عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-16-2013, 05:15 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,370
شكراً: 2
تم شكره 273 مرة في 213 مشاركة
افتراضي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فقد اطلعت على هذا المقال وتعليقات الإخوة، مع تعليقات من علق في شبكة العلوم، فأقول مستعيناً بالله:

أولاً: قد نسب يحيى الحجوري إلى أبي مالك الرياشي ما نسبه، وأنكر أبو مالك الرياشي أنه حدث الحجوري بذلك فإما أن يكون كلاهما كذب، أو أحدهما كاذب.

وعلى جميع الأحوال لا يجوز نقل هذه الفرية عن الشيخ ربيع، ويستدل بها الحجوري على ما زعمه من مؤامرة ومن خطة لإسقاطه أو نحو ذلك مما صرح به أو أشار إليه.

ويتأكد هذا بما صدر من الشيخ ربيع من تكذيب للكلام المنسوب إليه.

فمن الناحية الشرعية يجب على يحيى الحجوري أن يعلن توبته إلى الله مما نقله عن الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله، لأنه من الظلم والعدوان، وتحريم ذلك ظاهر في الكتاب والسنة.

فإن زعم زاعم: أن الحجوري إنما نقل، والعهدة على الناقل، فهذا إنما يقال: إذا كان الناقل ثقة، أو كان لا يترتب عليه باطل.

فنقل الحجوري لما نسبه للشيخ ربيع يجوز أن يوصف بأنه افتراء على الشيخ ربيع، وأن يحيى الحجوري ممن يشيع الفرى والأكاذيب، وهذا ما عليه أهل الحديث، حيث يرون أن نشر الحديث الموضوع مساهمة في نشر الكذب والباطل لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين)) خرجه مسلم في مقدمة صحيحه، وهو حديث صحيح على الصحيح من قولي العلماء.


ثانياً: قد رد بعضهم كلام أبي مالك الرياشي بإثبات أنه حدث به، وعليه فهو كاذب في بيانه هذا، فالنتيجة أنه يوصف بالكذب عندهم.

فإذا كان كذاباً عندكم يوجب أن لا يصدق خبره، وأن ما كرره يحيى الحجوري عن أبي مالك الرياشي في حق الشيخ ربيع أو حق الشيخ الوصابي فيما يتعلق بهذه القصة من تكرار الكذب والبهتان، فعليه أن يتراجع ويتوب بعد استبانته للأمر لو كان صادقاً.


ثالثاً: وصف بعض كتاب شبكة العلوم أبا مالك الرياشي بأنه ممسوس، وهذا أمر قد رمي به أبو مالك من قبل، فردهم الخبر بكونه ممسوساً لا ينفك عن حالين:

الأول: أن يكون قد حدث به في حال معرفة الحجوري بأنه ممسوس، ومع ذلك فقد اعتمد روايته، مما يدل على أحد أمرين:

الأمر الأول: أن الحجوري يعتمد روايات الممسوسين، فلا وجه لإعلال روايته بالمس على هذا الاحتمال.

الأمر الثاني: أن الحجوري لا يعتمد روايات الممسوسين، ولكن لحاجة في نفسه اعتمد هذه الرواية لنشر الفتن، والافتراء على أهل العلم، نصرة للنفس.

الثاني: أن يكون حدث به دون أن يعلموا أنه ممسوس، ثم تبين لهم أنه ممسوس، فيجب عليهم التوبة من نقلهم لكلامه وهو مبتلى بالمس، والواجب على يحيى الحجوري التوبة من اتهامه الباطل للشيخ ربيع، لكون الحجوري اعتمد على رواية شخص ممسوس!!

ثالثاً: أن الحجوري لم يكتف بنقل أبي مالك الرياشي-سواء كان عند الحجوري ثقة أو غير ثقة لما حدثه به-، بل قدمه على كلام الشيخ ربيع، وبيانه لنكارة متن الكلام المنقول.

فوقع الحجوري في منكر أعظم من كونه قبل خبر أبي مالك الرياشي-على فرض صحة إخباره به حال صحوه من المس بزعمهم- وهو تقديم الخبر الشاذ والمنكر على الصحيح الثبت.

فيجب عليه أن يتوب من هذا أيضاً.

رابعاً: أن أصحاب الحجوري ينشرون من زمنٍ أن أبا مالك الرياشي طرد من دماج لأمور استوجبت ذلك عندهم، فما بالهم يعتمدون على رواية المطرودين ليشينوا علماً من أعلام السنة وهو الشيخ العلامة ربيع المدخلي؟!!

خامساً: وصف بعض أصحاب الحجوري أبا مالك الرياشي بأنه ممسوس، أي مريض بمس الجن، وهذا المرض قد يحمل الإنسان على التوهم والكلام بالظنون والتخمين، ولما يحصل له صحوٌ لا يدرك ما كان قال حال غيبة عقله بسبب المس، وهذا معلوم مشاهد في كثير من الممسوسين، بحيث إن أحدهم يحدث بالشيء، ثم يسأل: أقلت ذلك؟ فينكره أشد الإنكار مع كونه قاله.

وعليه: فتشكيكهم ببيان أبي مالك الرياشي، ونسبته لتعمد الكذب محل نظر، لأنه قد يكون ما ظن أنه سمعه من الشيخ ربيع يكون من وسوسة الشيطان وإن كان حدث به حال صحوه، لأنه ظن الوسواس حقيقة.

أو يكون حدث به بعض من حدث ممن شهد عليه حال كونه ممسوساً في حال غيبة عقله، ثم أنكر ذلك لأنه كان غائب العقل، فيكون هذا كله بسبب مرضه الذي تنسبونه له.

فإن علمتم أن أبا مالك الرياشي مريض بالمس فما هو حكم من يعتمد رواية الممسوسين، وينشرها في الآفاق، ويبني عليها الفرى والأكاذيب، هل هو معذور أم هو ممسوس مثله؟!!

سادساً: إن التعلق بقضية المس للطعن في أبي مالك الرياشي، وتصحيح موقف الحجوري لهو من الجهل، والإفلاس العلمي، ودليل على إصابة أولئك بداء أهل الضلال وهو الجدل المذموم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما ضل قوم بعد هدى إلا أوتوا الجدل)) .

فالواجب على يحيى الحجوري التوبة إلى الله من ذلك الكذب الذي نسبه للشيخ ربيع، ويجب على أصحابه أن يتقوا الله، ويتركوا عنهم الدفاع بالباطل.

وأما اتهام أبي مالك الرياشي بالمس لأجل هذا البيان لهو من البغي والعدوان، وقد وصف به بعض أولئك المفترين أخانا الشيخ أحمد بن يحيى الزهراني، وهم يعلمون أنهم كاذبون في ذلك، حقيقة وحكماً.

ولا أعلم عن أبي مالك الرياشي إلا أنه من الصادقين.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
رد مع اقتباس