عرض مشاركة واحدة
  #33  
قديم 05-01-2011, 09:05 PM
أبو عبد الله بلال يونسي أبو عبد الله بلال يونسي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 194
شكراً: 10
تم شكره 7 مرة في 5 مشاركة
افتراضي الكشف عن عقيدة ابن ايبك الصفدي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ومتابعة لسوق كلام ابن عربي والتعليق عليه ؛ هاهو ما تخلف منه :

( من هذا الباب اتصاف الحق بالمكر والاستهزاء والسخرية قال تعالى سخر الله منهم وقال ومكر الله وقال الله يستهزئ بهم النفس قال صلَّى الله عليه وسلَّم لا تسبوا الريح فانها من نفس الرحمن وقوله عليه السلام اني لاجد نفس الرحمن يأتيني من قبل اليمن وهذا كله من التنفيس كانه يقول لا تسبوا الريح فانها مما ينفس بها الرحمن عن عباده وقال عليه السلام نصرت بالصبا وكذلك يقول اني لاجد نفس أي تنفيس الرحمن عني للكرب الذي كان فيه من تكذيب قومه اياه وردّهم امّر الله من قبل اليمن فكان الانصار نفس الله بهم عن نبيه صلَّى الله عليه وسلَّم ما كان أكربه من المكذبين فان الله تعالى منزه عن النفس الذي هو الهواء الخارج من المتنفس تعالى الله عما نسب اليه الظالمون من ذلك علوّا كبيرا الصورة تطلق على الامر وعلى المعلوم عند الناس وعلى غير ذلك ورد في الحديث اضافة الصورة إلى الله في الصحيح وغيره مثل حديث عكرمة قال عليه السلام رأيت ربى في صورة شاب الحديث هذا حال من النبى صلَّى الله عليه وسلَّم وهو في كلام العرب معلوم متعارف وكذلك قوله عليه السلام ان الله خلق آدم على صورته اعلم أن المثلية الواردة في القرآن لغوية لا عقلية لأن المثلية العقلية تستحيل على الله تعالى زيد الاسد شدّة زيد زهير شعرا إذا وصفت موجودا بصفة أو صفتين ثم وصفت غيره بتلك الصفة وان كان بينهما تباين من جهة حقائق أخر ولكنهما مشتركان في روح تلك الصفة ومعناها فكل واحد منهما على صورة الآخر في تلك الصفة خاصة فافهم وتنبه وانظر كونك دليلا عليه سبحانه وهل وصفته بصفة كمال إلا منك فتفطن فإذا دخلت من باب التعرية عن المناظرة سلبت النقائص التي تجوز عليك عنه وان كانت لم تقم قط به ولكن المجسم والمشبه لما أضافها اليه سلبت أنت تلك الاضافة ولو لم يتوهم هذا لما فعلت شيأ من هذا السلب فاعلم )

قال أبو عبد الله بلال :

( وهاهو كلام خبيث مجمل آخر ؛ لو جردناه من سياقه ومراده الذي تبدى بمثاله ؛ لظننته كلام شيخ الإسلام ابن تيمية أو كلام الإمام ابن بطة العكبري أو كلام البربهاري ؛ من أئمة الإثبات رحمهم المولى برحمته الواسعة وخصهم بعظيم أجره ؛ فإذا أكملت لك المبتور وقفت على العجاب ولذهب منك اللب واللباب من سوء ما يساق عليك وخزي ما ينساق من حولك من مضحكات مبكيات وخزايا مدويات لأهلها الأموات يوم الحسرات ؛ والعياذ بالله من سوء المنقلب وفوات الملذات بأصناف اللغى والخرافات ....)

وأردف قائلا :

( وان كان للصورة هنا مداخل كثيرة أضربنا عن ذكرها رغبة فيما قصدناه في هذا الكتاب من حذف التطويل والله يقول الحق وهو يهدى السبيل
الذراع ورد في الخبر عن النبى صلَّى الله عليه وسلَّم ان ضرس الكافر في النار مثل أحد وكثافة جلده أربعون ذراعا بذراع الجبار هذه اضافة تشريف مقدار جعله الله تعالى اضافه اليه كما تقول هذا الشيء كذا وكذا ذراعا بذراع الملك تريد الذراع الأكبر الذي جعله الملك وان كان مثلا ذراع الملك الذي هو الجارحة مثل أذرع الناس والذراع الذي جعله مقدارا يزيد على ذراع الجارحة بنصفه أو ثلثه فليس هو اذن ذراعه على حقيقته وانما هو مقدار نصبه ثم أضيف إلى جاعله فاعلم )

قال أبو عبد الله بلال يونسي :

( وهذا من مزيد خبثه ؛ فانظر كيف ليُّ النصوص عنده صار ضرورة يمليها عليه دينه الردي الذي يدين به لهواه الدني ؛ إذ تراه يسوق ما يصح التمثيل به على بعض ما يسوق من تدليلات ؛ ثم يحشر إليه المتشابهات اللغوية على ما يحسن تصريفه من الخبث والمراوغة ليعمل في الأخير شركا يربط على قفاه إلى أخمص قدميه فيلجم به قبل غيره ويقذف على وجهه في هاوية مكره وفحشه البعيد الأمد إلى واد سحيق لكل عاة مريد ؛ والعياذ بالله ؛ ... )

وأردف قائلا :

( والجبار في اللسان الملك العظيم وهكذا القدم يضع الجبار فيها قدمه القدم الجارحة ويقال لفلان في هذا الامر قدم أي ثبوت والقدم جماعة من الخلق فتكون القدم اضافة وقد يكون الجبار ملكا وتكون هذه القدم لهذا الملك اذ الجارحة تستحيل على الله تعالى وجل )

قال أبو عبد الله بلال :

( وليتم تلبيسه وتشويهه للحقيقة الفضحاء والفصيحة البلجاء ؛ هاهو يسوق ما يظنه الساذج مثالا لقاعدة إضافة التشريف ؛ فيخلط خلطا يتداركه في وسطه فيعجز عن الرجوع القهقرى لشدة إيغاله في باطله ؛ فيروح ويجيء ثم يعاود الكرة ببهترة جديدة يبتكرها ابتكارا ويغفل ما ذكره أساطينه في باب الزندقة والتلفيق ؛ فيحور ما بدأ ويعود حيث لم ينتهي ومثل لغوه لا ينقضي إلا بزوال لسانه ومعه روحه الخبيثة ؛ والعياذ بالله ؛ فيقيء قائلا أن القدم الجماعة ؛ فرارا منه عن كونها تشريفا إذ التشريف لا يقذف - على ما ظن هو أن الوضع بمعنى تصلية النار والعياذ بالله - ؛ ففكر وقدر فقتل كيف قدر ثم أعرض قليلا وتفكر فما أحار جوابا وما أحال لذي لب لبابا ؛ فقال من جديد : فيضع ملك من الملوك الجبارين غير مولانا جل في علاه قدمه ؛ فكان الأعجب مما مضى ؛ ومثل هذي الترهات يغني ذكر بعضها عن الوغول في أكثرها ؛ وحكايتها كفيلة عن نقدها أو مجرد التعرض لردها ؛ ....لظهور جهل قائلها وسفاهة عقله ومن تابعه أشد غفلة وجهلا ؛ والعياذ بالله ؛ ....)

ثم تابع قائلا :

( والاستواء أيضا ينطلق على الاستقرار والقصود والاستيلاء والاستقرار من صفات الاجسام فلا يجوز على الله تعالى إلا إذا كان على وجه الثبوت والقصد هو الارادة وهى من صفات الكمال قال ثم استوى إلى السماء أي قصد واستوى على العرش أي استولى قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق )

قال أبو عبد الله بلال :

( هاهو العمى تبدى من أهل الخنا والغضا عن كل مكرمة ؛ إذ تخبطه أرداه فعمد إلى رجل نصراني من المولدين رومي اللسان والفؤاد ؛ فنقل من كلامه ما فيه هلاكه ؛ ويكفيه من التشبيه الذي يبغي رده أنه وقع في بؤبؤه وما درى ؛ إلا أنه خرى وما علم أنه خرى حتى خبره من شم ريحا منتنة تنبعث من تلك الجهة فما اذخر له نصحا وأوقفه من أمره خبرا ؛ فما ارعوى وما انزجر ؛ إذ كيف يستولي المستولي إلا بعد ضعف وانحصار ؛ والعياذ بالله ؛ ما نقول مثل قول أولئك الحيارى في بحور الشرك والإلحاد ؛ فعموا وصموا عن إدراك المراد ؛ فسلبوا من ربهم القدرة ؛ وقايسوه بجملة المخلوقات من الضعف والقوة و تقلب صروف الدهر فيهم وتقلبهم فيها وما يسبق إليهم من تغير ظاهر حاصل ؛ بقدرة قادر حكيم ؛ تنزه ربنا عن مماثلة خلقه جل في علاه ....)

ثم زاد على ما سبق :

( والاخبار والآيات كثيرة منها صحيح وسقيم وما منها خبر إلا وله وجه من وجوه التنزيه وان أردت أن يقرب ذلك عليك فاعمد إلى اللفظة التي توهم التشبيه وخذ فائدتها وروحها أو ما يكون عنها فاجعله في حق الحق تفز بدرجة التنزيه حين حاز غيرك درك التشبيه )

قال أبو عبد الله بلال :

( وهل هو إلا معين واحد ؛ نعم هو عين الأشعرية الخسيسة ؛ والتي حكاها إمامهم في زمن مضى بقوله :
وكل وصف أوهم التشبيها *** فأول أو فوض ورم تنزيها )

ثم أردف قائلا :

( فهكذا فافعل وطهر ثوبك ويكفى هذا القدر من هذه الاخبار فقد طال الباب

نفث الروح الاقدس في الروع الانفس بما تقدم من الالفاظ لما تعجب المتعجب ممن خرج على صورته وخالفه في سريرته ففرح بوجوده وضحك من شهوده وغضب لتوليه وتبشش لتدليه ونسى ظاهره وتنفس فأطلق مواخره وثبت على ملكه وتحكم بالتقدير على ملكه فكان ما أراد والى الله المعاد فهذه أرواح مجرده تنتظرها أشباح مسنده فإذا بلغ الميقات وانقضت الاوقات ومارت السماء وكوّرت الشمس وبدّلت الارض وانكدرت النجوم وانتقلت الامور وظهرت الآخره وحشر الإنسان وغيره في الحافره حينئذ تحمد الاشباح وتتنسم الارواح ويتجلى الفتاح ويتقد المصباح وتشعشع الراح ويظهر الودّ الصراح ويزول الالحاح ويرفرف الجناح ويكون الابتنا بالضراح من أول الليل إلى الاصباح فما أسناها من منزله وما أشهاها إلى النفوس من حالة مكمله متعنا الله )

قال أبو عبد الله بلال :

( وهاهو الخبيث رجع إلى تلبيسه بطريقة الهلوسة والدروشة والعته ؛ فيقول كلاما غريبا مقتضاه وفحواه وحقيقته وحدة الوجود والتجسيم الصارخ بأعلى صوته ؛ فما أغبى أولاء الأقوام لعب الشيطان بهم فأعجبهم لعبه بهم فصاروا يتجارون على وتره ويتهافتون في حجره ؛ إذ تناقضهم فاضح ؛ فقبل أسطر يدعي التنزيه بضرب من التعطيل وتجريد الرب جل جلاله من صفات كماله ومعاني جلاله وجماله سبحانه ؛ ثم بعدها مباشرة ودون استحياء تقف على التجسيم والتشبيه الفاضح ؛ فأين عقول القوم أولائك ؛ نسأل الله العافية من خبث ما رأينا أدنى من نفوس أصحابه لؤما ؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله ؛ .... ؛ ولكن الحق فيهم أنهم إحدى رجلين إما : مقلدة في العقيدة عدموا عقولهم ؛ وموغلون في التجسيم والاتحاد الكاذب المدعى على الله سبحانه عما يقولون علوا كبيرا ؛ وإما أن يكونوا : قاصدين ذلك لخسة في نفوسهم ودسيسة باطنة الله أعلم بها وبمردها و مآلها ؛ والذي لا يبعد عن مرامي الكفر الصريح ؛ بل هو عينه وإن لم يكن ذا الكفر فما أعلم كفرا في الوجود ؛ ....والعياذ بالله ؛... وقد سبق التفصيل في هذي المخازي ؛ وتعرية أصحابها ؛ فانظرها في ما سبق ؛ لتعلم أن عقيدة التصوف ملاصقة للأشعرية بل هما وجهان لعملة واحدة ؛ فتنبه أخي المثبت المنزه الموحد ؛... ولتفصيل أكثر حول امتداد الأشعرية عن الصوفية الاتحادية مع الدور انظر إن شئت إلى موضوعي : " البنية اللغوية وأثرها في صياغة وتكييف القواعد الأصولية والفقهية " ريثما يكتمل تنزيلها على الرابط التالي : http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?t=2990&highlight=%C7%E1%C8%E4%ED%C9 +%C7%E1%E1%DB%E6%ED%C9+%E6%C3%CB%D1%E5%C7 ) ..

ويختم أبو عبد الله بلال قائلا :

فإن كان كلام الصفدي منصبا على مديحة هذا اللغو - ولا بد - فلا شك أنه مقر لذا المعتقد وما انطوى عليه من خزي وعار يلحق شناره صاحبه إلى يوم تفر فيه ذوو الأرحام من بعضها ؛ لشدة المطلع وهول الموقف ؛ فاللهم نسألك العفو والعافية يا أرحم الراحمين ؛ ....
</B>
رد مع اقتباس