عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-08-2016, 11:23 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,369
شكراً: 2
تم شكره 272 مرة في 212 مشاركة
افتراضي ذكر شيء من هول فتنة القبر وبيان شدتها

ذكر شيء من هول فتنة القبر وبيان شدتها

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فقد قرن النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه واستعاذته بالله بين استعاذته من فتنة القبر، ومن شر فتنة المسيح الدجال كما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها.

وزاد ذلك تأكيدا وأهمية هذا الحديث:

عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قالت:
أتيت عائشة وهي تصلي فقلت: ما شأن الناس؟ فأشارت إلى السماء، فإذا الناس قيام، فقالت: سبحان الله، قلت: آية؟ فأشارت برأسها: أي نعم.
فقمت حتى تجلاني الغشي، فجعلت أصب على رأسي الماء، فحمد الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه، ثم قال:
"ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته في مقامي، حتى الجنة والنار.

فأوحي إلي: أنكم تفتنون في قبوركم - مثل أو - قريب - لا أدري أي ذلك قالت أسماء - من فتنة المسيح الدجال.

يقال ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو الموقن - لا أدري أي ذلك قالت أسماء - فيقول: هو محمد رسول الله، جاءنا بالبينات والهدى، فأجبنا واتبعنا، هو محمد ثلاثا.
فيقال: نم صالحا قد علمنا إن كنت لموقنا به.

وأما المنافق أو المرتاب - لا أدري أي ذلك قالت أسماء - فيقول: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته". رواه البخاري ومسلم.

فمن تعظيم فتنة القبر أنها مثل فتنة المسيح الدجال أو قريب منها.

ولعظيم فتنة الدجال ما من نبي إلا حذر أمته منه، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المجيء إليه، وأمر بالفرار منه، وبقراءة العشر الآيات الأوائل من سورة الكهف أو الأواخر تحصنا منه لا سيما من ابتلي بمواجهته.

عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : "مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عنه -ثَلَاثًا يَقُولُهَا- ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَأْتِيهِ يَتَّبِعُهُ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ صَادِقٌ بِمَا يُبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ" رواه الإمام أحمد وأبو داود والطبراني والحاكم وغيرهم وسنده صحيح.

ومما ورد من شدة فتنة القبر ما جاء في صفة الملكين-المنكر والنكير-، وشدة انتهارهما .

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قبر الميت أو قال أحدكم أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما: المنكر والآخر: النكير، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: ما كان يقول هو: عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول هذا، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين، ثم ينور له فيه، ثم يقال له نم، فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم؟ فيقولان: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك.
وإن كان منافقا قال: سمعت الناس يقولون، فقلت: مثله، لا أدري، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول ذلك، فيقال للأرض التئمي عليه، فتلتئم عليه، فتختلف أضلاعه، فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك ". رواه الترمذي، وابن أبي عاصم في السنة، وابن حبان في صحيحه وغيرهم وسنده حسن. [الصحيحة:1391].

وورد في حديث البراء رضي الله عنه مرفوعاً: "وَيُبْعَثُ إِلَيْهِ مَلَكَانِ شَدِيدا الانْتِهَارِ ، فَيَنْتَهِرَانِهِ" رواه الطيالسي في مسنده، والروياني، وابن جرير وغيرهم.

فليستعد المؤمن، وليجتهد في الطاعة، وليستقم على أمر الله، وليستعذ بالله من فتنة القبر، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المسيح الدجال، ومن فتنة الفقر، ومن فتنة المحيا والممات، وليحرص على الأعمال التي تقي فتنة القبر وعذاب القبر.


والله أعلم

كتبه:

أسامة بن عطايا العتيبي
28/ 4/ 1437 هـ

رد مع اقتباس