عرض مشاركة واحدة
  #74  
قديم 12-12-2019, 09:56 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

روابط دروس يوم الخميس 15 / 4 / 1441هـ

الدرس الحادي عشر من دروس التعليق على الرسالة الوافية لأبي عمرو الداني رحمه الله عرض ونقد لهذه السنة 1441هـ

استكمال التعليق على كلامه رحمه الله :


فصل:

106- ومن قولهم: إن المؤمنين والكافرين يحيون في قبورهم، ويفتنون ويسألون، وإن فتاني القبر: أسودان أزرقان وهما منكر ونكير، يسائلان المؤمن والكافر كما صح الخبر وثبت النقل بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ و {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} وأن أرواح المؤمنين منعمة إلى يوم الدين، وأن أرواح الكافرين في العذاب الأليم.
107- والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أن أرواح المؤمنين في حواصل طير خضر تسرح في الجنة، وأن أرواح الكافرين في حواصل طير سود معلقة في النار.


108- وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنما نسمة المؤمن -يعني: روحه- طائر يعلق في شجر الجنة -أي يرعى- حتى يرجعه الله إلى جسده)) .
وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، ويقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة)) .

وقال صلى الله عليه وسلم: ((ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور مثل أو قريب من فتنة الدجال)) ، وكان صلى الله عليه وسلم يتعوذ من فتنة القبر.
109- ومما يدل على عذاب القبر من نص التنزيل قوله عز وجل {سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم} ، يعني: عذاب الدنيا بالقتل وغيره، وعذاب القبر. وقوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين} وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم بالأسانيد الصحيحة أنه قال: ((نزلت في عذاب القبر)) .
وقوله: {فإن له معيشةً ضنكاً} ، وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((عذاب القبر)) .
110- وقوله: {وإن للذين ظلموا عذاباً دون ذلك} .
قال ابن عباس والبراء بن عازب: عذاب القبر.
111- وقوله: {ألهاكم التكاثر. حتى زرتم المقابر. كلا سوف تعلمون} .
روي عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: نزلت في عذاب القبر.
وقوله: {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر} .
روى أبو يحيى عن مجاهد قال: عذاب القبر وعذاب الدنيا.
وقوله: {النار يعرضون عليها غدواً وعشياً} .
112- ومما يدل أيضاً على الإحياء في القبر قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم} يعني نطفاً في أصلاب آبائكم {فأحياكم} يعني في الأرحام، وحين أخرجكم إلى الدنيا {ثم يميتكم ثم يحييكم} يعني في القبر {ثم إليه ترجعون} يعني في القيامة.
وروى السدي عن أبي صالح في قوله عز وجل: {ثم يميتكم ثم يحييكم} قال: يحييكم في القبر.
وفي هذا دليل على موتتين وعلى حياتين قبل القيامة، وذلك الإحياء في القبر للسؤال والعذاب.
ورؤية الثواب، وقال السدي في قوله تعالى: {قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} قال: أميتوا في الدنيا ثم أحيوا في قبورهم فسئلوا وخوطبوا، ثم أميتوا في قبورهم ثم أحيوا في الآخرة. وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنه يسمع خفق نعالهم إذا ولو عنه مدبرين)) .

http://www.m-noor.com/otiby.net/soun...1/w11-1441.mp3


تمت إضافة الدرس الحادي عشر من دروس التعليق على ضوابط الجرح والتعديل للشيخ الدكتور عبدالعزيز العبداللطيف رحمه الله لهذه السنة 1441هـ ، وهو التعليق على الفصل الثاني من الباب الثاني وهو ما يتعلق بأوجه الطعن الرواة فيما يتعلق بالعدالة.

قال رحمه الله:

الوجه الرابع: التهمة بالكذب:
يتجه الاتهام بالكذب إلى الراوي في حالتين هما:
1ـ أن يتفرّد الراوي برواية ما يخالف أصول الدين وقواعده العامة (5). إذا لم يكن في الإِسناد من يُتَّهم بذلك غيره.
قال الحافظ الذهبي: ((أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى، لا أعرفه لكن روى عنه شيخ الإِسلام الهروي خبراً موضوعاً، ورواته سواه ثقات فهو المتهم به)) (6).
2ـ أن يُعرف عنه الكذب في كلامه وإن لم يظهر منه وقوع ذلك في الحديث النبوي (7).
وحديث المتهم بالكذب يسمى (المتروك) (8).
الوجه الخامس: الكذب:
المراد بالكذب في الحديث النبوي: أن يروي راو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقله (ولم يفعله ولم يُقِرّه) مُتَعمِّداً لذلك (9).
والكذاب من كذب على النبي - صلى الله عليه وسلم - متعمّداً ولو مرة واحدة.
وحديث الكذاب يسمى (الموضوع) (10).
__________
(5) انظر: نزهة النظر ص 44.
(6) ميزان الاعتدال 1/ 129.
(7) انظر: نزهة النظر ص 44.
(8) انظر: المصدر السابق ص 45.
(9) انظر: نزهة النظر ص 43 ـ 44.
(10) الحكم على حديث الكذاب بـ (الوضع) إنما هو بطريق الظن الغالب لا بالقطع إذ قد يصدق الكذوب لكن لأهل العلم بالحديث ملكةٌ قوية يُميِّزون بها ذلك. نزهة النظر ص 44.

حكم رواية التائب من الكذب (1) متعمِّداً (2) في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
اختلف العلماء في قبول رواية التائب من الكذب في الحديث النبوي على قولين. هما:
1 ـ قول الإِمام أحمد وأبي بكر الحُميدي وأبي بكر الصيرفي (3): ((لا تقبل روايته أبداً وإن حسنت توبته)) (4).
قال النووي: ((ولم أر دليلاً لمذهب هؤلاء. ويجوز أن يوجّه بأن ذلك جُعِلَ تغليظاً وزجراً بليغاً عن الكذب عليه - صلى الله عليه وسلم - لعظم مفسدته، فإنه يصير شرعاً مستمراً إلى يوم القيامة بخلاف الكذب على غيره والشهادة, فإن مفسدتهما قاصرة ليست عامة)) (5).
2 ـ اختيار أبي زكريا النووي: قبول روايته إذا صحت توبته.
__________
(1) قال الحافظ الذهبي: "أحمد بن عبيد الله أبو العزّ بن كادش، مشهور، من شيوخ ابن عساكر، أقرّ بوضع حديث ثم تاب وأناب". ميزان الاعتدال 1/ 118.
(2) قال السخاوي: "ويلتحق بالعمد من أخطأ وصمم بعد بيان ذلك له ممن يثق بعلمه مجرد عناد. وأما من كذب عليه - صلى الله عليه وسلم - في فضائل الأعمال معتقداً أن هذا لا يضر ثم عرف ضرره فتاب، فالظاهر ـ كما قال بعض المتأخرين ـ قبول رواياته. وكذا من كذب دفعاً لضرر يلحقه من عدو وتاب منه". فتح المغيث 1/ 335.
(3) قال الصيرفي: "كل من أسقطنا خبره من أهل النقل بكذب وجدناه عليه لم نَعُدْ لقبوله بتوبة تظهر ... ".
وظاهر كلامه الإطلاق سواء كان الكذب في الحديث النبوي أو في غيره. انظر: علوم الحديث ص 231.
لكن قال العراقي: "الظاهر أن الصيرفي إنما أراد الكذب في الحديث بدليل قوله: (من أهل النقل). وقد قيده بالمحدّث فيما رأيته في كتابه المسمى بـ (الدلائل والأعلام) فقال: "وليس يُطعن على المحدث إلّا أن يقول: تعمدت الكذب فهو كاذب في الأول ولا يقبل خبره بعد ذلك". التقييد والإيضاح ص 151.
(4) انظر: علوم الحديث ص 231.
(5) شرح النووي لصحيح مسلم 1/ 70.

قال النووي: ((وهذا الذي ذكره هؤلاء الأئمة (1) ضعيف مخالف للقواعد الشرعية.
والمختار: القطع بصحّة توبته في هذا وقبول رواياته بعدها إذا صحت توبته بشروطها المعروفة.
وهي الإِقلاع عن المعصية والندم على فعلها والعزم على أن لا يعود إليها فهذا هو الجاري على قواعد الشرع.
وقد أجمعوا على صحة رواية من كان كافراً فأسلم، وأكثر الصحابة كانوا بهذه الصفة. وأجمعوا على قبول شهادته ولا فرق بين الشهادة والرواية في هذا)) (2).
وكلام النووي يُوحي بأنه فهم من كلام الأئمة عدم قبول توبة الكاذب في الحديث النبوي، وذلك مخالف لما ورد عن الإِمام أحمد. فقد صرح بقبول توبته فيما بينه وبين الله تعالى (3).
ولكن محل النزاع هنا قبول روايته بعد التوبة، فالظاهر، قبولها كما قال الصنعاني: ((لا وجه لرد رواية الكذاب في الحديث بعد صحة توبته إذ بعد صحتها قد اجتمعت فيه شروط الرواية، فالقياس قبوله)) (4).

__________
(1) هم أصحاب القول الأول.
(2) شرح النووي لصحيح مسلم 1/ 70.
(3) انظر: فتح المغيث 1/ 335.
(4) توضيح الأفكار 2/ 243.


http://www.m-noor.com/otiby.net/soun.../dw11-1441.mp3



متابعة بقية الدروس الماضية والجديدة عبر هذا الرابط:

http://m-noor.com/showthread.php?t=17439

والله الموفق
رد مع اقتباس