عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 12-28-2010, 06:21 PM
أبو حمزة مأمون أبو حمزة مأمون غير متواجد حالياً
المشرف المساعد - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 102
شكراً: 3
تم شكره 21 مرة في 15 مشاركة
افتراضي

اقتباس:
أن أهل العلم فرقوا بين من أنكر أسماء الله وصفاته كلية وبين من أنكر بعضا منها, فكلامهم عن الجهمية ليس مثل كلامهم عن الأشاعرة
هذا الكلام يحتاج إلى وقفة وتأمل فمن أنكر صفة واحدة من صفات الله الثابتة بالكتاب والسنة جاحداً لها فإنه يكفر وفرق أهل العلم بين من عطل إلى غير بدل أي أنه لم يكن متأولاً بل أنكر وجحد الأدلة على صفات الله ولم يؤمن بها وبين من عطل إلى بدل وكان متأولاً ولكلامه وتأويله وجه سائغ في اللغة فهذا يعذر ولا يكفر ..
قال أبو حنيفة رحمه الله :(من قال ليس فوق العرش ربٌّ فهو كافرٌ، ومن قال فوق العرش؛ لكن لا أدري أفي السَّماء أم في الأرضِ فهو كافرٌ)
وقال ابن خزيمة: (من لم يقر بأن الله على عرشه فوق سبع سمواته فهو كافر بربه حلال الدم يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه وألقي على بعض المزابل حتى لا يتأذى به المسلمون ولا المعاهدون بنتن رائحة جيفته وكان ماله فيئا ولا يرثه أحد من المسلمين إذ المسلم لا يرث الكافر ولا الكافر يرث المسلم) اجتماع الجيوش الإسلامية ( 1 / 155)
وتأمَّل قول ابن القيّم رحمه الله تعالى في النّونيّة:

وابنُ المبارك قال قولا شافيا *** إنكاره عَلَمٌ على البهتان
قالوا له ما ذاك نعرف ربنا *** حقًّا به لنكون ذا إيمان
فأجاب نعرفه بوصف علُّوه *** فوق السَّماء مباين الأكوان
وبأنَّه سبحانه حقا على الـ *** ـعرش الرَّفيع فجلَّ ذو السلطان
وهو الَّذي قد شجَّع ابن خزيمة *** اذ سَلَّ سيف الحقِّ والعرفان
وقضى بقتل المنكرين علُّوه *** بعد استتابتهم من الكفران

ففرق بين الإنكار للصفة وبين من تأولها وصرفها إلى معنىً آخر لتأوله. والله أعلم
رد مع اقتباس