عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 11-21-2018, 06:38 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة الثامنة عشرة من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن الملاحظات التفصيلية على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين:

تخريجه لما رواه ابن أبي زمنين رقم (19): «ابن وهب: قال: وأخبرني مسلمة بن علي، عن عبدالرحمن بن [يزيد] قال: حدثني رجل، قال: حدثني أبو إدريس الخولاني، عن النواس بن سمعان [الكلابي] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع ربك، فإذا شاء أن يقيمه أقامه، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه». انتهى


الملاحظات على عمل الدكتور البخاري:

1- ذكر في الهامش تعليقا على كلمة «يزيد» في المتن أن المخطوطة فيها «زيد» وأن الصواب من كتب الرجال، ثم قال: «واسمه عبدالرحمن بن زيد بن جابر» فكتبه في الهامش «زيد» بدل «يزيد» وهذا خطأ مطبعي مكرر في الطبعة القديمة والجديدة.

2- لما خرج الحديث وذكر شواهده لم يذكر أن الحديث في صحيح مسلم من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن، كقلب واحد، يصرفه حيث يشاء» ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك».
وإنما اكتفى بذكر الشواهد ومنها حديث عبدالله بن عمرو!

3- قال في تخريجه ذاكرا الرواة الذين رووه عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر: أخرجها ابن خزيمة في التوحيد(1/رقم108) من طريق ابن شهاب الزهري!!!!

وهذا من غرائب الدكتور! إذ لا وجود لابن شهاب الزهري في سنده بتاتاً!

إذا من أين أتى الدكتور بهذه المعلومة المنكرة؟

خلط بين شيخ ابن خزيمة «عبد الله بن محمد الزهري» وبين الإمام محمد بن مسلم ابن شهاب الزهري!!

وهذا بسبب تسرع الدكتور وضعف تركيزه وعدم تأمله وفهمه للسند.

قال الإمام ابن خزيمة في كتاب التوحيد: «حدثنا عبد الله بن محمد الزهري، والحسين بن عبد الرحمن الجرجرائي , ومحمد بن محمد بن خلاد الباهلي , ومحمد بن ميمون، ومحمد بن منصور المكي قالوا:
ثنا الوليد بن مسلم،
قال الزهري عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر،
وقال محمد بن خلاد، ثنا المكي، حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي، قال: حدثني أبو إدريس الخولاني قال: حدثني النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من قلب إلا هو بين إصبعين من أصابع الله تعالى إن شاء أقامه، وإن شاء أزاغه» ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يا مقلب القلوب , ثبت قلبي على دينك، والميزان بيد الرحمن يخفض ويرفع» هذا حديث الباهلي،
وقال الآخرون: «فإذا شاء أن يقيمه أقامه، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه» ،
وقال محمد بن ميمون أو قال: «يضع ويخفض» ، بالشك
وقال الحسين بن عبد الرحمن: قال حدثني عبد الرحمن بن يزيد الأزدي، وقال هو والجرجرائي أيضا: «يا مقلب القلوب» ،
وقال لنا عبد الله بن محمد الزهري مرة : «ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع رب العالمين، فإذا شاء أن يقيمه أقامه، إلا وهو بين إصبعين من أصابع رب العالمين، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه» انتهى.

فظن الدكتور البخاري أن قول ابن خزيمة «قال الزهري» يعني به الإمام ابن شهاب الزهري الذي هو من شيوخ عبدالرحمن بن يزيد بن جابر وليس من تلامذته!
والحقيقة أنه شيخ ابن خزيمة عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن بن المسور بن مخرمة الزهري المتوفى سنة 256هـ ولم يدرك ابن جابر أصلاً.

4- ذكر الدكتور أن ممن رواه عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر: الطبراني في الدعاء(3/ رقم1262) من طريق صفوان بن صالح !! وعده واحدا من تسعة رووه عن ابن جابر!

والواقع أن صفوان بن صالح رواه عن الوليد بن مسلم عن ابن جابر!
فقد ذكر الدكتور من قبل أن أحمد والآجري والدارقطني والبغوي رووه من طريق الوليد بن مسلم عن ابن جابر، فجعل التلميذ في الرواية متابعاً لشيخه مع أنه إنما رواه عن شيخه الوليد فقط!!
وهذا من تخليط الدكتور.
والحديث أيضا رواه الطبراني في مسند الشاميين من طريق صفوان عن الوليد عن ابن جابر.
تنبيه: هذا الخطأ موجود في الطبعة القديمة أيضاً.

5- ذكر أن الدارقطني رواه من طريق الوليد بن يزيد، وهذا خطأ مطبعي، وهو الوليد بن مزيد. وهذا الخطأ موجود في الطبعة القديمة أيضاً.

6- لم يعزو الدكتور رواية ابن أبي زمنين لمخرج، وقد خرجها عنه الداني في كتابه في علم الحديث رقم25.

7-كان الدكتور قد خلط في الطبعة القديمة فزاد في متنه رجلاً وهو أبو إدريس الخولاني، وجعل المبهم هو بسر بن عبيد الله الحضرمي! لكنه أزال تلك الأخطاء، وأبقى أخطاء أخرى!




وبهذا القدر أكتفي.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

13 / 3 / 1440 هـ
رد مع اقتباس