عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-23-2010, 10:59 PM
ناصر أبو عبد ناصر أبو عبد غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 111
شكراً: 9
تم شكره 16 مرة في 13 مشاركة
افتراضي الإعانة على إدخال الإنترنت لضعيف الدين مع تجهيزه ببرنامج محكم ضد المواقع الإباحية

الفتوى رقم: 537

الصنف: فتاوى متنوعة


السؤال:
طلب مني رجلٌ أن أَصِلَ له الأنترنت بجهاز حاسوبه، وخشيت أن أفتح له بابَ شَرٍّ في بيته، بسبب ضعف شخصيته وقِلَّةِ مروءته، فهل يجوز لي مساعدته، علمًا أني أجهّزه ببرنامجٍ خاصٍّ ضِدَّ المواقع الإباحية؟ وإن لم أفعل فسيتوجه إلى غيري في إفساد نفسه وأهله، والمرجو تنويري في هذه المسألة.

الجواب:
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن لاحظ السائل من سيرة الرجل وأخلاقياته ما يورِّث شكًّا باستعمال جهاز الأنترنت على غير وجهه الصحيح فالواجب عليه أن يمتنع عن إعانته في تركيب الجهاز ولو خُصَّ بالبرامج الدينية أو أدخل فيه برنامجًا مُحكمًا ضِدّ المواقع الإباحية، لأنَّ مفتاح البرنامج في حوزته ولا يحول بينه وبين الرغبة الشهوانية الدافعة للاطلاع ومشاهدة الحرام لقوله تعالى: ﴿وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا﴾ [الأعراف: 58]، وعملاً بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ»(١- أخرجه الترمذي في «صفة القيامة» (2518)، والنسائي في «الأشربة» (511)، وابن حبان (722)، والدارمي (2437)، والحاكم في المستدرك (2169)، وأحمد (1729)، وعبد الرزاق في «المصنف» (4984)، والبزار في «مسنده» (1336)، والبيهقي (10972)، وحسنه النووي في «المجموع» (1/181)، وصحّحه في «بستان العارفين» (32)، وقال السخاوي في «المقاصد الحسنة» (1/166): «وكذا صحّحه ابن حبان»، وصحّحه كذلك أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد» (3/169)، والألباني في «الإرواء» (1/44))، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَد اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ»(٢- أخرجه البخاري في «الإيمان» (52)، ومسلم في «المساقاة» (4178)، وأبو داود في «البيوع» (3330)، والترمذي في «البيوع» (1205)، وابن ماجه في «الفتن» (3984)، والدارمي (2436)، وأحمد (17970)، من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه)، والتعامل الأخوي يجب أن يكون مبنيًّا على التعاون على البرِّ والتَّقوى لا على الإثم والعدوان، وهو غير مسئول على توجهه إلى غيره في إفساد نفسه وأهله، لأنّ كرامة المؤمن باستقامته على الدين والخلق، قال تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: 13]، بخلاف معلوم السيرة الحسنة والسلوك القويم، فإنَّ دينه يمنعه من مخالطة الحرام ورؤية الفساد، لقوله تعالى: ﴿وَالبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ﴾ [الأعراف: 58]، مع ذلك ينبغي إدخال البرنامج الخاصّ والاحتفاظ بمفتاحه عملاً بالاحتياط وتفاديًا لكلِّ محذور.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا.

الجزائر في: 29 رجب 1427ﻫ
الموافق ﻟ: 23 أوت 2006م




۱- أخرجه الترمذي في «صفة القيامة» (2518)، والنسائي في «الأشربة» (511)، وابن حبان (722)، والدارمي (2437)، والحاكم في المستدرك (2169)، وأحمد (1729)، وعبد الرزاق في «المصنف» (4984)، والبزار في «مسنده» (1336)، والبيهقي (10972)، وحسنه النووي في «المجموع» (1/181)، وصحّحه في «بستان العارفين» (32)، وقال السخاوي في «المقاصد الحسنة» (1/166): «وكذا صحّحه ابن حبان»، وصحّحه كذلك أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد» (3/169)، والألباني في «الإرواء» (1/44).


۲- أخرجه البخاري في «الإيمان» (52)، ومسلم في «المساقاة» (4178)، وأبو داود في «البيوع» (3330)، والترمذي في «البيوع» (1205)، وابن ماجه في «الفتن» (3984)، والدارمي (2436)، وأحمد (17970)، من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه.



ـــــــــــــ
http://www.ferkous.net/rep/Bq77.php
رد مع اقتباس