عرض مشاركة واحدة
  #86  
قديم 02-17-2015, 12:17 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,370
شكراً: 2
تم شكره 273 مرة في 213 مشاركة
افتراضي

تأملات
عليك بطريق الحق وإن قلَّ السالكون، وإياك وطرق الضلالة وإن كثر الهالكون

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فهذه نصيحة أوجهها لمن وفقه الله فكان يوماً من دهره مدافعاً عن السنة، ذابا عن حياضها، يرجو وجه الله والدار الآخرة.
لقد وفقكَ الله فكنتَ ممن جعلك الله مستخدما لدينه، ولكن لا تأمن مكر الله، فإن بدلت أو غيّرت فمصيرك سيكون مصير من كنت تردّ عليهم قبلاً.
نعم لقد كنت يوما ما سلفيا صادقا، يشار إليك بالبنان، صاحب جهود، لكن لا تَمُنَّ على الله، ولا على الناس، بل الله يمن عليك لكونه وفقك لذلك.
فإن بقيت على ما كنت عليه، وثبتَّ على الحق فأنت هو ذاك الرجل قديماً، ولا يُضِيعُ ربنا أجر من أحسن عملاً، {ولا يظلم ربك أحداً}
فإذا كنت ثابتاً وتغير ممن حولك من تغير فلا تنزعج، ما دام أنك بالسنة متمسكاً، وعلى منهج السلف ثابتاً، فـ"الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء".
المهم لا تغتر بنفسك، ولا تسئ الظن بربك، واستقم كما كنت، ولن يضرك أحد من الخلق ما دام ربك يحميك وينصرك ويصرف عنك السوء، فتعلق بالله وحده {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين}.
وتأمل هذه الآية: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }[محمد:38] فهي عبرة للجميع.
فليحذر المغترون من مكر الله، فالقلوب بيد الله، والكرامة من الله، والندامة بما كسبت يداك، فإذا استقمت فلا عليك من غيرك ممن ضل وانحرف.
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "لا تستوحش طرق الهدى، لقلة أهلها، ولا تغترن بكثرة الهالكين"
والغالب أن يكون من ضل أكثر ممن اهتدى، فلا تستغرب أن العدد الكثير قد خالف منهج السلف الذي كانوا عليه، وثبت على الحق العدد القليل.
فكن أيها السلفي الصادق من هؤلاء القليل:{وقليل من عبادي الشكور}
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه: أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
28 /4/ 1436هـ
رد مع اقتباس