عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-04-2017, 02:45 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,374
شكراً: 2
تم شكره 273 مرة في 213 مشاركة
افتراضي من أسباب حبنا للملائكة الكرام عليهم السلام

من أسباب حبنا للملائكة الكرام عليهم السلام

قال العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه الداء والدواء:

"فمن عقوبة المعاصي: أنها تبعد من العبد وليه، الذي سعادته في قربه ومجاورته وموالاته، وتدني منه عدوه الذي هلاكه وشقاوته وفساده في قربه وموالاته، حتى إن الملك لينافح عن العبد، ويرد عنه إذا سفه عليه السفيه وسبه، كما اختصم بين يدي النبي - رجلان، فجعل أحدهما يسب الآخر وهو ساكت، فتكلم بكلمة يرد بها على صاحبه، فقام النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، لما رددت عليه بعض قوله قمت؟ فقال: «كان الملك ينافح عنك، فلما رددت عليه جاء الشيطان فلم أكن لأجلس»(1).

وإذا دعا العبد المسلم لأخيه بظهر الغيب أمن الملك على دعائه، وقال: «لك بمثله»(2).

وإذا فرغ من قراءة الفاتحة أمنت الملائكة على دعائه(3).

وإذا أذنب العبد المؤمن الموحد، المتبع لسبيل الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم استغفر له حملة العرش، ومن حوله (4).

وإذا نام على وضوء بات في شعاره ملك، فلما استيقظ من الليل استغفر له (5).



فمَلَكُ المؤمن يرد عنه، ويحارب ويدافع عنه، ويعلمه، ويثبته، ويشجعه، فلا يليق به أن يسيء جواره، ويبالغ في أذاه وطرده عنه، وإبعاده منه، فإنه ضيفه وجاره.

وإذا كان إكرام الضيف من الآدميين، والإحسان إلى الجار، من لوازم الإيمان وموجباته، فما الظن بإكرام أكرم الأضياف، وخير الجيران وأبرهم؟".

وكتاب الداء والدواء كتاب نفيس وهام، وقد يسر الله لي تحقيقه، وطبعه، غير أنه طبع بدون فهارس، فعسى الله أن ييسر طبعه بفهارسه.


والله أعلم

كتبه:

د. أسامة بن عطايا العتيبي
15/ 2/ 1439 هـ



الحواشي

(1) رواه الإمام أحمد (2/ 436)، والبخاري في التاريخ (2/ 102) معلقا مختصرا، وأبو داود (4897)، والبيهقي في الشعب (6669)، والقضاعي في مسند الشهاب (820)، وغيرهم من حديث ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: شتم رجل أبا بكر ورسول الله - جالس يعجب ويتبسم، فلما أكثر رد عليه أبو بكر بعض قوله، فغضب رسول الله - فقام، وقام أبو بكر فلحقه، فقال له: كان يشتمني يا رسول الله وأنت جالس، فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت، قال: «إنه كان معك ملك يرد عليه، فلما رددت عليه قعد الشيطان، فلم أكن لأقعد مع الشيطان». وإسناده صحيح. وقد رواه الليث عن سعيد المقبري عن بشير بن المحرر عن سعيد بن المسيب به مرسلا، ورواه الطبراني في الأوسط (7239) من طريق علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة - رضي الله عنه -. [الصحيحة:2231، 2376].

(2) عن أبي الدرداء رضي الله عنه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من دعا لأخيه بظهر الغيب قال: الملك الموكل به آمين ولك بمثل». رواه مسلم (2732).

(3) عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قال أحدكم في الصلاة: آمين، والملائكة في السماء: آمين، فوافق إحداهما الأخرى، غفر له ما تقدم من ذنبه». رواه البخاري (781)، ومسلم (410)

(4) قال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} [غافر: 7].

(5) عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من بات طاهرا بات في شعاره ملك، لا يستيقظ ساعة من ليل، إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان، فإنه بات طاهرا». رواه ابن المبارك في الزهد (1244)، ومن طريقه: ابن أبي شيبة في مسنده-كما في إتحاف الخيرة المهرة (683) -، وابن عدي في الكامل (2/ 317)، والبيهقي في الشعب (2780)، وفي الدعوات (375)، وغيرهم عن الحسن بن ذكوان عن سليمان الأحول، عن عطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه به. وقد رواه ابن المبارك في المسند الذي جمعه بعض المحدثين، وابن حبان في صحيحه (1051) من عن الحسن بن ذكوان عن سليمان الأحول، عن عطاء عن ابن عمر رضي الله عنهما. وإسناده حسن، واختلاف الحسن فيه لا يضر لكوه يدور على صحابي، وله شواهد يصح بها. [الصحيحة:2539].
رد مع اقتباس