عرض مشاركة واحدة
  #87  
قديم 02-21-2015, 08:12 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,372
شكراً: 2
تم شكره 273 مرة في 213 مشاركة
افتراضي

بيان الأشياء العشرة الضائعة التي لا ينتفع بها من ضيعها، ورجوعها إلى أمرين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
قال العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد(ص/112) :
"عشرةُ أشياء ضائعةٌ لا يُنتفع بها:
1- علمٌ لا يُعمَل بِهِ.
2- وعملٌ لا إخلاصَ فيه ولا اقتداء.
3- ومالٌ لا يُنْفَقُ منهُ فلا يَسْتمتِعُ بهِ جامعُه فِي الدُّنيا، ولا يُقَدِّمُه أمامَهُ إلى الآخرة.
4- وقلبٌ فارغٌ مِن محبَّةِ الله والشَّوقِ إليه والأُنسِ بهِ.
5- وبدنٌ مُعطَّلٌ مِن طاعتهِ وخدمتِهِ.
6- ومحبَّةٌ لا تتقيَّدُ بِرضى المحبوبِ وامتثالِ أوامره.
7- ووقتٌ معطَّلٌ عن استدراكٍ فارطٍ أو اغتنام برٍّ وقُرْبَةٍ.
8- وفكرٌ يجولُ فيما لا ينفع.
9- وخِدمةُ من لا تُقَرِّبُكَ خِدمتُه إلى الله ولا تعودُ عليكَ بصلاحِ دُنياكَ.
10- وخوفُكَ ورجاؤُكَ لمن ناصيتُه بيدِ الله وهو أسيرٌ فِي قبضتِهِ ولا يملكُ لنفسِهِ ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً.

وأعظمُ هذه الإضاعات: إضاعتان؛ هُما أصلُ كلِّ إضاعةٍ:
1- إضاعةُ القلبِ.
2- وإضاعةُ الوقتِ.
فإضاعةُ القلبِ من إيثارِ الدُّنيا على الآخرة.
وإضاعةُ الوقت من طولِ الأمل.
فاجتمع الفسادُ كلُّه فِي اتِّباعِ الهوى وطولِ الأمل، والصَّلاحُ كلُّه فِي اتِّباعِ الهدى والاستعدادِ للِّقاءِ. والله المستعان.

* العجبُ ممن تَعرِضُ لهُ حاجةٌ، فَيَصْرِفُ رغبتَهُ وهمَّتَهُ فِيهَا إلى الله ليقضيها له، ولا يَتصدَّى للسُّؤالِ لِحَياةِ قلبِهِ مِنْ مَوتِ الجهلِ والإعراضِ، وشفائِه من داءِ الشَّهواتِ والشُّبهاتِ!!
ولكن إذا ماتَ القلبُ لم يَشعُرْ بمصيبته". انتهى كلام العلامة ابن القيم رحمه الله.

وقد ورد في التحذير من اتباع الهوى، وطول الأمل عدة نصوص، ومما ورد في ذلك قوله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [ص: 26].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لَا يَزَالُ قَلْبُ الْكَبِيرِ شَابًّا فِي اثْنَتَيْنِ : فِي حُبِّ الدُّنْيَا، وَطُولِ الْأَمَلِ" متفق عليه، واللفظ للبخاري.
وثبت عن علي بن أبِي طَالِبٍ رضي الله عنه أنه قال: "إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ، اتِّبَاعُ الْهَوَى، وَطُولُ الْأَمَلِ ، فَأَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ، وَأَمَّا طُولُ الْأَمَلِ فَيُنْسِي الْآخِرَةَ، أَلَا وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَرَحَّلَتْ مُدْبِرَةً، أَلَا وَإِنَّ الْآخِرَةَ قَدْ تَرَحَّلَتْ مُقْبِلَةً، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ، وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلَا حِسَابَ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلَ" رواه ابن أبي شيبة، وابن أبي الدنيا، والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهم.
تنبيه: في مطبوعات كتاب الفوائد: "ولكن إذا مات القلب لم يشعر بمعصيته" والصواب: "بمصيبته" كما في النسخة الخطية لكتاب الفوائد، وفي النسخ المطبوعة-حتى نسخة المجمع- أخطاء عديدة، ويحتاج إلى مزيد خدمة في الضبط والتعليق لما فيه من المُغْلَقات على غالب الطلبة، وأعمل على تحقيقة يسر الله إتمامه بخير.

والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
2 /5 / 1436 هـ


رد مع اقتباس