عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-16-2015, 10:58 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,374
شكراً: 2
تم شكره 273 مرة في 213 مشاركة
افتراضي من خوف عمر بن الخطاب رضي الله عنه وورعه وتقواه

من خوف عمر بن الخطاب رضي الله عنه وورعه وتقواه

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمناقب أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه كثيرة جمة، وأحببت المساهمة في إبراز بعض فضائله رضي الله عنه بذكر هذه القصة الدالة على ورعه وتقواه، وشدة خوفه من الله عز وجل.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان عمر بن الخطاب إذا صلى صلاة جلس للناس فمن كانت له حاجة كلمه، وإن لم يكن لأحد حاجة قام فدخل.

فصلى صلوات لا يجلس للناس فيهن، فحضرت الباب فقلت: يا يرفأ، أبأمير المؤمنين شكاة؟

فقال: ما بأمير المؤمنين من شكوى.

فجلست، فجاء عثمان بن عفان فجلس.

فخرج يرفأ فقال: قم يا ابن عفان، قم يا ابن عباس فدخلنا على عمر، فإذا بين يديه صُبَرٌ من مال على كل صبرة منها كُتُفٌ.

فقال عمر: " إني نظرت في أهل المدينة وجدتكما من أكثر أهلها عشيرة منكما، فخذا هذا المال فاقسماه بين الناس، وإن فضل فضل فرداه.

قال: فجثوت لركبتي فقلت: وإن كان نقصان رددت علينا؟

فقال: شنشنة أعرفها من أخزم، أين كان هذا ومحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه يأكلون القد؟

قلت: بلى والله لقد كان هذا عند الله عز وجل، إذ محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه يأكلون القد، ولو غلبه فتح لصنع فيه غير الذي تصنع.

قال: فغضب عمر وقال: وما كان يصنع؟

قلت: إذا لأكل وأطعمنا.

قال: فنشج حتى اختلفت أضلاعه وقال: لوددت أني خرجت من الأمر كفافا لا علي ولا لي.

رواه الحميدي في مسنده(رقم30)، وابن سعد في الطبقات(3 /288)، ويعقوب بن شيبة في مسند عمر(ص/98)، والبزار في مسنده(1/ 326رقم209)، والفسوي في المعرفة والتاريخ(1 /521- 522)، والبلاذري في أنساب الأشراف (10/ 340)، وأبو الطاهر المخلص في المخلصيات (1/ 254رقم361)، والبيهقي في سننه(6 /358-359) من طريق سفيان بن عيينة عن عاصم بن كليب عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما به. وسنده صحيح.

قوله: (يرفأ) هو اسم حاجب وخادم عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

قوله: (شكاة) أي شكوى من مرض أو نحوه.

قوله: (صبر) جمع صبرة وهي الكومة من الطعام.

قوله: (كتف) أي ما يشد به من حبل ونحوه.

قوله: (فاقسماه بين الناس) أي استعينوا بعشيرتكم في قسمة هذا الطعام. وهذا من باب التعاون على البر والتقوى بدل استئجار عمال لذلك.

قوله: (شِنْشِنَةٌ أعرفها من أخزم) : مثل معروف ومعناه: أن هذه سجية معروفة من أخزم، وأخزم اسم رجل، قيل إنه كان أحد أجداد حاتم الطائي، وكان له ابن عاق اسمه أخزم، فلما مات أخزم قام أبناؤه بأذية جدهم، فقال: "شنشنة أعرفها من أخزم" أي أنهم شابهوا أباهم في العقوق.

وفي معظم الروايات: "شنشنة من أخشن" وفسرها بأنها حجر من جبل.

القَدّ: جلد السخلة. وكانوا يأكلونه وقت الجدب.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
4/ 3/ 1437 هـ
رد مع اقتباس