عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-17-2018, 07:17 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي قول "عفوا" لمن قال لك "شكرا" مشروع ولا حرج فيه، والإنكار على من ينكر هذا التعبير المباح

قول "عفوا" لمن قال لك "شكرا" مشروع ولا حرج فيه، والإنكار على من ينكر هذا التعبير المباح

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فقد اطلعت على كتابة كتبها من سمى نفسه المصحح الإملائي يعترض على قول الناس "عفواً" لمن قال له "شكرا"، وأن الذي ينبغي أن يقوله: "حبا وكرامة"، وجعل الجواب بـ"عفوا" من الركاكة! لأنه لم يتصور أن تعفو عمن شكرك! وذكر أنه لم يرد في لغة العرب عفوا بعد شكرا.

وكلامه باطل من وجوه:

أولاً: هذا ليس خطأ إملائيا ليصححه المصحح الإملائي!

وليس هو بخطأ لغوي أصلاً. يوضحه:


ثانياً: ظن الكاتب أن معنى "عفوا" أني أعفو عنك!! وهذا جهل منه بكلام الناس وبأسلوبهم في عبارة "عفوا" بعد شكرا.

فالمراد بها: إعفاء الشاكر من وجوب شكره ، والمراد به التواضع، واللطف في الكلام مع من شكر صنيعه.

ثالثاً: العبارة صحيحة لغة، وهي من المشهورة عرفا، والعرف يراعى ولا تخترع الأقوال الشاذة أو المنكرة المخالفة للعرف تحت دعوى التصحيح اللغوي والإملائي بغير دليل ولا حجة.


ومعنى عفوا بعد شكرا: أني لم أفعل إلا ما ينبغي علي فعله -سواء كان واجبا أو مستحبا أو مباحا-، فلذلك لا لزوم لهذا الشكر اللفظي.. ومضمون الكلام الملاطفة كما سبق ذكره.

رابعاً: لم يرد في كلام العرب فيما أعلم التعبير بعبارة "شكراً" عند فعل المعروف لك من الشخص، وإنما يكون جزاؤهم بالدعاء بجزاك الله خيرا، أو الدعاء بأي دعاء، أو الإكرام بأي نوع، أو نظم أبيات تعبيرا عن الامتنان أو نحو ذلك..

خامساً: وعلى فرض وجود كلمة "شكرا" لم نجد الجواب عند أحد بعبارة "حبا وكرامة" على كلمة شكرا.

مع أن التعبير بعبارة "حبا وكرامة" تعبير جائز ومشروع ولا بأس به ولكن لم يرد جوابا على كلمة شكرا عن أحد فيما أعلم.

سادساً: أمور العادات الأصل فيها الإباحة والتوسعة، إلا ما دل الدليل على منعه أو كراهته، ولا يضيق على الناس في المباحات.


الخلاصة: من فعلت له معروفا فقال لك: شكراً، فقلت له: عفواً، أو العفو منك، فلا بأس بذلك، وهو كلام مباح، وليس خطأ لغوياً ولا مخالفاً للشرع بوجه من الوجوه.

والله أعلم

كتبه:

د. أسامة بن عطايا العتيبي
8/ 2/ 1440هـ
رد مع اقتباس