عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-09-2015, 07:58 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي تنبيه حول دعوى أن قتال المسلم لأخيه محرم مطلقا ومعه نصيحة لأهل اليمن

تنبيه حول دعوى أن قتال المسلم لأخيه محرم مطلقا ومعه نصيحة لأهل اليمن


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فقد اطلعت على كلام لبعض الناس يستنكر فيه القتال بين المسلمين عموماً داخل اليمن وخارجة، ويقول: "أي انتصار، فإنه انتصار إلى جهنم" وهذا الكلام مردود.

فالحكم بأن قتال المسلمين بعضهم لبعض بأنه قتال باطل وأن صاحبه متوعد بأنه في جهنم كلام بإطلاقه وتعميمه باطل مخالف للشرع، لأن ذلك مقيد بنصوص شرعية عديدة تدل على أن القتال إذا كان في غير صورة من الصور المشروعة.

فمن الصور المشروعة لقتال المسلم للمسلم:

1- إذا نازع الأمر أهله وخرجت جماعة تقاتل الإمام الشرعي تريد نزعه فهنا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال الفئة المنازعة.

قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه" . رواه مسلم .

2- المحاربون وقطاع الطرق والآية فيهم واضحة.
قال تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: 33، 34]

3- أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال الخوارج مع حكم جمهور العلماء بإسلامهم.

قال النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج: «شر قتلى تحت أديم السماء، طوبي لمن قتلهم وقتلوه»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لإن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد» .

4- إذا اقتتلت فئتان من المسلمين ودعي إلى الإصلاح فرضيت فئة وبغت الأخرى وجب قتال الفئة الباغية.

قال تعالى: ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾

5- إقامة الحدود الشرعية بأمر السلطان.

لذلك من يظن أن قتال المسلم لأخيه المسلم يكون دائما فتنة وأنه متوعد بالنار فهذا جهل عريض ومخالف لدين الإسلام.

والقتال الموجود باليمن الآن ليس فتنة، ولا هو مخالف للشرع، بل هو جهاد في سبيل الله، وقتال مشروع من وجوه:

الوجه الأول:
أن العلماء الربانيين أفتوا بالجهاد في اليمن ضد الحوثيين الزنادقة ومن معهم من أتباع المجرم علي عبد الله صالح وغيره من المتآمرين مع الحوثيين الزنادقة.

وقد أفتى بالجهاد الشيخ صالح اللحيدان والشيخ صالح الفوزان وسماحة المفتي والشيخ ربيع المدخلي والشيخ عبيد الجابري وغيرهم من مشايخ السنة.

الوجه الثاني: أن ولي الأمر استنفر الناس للقتال ضد المفسدين المنقلبين المجرمين وسانده في ذلك دول عديدة من الدول الإسلامية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "وإذا استنفرتم فانفروا". متفق عليه.

الوجه الثالث: أن بداية هذا الجهاد في اليمن والغاية منه: هو دفع الصائل ودفع بغي الحوثيين الزنادقة ومن معهم من المجرمين.

ودفع الصائل مشروع بالإجماع.

الوجه الرابع: أن المصلحة في قتال الحوثيين ومن معهم راجحة، وأن المصلحة في ترك قتالهم مرجوحة أو معدومة أو متوهمة.

الوجه الخامس: أن مفسدة ترك قتالهم راجحة، والمفسدة من قتالهم قليلة باعتبار المفاسد العظيمة المترتبة على ترك قتالهم من نشر للشرك والبدع وقتل للنفوس المسلمة، وهتك للأعراض، ونشر للفتن.

الوجه السادس: أن ترك قتال الحوثيين الزنادقة ومن معهم من المجرمين هو الفتنة بعينها، فهو فتح لباب الشرك والرفض على مصراعيه، والله يقول: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} والفتنة الشرك.

الوجه السابع: أن الغاية من طلب العلم هو تحقيق التوحيد، والعمل بالعلم، ومن أعظم العبادات الجهاد في سبيل الله تحت راية سلطان مسلم، وقد هيأ الله لكم في اليمن جهادا شرعيا هو أوضح وأفضل من جهاد الحوثيين أيام الدفاع عن دماج، حيث إن هذا الجهاد تقوده دولة سلفية وهي المملكة العربية السعودية.
فمن الغبن العظيم تنفير طلبة العلم عن هذا الجهاد الشرعي بشبهات شيطانية، ومخاوف إبليسية.
فالشيطان يعد المسلمين الفقر والفحشاء، ويخوفهم من ابتغاء مرضاة الله بجهاد أعداء الله وأعوانهم.
فالواجب الاستعاة بالله من الشيطان واستنفار الناس للجهاد في سبيل الله وإظهار شوكة أهل السنة على الرافضة ومن معهم من المخرفين والمفسدين.

الوجه الثامن: أن من مكائد الحوثيين ومن معهم من المجرمين ومن وراءهم من الرافضة الإيرانيين تملك البلاد اليمنية، ونشر الشرك في اليمن، والقضاء على الدعوة السلفية، وزعزعة استقرار المملكة العربية السعودية، ومحاولة ضرب الوحدة في البلاد السعودية، وإثارة الفوضى والقلاقل فيها، وهذا قد ثبتت أدلته لدى المملكة، وتجمعت بيناته، فعلمت أن لا استقرار لبلاد التوحيد إلا بالقضاء على هذا الانقلاب، وأن تكون البلاد اليمنية تحت حكم حكومة قوية مأمونة، تحافظ على مواطنيها وضيوفها، وتحترم جيرانها، ولا تكون أداة في يد أعداء الملة الحنيفية.

فهذا جهاد مقدس هدفه الأعظم حفظ أمن الحرمين الشريفين، ثم حفظ أمن البلاد اليمنية والبلاد السعودية وعموم منطقة الخليج والعالم العربي والإسلامية.

فمن ادعى فقه الواقع، ومعرفة المؤامرات، والسعي لإفشالها ثم لا يفهم هذا الواقع ولا يعي حقائقه فهذا جاهل جهلا مركبا، وغافل غفلة عظيمة، ومغلق على عقله إغلاقا عظيما، ولا يجوز له ولا لأمثاله الكلام في هذه القضايا بل يجب عليه السكوت، ولزوم بيته، والبكاء على خطيئته.


الوجه التاسع: أن راية الجهاد اليمني واضحة جلية وهي قتال الحوثيين الأنجاس ومن معهم من المجرمين وهو قتال مشروع بالكتاب والسنة وإجماع أهل السنة.

الوجه العاشر: أن التثبيط عن جهاد الزنادقة الحوثيين ومن معهم من المجرمين ليس من البعد عن الفتنة، بل هو ولوج في الفتنة، لكونه مُصادِم لفتاوى العلماء، ويصب في صالح الحوثيين الزنادقة، لأن تحييد كثير من الشباب السلفي ومنعهم من قتال الحوثيين مكسب عظيم لهم حيث أمنوا منهم ومن قتالهم، وفرحوا بمخالفتهم لعلمائهم.

الوجه الحادي عشر: الإسلام لم ينتشر بالدعوة فقط، بل بالدعوة، وبالسيف، وقدم الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم وسلفنا الصالح التضحيات حتى وصل المسلمون إلى ما وصلوا إليه.
فالدعوة في اليمن تحتاج إلى بذل النفوس والأموال لتتمكن التمكن المطلوب كما حصل مع دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.

الوجه الثاني عشر: إن من أعظم ما يخشاه الحوثيون ومن معهم هو قومة السلفيين في اليمن قومة رجل واحد، فقيامهم قومة رجل واحد مصلحة محققة وراجحة، وستجدون -بإذن الله- التأييد والنصرة من الحكومة اليمنية ومن الدولة السعودية ومن معها من الحلفاء، المهم أن تجتمعوا وتتركوا عنكم الخلاف والنزاع والمخاوف الشيطانية، وتحذروا من المرجفين ومن المخذلين.

فإن أردتم إطالة أمد الفتنة الحوثية وعملائها وأنصارها فتخاذلوا وصموا أسماعكم عن سماع نصح الناصحين، وإن أردتم النصر والتمكين وإنهاء الفتنة الحوثية فاجتمعوا وجاهدوا في سبيل الله واتركوا عنكم التخاذل، وضحوا في سبيل الله، وتوكلوا على الله {ولينصرن الله من ينصره}.

قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
24/ 10/ 1436 هـ

التعديل الأخير تم بواسطة أسامة بن عطايا العتيبي ; 08-09-2015 الساعة 08:22 PM
رد مع اقتباس