي الله؟ ثُمَّ انْصَرَفُوا عنه فإن ذلك لأَشَدُّ ما رأيت قُرَيْشاً بَلَغَتْ منه قَطُّ". أخرجه: أحمد (2/218)، والبزار (2497)، وابن حبان في "صحيحه" (6567). وصححه الألباني في "صحيح السيرة النبوية" (ص/148ـ149).

قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث لكفَّار قريش: (جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ).

" كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتهدد أعداءَه بالسيف قبل الهجرة .

قال محمد بن كعب : بلغ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن أبا جهل يقول: إن محمداً يزعم أنكم ما بايعتموه عشتم ملوكا فإذا متم بعثتم بعد موتكم ، وكانت لكم جنان خير من جنان الأردن ، وأنكم إن خالفتموه كان لكم منه الذبح ، ثم بعثتم بعد موتكم وكانت لكم نار تعذبون فيها ، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم قوله، فقال: (وأنا أقول ذلك إن لهم مني لذبحاً، وإنه لآخذهم).

وقد أمر الله تعالى بالقتال في مواضع كثيرة ، قال تعالى : { فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ }. [التوبة:5]. وقال تعالى: { {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء}. [محمد:4].
ولهذا عوتبوا على أخذ الفداء منهم أول قتال قاتلوه يوم بدر ونزل قوله تعالى : {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ}. [الانفال:67].
وكانوا قد أشاروا على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأخذ الفداء من الأسارى وإطلاقهم .
قال ابن عيينة: أُرسل محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأربعة سيوف:

سيف على المشركين من العرب حتى يسلموا.

وسيف على المشركين من غيرهم حتى يسلموا أو يسترقوا أو يقادوا بهم .

وسيف على أهل القبلة من أهل البغي.

وإن في القرآن أربعة سيوف: سيف على المشركين حتى يسلموا أو يؤسروا، فأما منّاً بعد وإما فداء .
وسيف على المنافقين وهو سيف الزنادقة ، وقد أمر الله بجهادهم والإغلاظ عليهم في سورة براءة وسورة التحريم وآخر سورة الأحزاب.
وسيف على أهل الكتاب حتى يعطوا الجزية.
وسيف على أهل البغي ، وهو المذكور في سورة الحجرات . ولم يسل صلى الله عليه وسلم هذا السيف في حياته ، وإنما سله علي رضي الله عنه في خلافته . وكان يقول : " أنا الذي علّمتُ الناس قتال أهل القبلة " .
وله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيوف أخر ، منها :
سيفه على أهل الردة وهو الذي قال فيه : " من بدل دينه فاقتلوه " . وقد سله أبو بكر الصديق رضي الله عنه من بعده في خلافته على من ارتد من قبائل العرب .
ومنها سيفه على المارقين ، وهم أهل البدع كالخوارج . وقد ثبت عنه الأمر بقتالهم مع اختلاف العلماء في كفرهم . وقد قاتلهم علي رضي الله عنه في خلافته مع قوله : " انهم ليسوا بكفار " .
وقد روي عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتال المارقين والناكثين والقاسطين.

وإنما أمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالسيف بعد الهجرة لما صار له دار وأتباع وقوة ومنعة .
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (بُعِثْتُ بين يدي السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ حتى يُعْبَدَ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ له).
يعني أن الله بعثه داعيا إلى توحيده بالسيف بعد دعائه بالحجة ، فمن لم يستجب إلى التوحيد بالقرآن والحجة والبيان دعي بالسيف ، قال الله تعالى : {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }. [الحديد:25]". انتهى. "الحكم الجديرة بالإذاعة" (ص/ 5 ـ 9) تحقيق: الأرنؤوط.


والله أعلم.

كتبه

أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي

السبت 11 / 11 / 1435هـ.



السلام عليكم....الخوراج يصفون السلفية بيهود القبلة ? وتهمون بالارجاء او معطلوا الجهاد ? وهذه الشبه ينقلها العوام الينا عندما يسمعونها من الخوارج ? نريد الرد علي هذه الشبه.


....................

وعليكم السلام.
الجواب:
هذا الكلام والاتهام لأهل السنة أهل الحق المتمسكين بمنهج السلف؛ ليس بجديد.
قالها ذو الخويصرة حرقوص بن زهير التميمي لخير البشر وأزكاهم وأتقاهم لله وأعدلهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
قال منكرا على النبي وميستكرا ومدعيا أنه يأمر النبي بالمعروف وينهاه عن المنكر: إعدل يا محمد لم أرك عدلت. والله إن هذه قسمة ما عُدل فيها وما أريد بها وجه الله.

وأنكر الخوارج على عثمان بن عفان رضي الله عنه ذو النورين وثالث الخلفاء الراشدين ومن المبشرين بالجنة ورجل تستحي منه الملائكة، وكفّروه.
فحاصروه في بيته 40 يوما حصار اليهود على أهل غزة اليوم.
ثم قتلوه في شهر ذي الحجة في الأشهر الحرم.

وأنكر هؤلاء الخوارج على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ابن عم رسول الله وزوج ابنته سيدة نساء أهل الجنة ومن المبشرين بالجنة ورابع الخلفاء الراشدين.
فكفروه وقتلوه وهو خارج لصلاة الفجر في رمضان ولم يرقبوا للشهر حُرمة.

بعد هذا أتراهم يرقبون في مؤمن إلاً أو ذمة؟
فأهل السنة السلفيين لم يعطلوا الجهاد الشرعي، ولكنهم ينأون بأنفسهم والمسلمين أن يقعوا في فتنة قتل المسلمين.
وإن كان هناك قتال جائز فقتال الخوارج أوجب لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك في أحاديثٍ عدة، فقال:
( فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة).
والله أعلم.
كتبه باختصار.
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
فجر الإثنين 13 / 11 / 1435هـ.
رد مع اقتباس