عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 07-25-2010, 02:28 PM
طالب في معهد البيضـاء العلميـة -وفقه الله-
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 331
شكراً: 21
تم شكره 44 مرة في 37 مشاركة
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
أما بعد:
قال العلامة ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه لطائف المعارف
:وظائف شهر الله المحرم و يشتمل على مجالس :


المجلس الأول في فضل شهر الله المحرم و عشره الأول
خرَّج مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم ، و أفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل .
الكلام على هذا الحديث في فصلين في أفضل التطوع : بالصيام ، و أفضل التطوع : بالقيام .
الفصل الأول : أفضل التطوع بالصيام
و هذا الحديث صريح في أن أفضل ما تطوع به من الصيام بعد رمضان صوم شهر الله المحرم ، و قد يحتمل أن يراد : أنه أفضل شهر تطوع بصيامه كاملاً بعد رمضان . فأما بعض التطوع ببعض شهر فقد يكون أفضل من بعض أيامه كصيام يوم عرفه ، أو عشر ذي الحجة ، أو ستة أيام من شوال و نحو ذلك ، و يشهد لهذا ما خرجه الترمذي من حديث علي أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله ، أخبرني بشهر أصومه بعد شهر رمضان ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن كنت صائماً شهراً بعد رمضان فصم المحرم ، فإنه شهر الله ، و فيه يوم تاب الله فيه على قوم ، و يتوب على آخرين . و في اسناده مقال .[1]
و لكن يقال : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصوم شهر شعبان ، و لم ينقل أنه كان يصوم المحرم إنما كان يصوم عاشوراء . و قوله في آخر سنة : لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع [2]، يدل على أنه كان يصوم التاسع قبل ذلك .
و قد أجاب الناس عن هذا السؤال بأجوبة فيها ضعف ، و الذي ظهر لي و الله أعلم أن التطوع بالصيام نوعان : أحدهما : التطوع المطلق بالصوم فهذا أفضله المحرم كما أن أفضل التطوع المطلق بالصلاة قيام الليل .
والثاني : ما صيامه تبع لصيام رمضان قبله و بعده فهذا ليس من التطوع المطلق بل صيامه تبع لصيام رمضان و هو ملتحق بصيام رمضان ، و لهذا قيل : إن صيام ستة أيام من شهر شوال يلتحق بصيام رمضان ، و يكتب بذلك لمن صامها مع رمضان صيام الدهر فرضا .
وقد روي أن أسامة بن زيد كان يصوم الأشهر الحرم فأمره النبي صلى الله عليه و سلم بصيام شوال ، فترك الأشهر الحرم و صام شوالاً [3]. و سنذكر ذلك في موضعه إن شاء الله تعالى .
فهذا النوع من الصيام ملتحق برمضان و صيامه أفضل التطوع مطلقاً ، فأما التطوع المطلق فأفضله صيام الأشهر الحرم . و قد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه أمر رجلاً أن يصوم الحرم و سنذكره في موضع آخر إن شاء الله تعالى . و أفضل صيام الأشهر الحرم شهر الله المحرم ، و يشهد لهذا أنه صلى الله عليه و سلم قال في هذا الحديث : و أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل[4] ، و مراده بعد المكتوبة : و لو أحقها من سننها الرواتب ، فإن الرواتب قبل الفرائض و بعدها أفضل من قيام الليل عند جمهور العلماء لالتحاقها بالفرائض ، و إنما خالف في ذلك بعض الشافعية . فكذلك الصيام قبل رمضان و بعده ملتحق برمضان و صيامه أفضل من صيام الأشهر الحرم ، و أفضل التطوع المطلق بالصيام صيام المحرم .

يتبع إن شاء الله
[1] -أخرجه الترمذي (3/117 ، رقم 741) ، وعبد الله بن أحمد فى المسند (1/155 ، رقم 1338) ، والبيهقي في شعب الإيمان )3/360 ، رقم 3775) . وأخرجه أيضًا : أحمد (1/155 ، رقم 1334) ، وابن أبى شيبة (2/300 ، رقم 9223) من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه. راجع ضعيف الجامع الصغير{ 1298}.
[2] -أخرجه الإمام أحمد في مسنده ( 1/ 236) . و مسلم في صحيحه (2/797، 798) كتاب الصيام ، حديث رقم (1134) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
[3] -رواه ابن ماجه في سننه (1/555) كتاب الصيام .حديث رقم (1744) .وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه : ( هذا إسناد رجاله ثقات وفيه مقال .... الحديث الذي في سنن ابن ماجه من رواية التيمي عن أسامة لم يسنده إليه فليس بمتصل .ا.هـ . يراجع : مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه (2/78) .
[4] -أخرجه مسلم برقم (1163) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو المقداد ربيع بن علي بن عبد الله الليبي ; 07-25-2010 الساعة 02:32 PM
رد مع اقتباس