عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-24-2017, 10:43 AM
عبد العليم عثماني عبد العليم عثماني غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الزقم, ولاية الوادي, الجزائر
المشاركات: 96
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي هل العبد مجبر على أفعاله ؟

هل العبد مجبر على أفعاله ؟ ؟:الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله:قال الله تعالى: ( بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ) ( سورة البقرة: 117 )

قال الله تعالى: ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال ) ( سورة الرعد: 11 )

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن القدر ليس حجة لأحد على الله ولا على خلقه ولو جاز لأحد أن يحتج بالقدر على ما يفعله من السيئات لم يعاقب الظالم ولم يقتل المشرك ولم يقم حد ولم يكف أحد عن ظلم أحد وهذا من الفساد في الدين والدنيا المعلوم ضرورة: مجموعة الرسائل الكبرى: 1/353:


ينبغي التفريق بين القضاء الكوني والقضاء الشرعي:


القضاء الكوني هو قضاء قدري ووقوعه ضروري لمشيئة الله النافذة في ملكه وهو لا يخلو من الحكمة:


علم الله تعالى السابق بما سيكون ووقوعه إنما يكون وفق علمه ولا يجبر أحدا من عباده على فعل الطاعة أو المعصية ولا يقهرهم عليها لأن علمه سبحانه صفة انكشاف وإحاطة لا صفة تفعيل وتأثير:


القضاء الكوني القدري محجوب علمه عنا لذلك لا يحاسب عليه العبد ثوابا ولا عقابا ولكن يلزمه الشكر إن ترتب عن نفاذ قضائه نعمة والصبر إن أصابه سوء عن نفاذ قضائه وعليه فلا تبنى إرادة العبد عليه ولا اختياره بخلاف القضاء الشرعي الديني:


إرادة العبد واختياره تتعلق به ويبنى عليه التكليف الشرعي بالأمر والنهي وهو مناط الثواب والعقاب والله سبحانه وتعالى أظهر لنا إرادته الشرعية الدينية وقضاءه عن طريق الرسل والوحي من حلال وحرام ووعد ووعيد ومنح لذلك القدرة والاستطاعة:


لما كان القضاء الكوني القدري شاملا لكل ما كان وما يكون إلى يوم القيامة فإن القضاء الديني الشرعي يخضع له ولا يخرج عنه إذ لا يشذ عن القضاء الكوني القدري شيء من الموجودات:


الله تعالى أراد من عباده الطاعة وأمر بها ولم يرد منهم المعصية ونهى عنها قضاء شرعيا دينيا تكليفيا يدخل في قدرة المكلف الفعل والترك وموكول إلى اختياره لكن سبق علم الله أن بعضهم سيمضي باختياره سبيل الحق والطاعة كما علم سبحانه أن بعضهم يختار سبيل الغي والضلال فقضى سبحانه لأهل الطاعة بالثواب وقضى لأهل الغي والضلال بالعقاب قضاء كونيا قدريا سبق علمه سبحانه إلى ذلك:


ليس في سبق علمه عز وجل قهر ولا جبر بما سيفعله المكلف باختياره لأنه قضاء كوني غيبي لا يعلمه إلا الله سبحانه:


لا يجوز للعاصي أن يحتج في ذنبه وتقصيره عن أداء الطاعة بالقضاء الكوني القدري حيث لا حجة فيه لأحد:


من جهة أخرى لا يجوز لأحد ترك العمل من باب الاتكال على ما سبقت به إرادة الله الكونية القدرية:

__________________
ملف عام - متجدد بعون الله - حول: الله الخالق سبحانه وتعالى, الرسول محمد صلى الله عليه وسلم, القرآن الكريم, المخلوقات, الصلاة, الكفر والشرك, القنوات الفضائية, العادات والتقاليد, العلم, الأحاديث, الأمراض والابتلاءات, الأسرة, الأعمال, الفرق الضالة, الصور والتصوير, النصائح, المنهيات, أهل السنة والجماعة, الموسيقى والأناشيد والشعر, القبور والأضرحة, المواسم:
http://up.top4top.net/downloadf-426f6y341-rar.html
رد مع اقتباس