عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-09-2014, 07:27 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,369
شكراً: 2
تم شكره 272 مرة في 212 مشاركة
افتراضي الشيخ الألباني: وجدت نفسي لا تطمئن لتصحيح هذا الحديث، وإِن كان معناه يوافق هوى النفس؛ فقد بلغت الخامسة والسبعين!

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن العلماء الأفذاذ الذين استفدت منهم، وكان لهم أثر كبير في حياتي العلمية بداية من عام 1409هـ = 1989م الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، وكم استفدت منه وتعلمت من توجيهاته وآدابه رحمه الله ..

وبينما أقرأ تخريج حديث رقم 5983 من السلسلة الضعيفة وهو ما روي عن أنس رضي الله عنه: (إذا بلغ العبد اَلْأَرْبَعِينَ؛ خفف اَللَّه عنه حسابه، فإذا بلغ الستين؛ رِزْقه اَللَّه الإنابة إليه، فإذا بلغ سبعين؛ أحبه أهل السماء، فإذا بلغ ثمانين سنة؛ ثبت اَللَّه حسناته، ومحا عنه سيئاته، فإذا بلغ تسعين سنة، غفر اَللَّه له ما تقدم من ذنبه وما تَأَخَّرَ، وشفّعَه في أهل بيته، وكتب في أهل اَلسَّمَاء: أسير الله في أرضه) . وقد حكم شيخنا على الحديث بأنه منكر، ونقل كلام العلامة المعلمي رحمه الله: "واعلم أن هذا الخبر يتضمن معذرة وفضيلة للمسنين، وإن كانوا مفرطين أو مسرفين على أنفسهم، فمن ثم أولع به الناس، يحتاج إليه الرجل ليعتذر عن نفسه، أو عمن يتقرب إليه، فإما أن يقويه، وإما أن يركب له إِسْنَادًا جَدِيدًا، أو يلقنه من يقبل التلقين، أو يدخله على غير ضابط من الصادقين، أو يدلسه عن الكذابين، أو على الأقل يرويه عنهم، سَاكِتًا عن بيان حاله. . . ".

ثم قال شيخنا الألباني رحمه الله: " ثم أطال النفس جِدًّا، في تلخيص الكلام على تلك الطرق، والكشف عن عللها، وضعف رواتها، فراجعه، فإنه نفيس جِدًّا (ص 482 - 486) .
ولذلك؛ وجدت نفسي لا تطمئن لتصحيح هذا الحديث، وَإِنْ كان معناه يوافق هوى النفس؛ فقد بلغت الخامسة والسبعين! أضف إلى ذلك أنه لا يلتقي مع قوله صلى الله عليه وسلم: " أعذر الله إلى امرئ أُخِّرَ أجله حتى بلغ ستين سنة".


رواه البخاري وغيره. وهو مخرج مع بعض شواهده في " الصحيحة " برقم (1089) . قال الحافظ في " الفتح " (10 / 240) :
" الإعذار: إزالة العذر. والمعنى: أنه لم يبق له اعتذار، كأن يقول: لو مد لي في الأجل لفعلت ما أمرت به. يقال: أعذر إليه؛ إذا بلغه أقصى الغاية في العذر ومكنه منه. وإذا لم يكن له عذر في ترك الطاعة مع تمكنه منها بالعمر الذي حصل له؛ فلا ينبغي له حينئذ إلا الاستغفار والطاعة، والإقبال على الآخرة بالكلية " انتهى كلام الشيخ رحمه الله.

فرحم الله هذا الإمام الجبل الأشم ، وغفر له، وأسكنه الفردوس..

وحفظ الله علماء السنة الأحياء وأبقاهم ذخرا للإسلام والمسلمين..

وأخزى الله الخوارج من الحدادية والإخوانيين الطاعنين في شيخنا، والمتهمينه زورا وبهتانا بالإرجاء، وهم في الحقيقة على خارجيتهم يقعون في مذهب غلاة المرجئة، ويستحلون الكذب والفجور على أئمة الإسلام انتقاما لأنفسهم، ويوهمون أنفسهم بأنهم مأجورون على كذبهم وفجورهم وفسادهم ..

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي

14/ 11/ 1435 هـ
رد مع اقتباس