عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-26-2017, 07:50 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي [بيان صفات الصعافقة] الإمام عامر بن شراحيل الشعبي يشتكي من الصعافقة وأنهم كرهوه بعض المساجد!

الصعافقة

الإمام عامر بن شراحيل الشعبي يشتكي من الصعافقة وأنهم كرهوه بعض المساجد!


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فهذا جامع مختصر في بيان معنى الصعافقة، وكلام التابعي الجليل عامر بن شراحيل الشعبي في بيان حالهم وصفاتهم.

عن عامر بن شراحيل الشعبي رحمه الله قال: «لقد أتى علي زمان وما من مجلس أحب إلي أن أجلس فيه من هذا المسجد فلكناسة اليوم أجلس عليها أحب إلي من أن أجلس في هذا المسجد».

قال: «وكان يقول إذا مر عليهم: ما يقول هؤلاء الصعافقة؟ أو قال: بنو استها , شك قبيصة - ما قالوا لك برأيهم فبُل عليه، وما حدثوك عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فخذ به». رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى بسند حسن، ورواه معمر في جامعه وغيره بسند صحيح بدون ذكر الصعافقة.


وعن رزين بن حبيب الجهني رحمه الله قال: رأيت الشعبي جاء إلى جنائز رجال ونساء، فقال: أين الصعافقة، أو: ما تقول الصعافقة؟ يعني الذين يطعنون

قال: ثم جعل الرجال مما يلون الإمام، والنساء أمام ذلك بعضهم على إثر بعض "،

ثم ذكر أن ابن عمر فعل ذلك بأم كلثوم وزيد، وثم رجال من بني هاشم قال: أراه ذكر حسنا وحسينا. رواه عبدالرزاق بسند صحيح.

وقال صَالِحُ بْنُ مُسْلِمٍ كُنْتُ مَعَ الشَّعْبِيِّ وَيَدِي فِي يَدِهِ، أَوْ يَدُهُ فِي يَدِي، فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا حَمَّاد بن أبي سليمان فِي الْمَسْجِدِ وَحَوْلَهُ أَصْحَابُهُ وَلَهُمْ ضَوْضَاءٌ وَأَصْوَاتٌ،

فَقَالَ : " وَاللَّهِ، لَقَدْ بَغَّضَ إِلَيَّ هَؤُلاءِ هَذَا الْمَسْجِدَ حَتَّى تَرَكُوهُ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ كُنَاسَةِ دَارِي، مَعَاشِرَ الصَّعَافِقَةِ ، فَانْصَاعَ رَاجِعًا وَرَجَعْنَا". رواه ابن سعد في الطبقات بسند صحيح.

وفي رواية فقلت: مم يا أبا عمرو؟ قال: هؤلاء الرائيون أصحاب الرأي، لما أعيتهم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحفظوها يجادلون. رواه البيهقي في المدخل بسند صحيح.



وعَنْ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ : قَالَ لِي عَامِرٌ يَوْمًا : «إِنَّمَا هَلَكْتُمْ حِينَ تَرَكْتُمُ الآثَارَ، وَأَخَذْتُمْ فِي الْمَقَايِيسِ، لَقَدْ بَغَّضَ إِلَيَّ هَذَا الْمَسْجِدَ مَعْشَرُ هَؤُلاءِ الصَّعَافِقَةُ ، فَلَهُوَ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ كُنَاسَةِ دَارِي» رواه البيهقي في المدخل بسند حسن.
والكناسة أي المزبلة.

وعن صالح بن مسلم، قال: قال عامر: «لقد تركتني هذه الصعافقة، وللمسجد أبغض إلي من كناسة داري» يعني أصحاب القياس. رواه ابن أبي الدنيا في الصمت بسند صحيح.




وعن معنى الصعافقة:

قال البغوي في شرح السنة (1/ 318) : «قال الشعبي: ما جاءك من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فخذه، ودع ما يقول هؤلاء الصعافقة.

قيل: الصعافقة: الذين يدخلون السوق بلا رأس مال، وقيل: هم رذالة الناس، أراد الذين لا علم لهم، فهم بمنزلة التجار الذين ليس لهم رأس مال» انتهى.

وقال أبو عبيد في غريب الحديث: « قال الأصمعي : الصَّعافِقَةُ قوم يحضرون السُّوق للتجارة ولا نَقْدَ معهم وليست لهم رؤسَ أموال فإذا اشترى التجار شيئا دخلوا معهم فيه والواحد منهم : صَعْفَقيّ.

وقال غير الأصمعي : صَعْفَقٌ وكذلك كل من لم يكن له رأس مال في شيء وجمعه صعافِقة وصعافِيقُ قال أبو النجم :
يوم قدرْنا والعزيزُ من قَدَرْ وآبتِ الخيلُ وقَضَّيْنَ الوطَرْ
من الصَّعافيق وأدركنا المئَرْ
أراد بالصعافيق أنهم ضعفاء ليست لهم شجاعة ولا قوة على قتالنا.

وكذلك أراد الشعبي أن هؤلاء ليس عندهم فِقْهٌ ولا علم بمنزلة أولئك التجار الذين ليست لهم رؤوس أموال».

وقال الأزهري في تهذيب اللغة: «وَقَالَ اللَّيْث: الصعفوق: اللَّئِيم من الرِّجَال. وهم الصعافقة، كَانَ آباؤهم عبيدا فاستعربوا. وَقَالَ العجَّاج:
من آل صَعْفوق وَأَتْبَاع أُخَر
قَالَ: وَقَالَ أعرابيّ: مَا هَؤُلَاءِ الصعافقة حولك. وَيُقَال هم بالحجاز مسكنهم. رذَالة النَّاس. وَيُقَال للَّذي لَا مَال لَهُ: صَعْفُوق وصعَفْقيّ. والجميع صعافقة وصعافيق.
وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: رجل صَعْفقيّ. قَالَ: والصعافقة يُقَال قوم من بقايا الْأُمَم الخالية بِالْيَمَامَةِ، ضلَّت أنسابُهم.
قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَغَيره يَقُول: هم الَّذين يدْخلُونَ السُّوق بِلَا رَأس مَال» ثم ذكر كلام أبي عبيد في غريب الحديث.


كلام العلامة ابن القيم رحمه الله فيهم في النونية


قال الشيخ ابن عيسى رحمه الله في شرحها(2/ 615-616) : " ثمَّ أَخذ النَّاظِم فِي التشكي من عدم نفاق بضاعته هَذِه وان الْعلمَاء الَّذين هم أهل لَهَا قد سافروا عَن هَذِه الْبلدَانِ والاوطان أَي مَاتُوا وَلم يَجدوا الا الصعافقة وهم كَمَا فِي الْقَامُوس قوم يشْهدُونَ السُّوق للتِّجَارَة بِلَا رَأس مَال فاذا اشْترى التُّجَّار شَيْئا دخلُوا مَعَهم الْوَاحِد صعفقي ووصعفتي صعفوق بِالْفَتْح جمع صعافيق أَيْضا انْتهى

هذي بضَاعَة ضَارب فِي الأَرْض ... يَبْغِي تَاجِرًا يبْتَاع بالأثمان
وجد التُّجَّار جَمِيعهم قد سافروا ... عَن هَذِه الْبلدَانِ والاوطان
إِلَّا الصعافقة الَّذين تكلفوا ... أَن يتجروا فِينَا بِلَا أَثمَان
فهم الزبون لَهَا فبالله ارحموا ... من بَيْعه من مُفلس مديان

ثم قال ابن عيسى: "أَي بِاللَّه يَا معشر الْمُسلمين ارحموا تَاجِرًا قد جَاءَ ببضاعة فاذا التُّجَّار قد سافروا وَلم يجحدوا الا هَؤُلَاءِ الصعافقة الَّذين لَا مَال لَهُم بل هم مفاليس مديونين".



كلام العلامة سليمان بن سحمان رحمه الله

قال في كشف غياهب الظلام عن أوهام جلاء الأوهام (ص: 297) : " من يوسف النبهاني وما يوسف؟

لا أكثر اله في الناس أمثاله، وقطع دابره وشتت أوصاله، ومن كان على طريقته ونحلته من أحزابه وإخوانه وأهل ملته، لأنهم من الغواة الصعافقة المتعالمين، ومن أهل الجهالة المتمردين الغالين، المتبعين غير سبيل المؤمنين، والسالكين على طريق الغلاة من المشركين {رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً , إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً}" إلى آخر كلامه.

وقد رد على بعض المتعالمين في كتابه منهاج أهل الحق والاتباع في مخالفة أهل الجهل والابتداع، وكان فيما قاله (ص: 20) : "فيقال لهؤلاء الجهلة الصعافقة الحمقى, الذين لا علم لهم ولا معرفة لديهم بحقائق الأمور ومدارك الأحكام, الذين يقرؤون على الناس كلام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب, وهم لا يفهمون مواقع الخطاب وتوقيع الأمور على ما هي عليه..." .

والخلاصة أن من صفات الصعافقة:
1- الجهل.
2- ضعفاء الهمة في طلب الآثار فيركنون للرأي.
3- لا يحترمون مجالس العلم والأماكن المحترمة.
4- أهل لؤم في الطباع.
5- أرذال أنذال.
6- مفاليس من الأدب والأخلاق وإن تصنعوا ذلك.
7- يخالفون كبار العلماء، ويتبعون الأرذال.
8- أهل جدال ومعارضة للحجج والأدلة.
9- أهل لجاج وضجيج وإزعاج وخصومة .
10- متعالمون.

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
8/ 3/ 1439 هـ


رد مع اقتباس