[أسامة بن عطايا العتيبي]

هل صح حديث : (سافروا تربحوا، وصوموا تصحوا، واغزوا تغنموا)

السؤال:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يا شيخنا ما صحة حديث "سافروا تربحوا وصوموا تصحوا واغزوا تغنموا"؟

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
فلم أقف على هذا الحديث باللفظ الوارد في السؤال سوى عند ابن كثير في تفسيره حيث عزاه لمسند الإمام أحمد وذكره بسنده ومتنه، وتبعه على هذا العزو السخاوي في المقاصد الحسنة وغيره.
ولكن الموجود في مسند الإمام أحمد، وكذلك في إطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي هو بلفظ: (سافروا تصحوا، واغزوا تستغنوا)، ورواه ابن المقري في الأربعين في الجهاد والمجاهدين من طريق الإمام أحمد في مسنده باللفظ الموجود في المسند، وليس باللفظ الذي ذكره الحافظ ابن كثير مما يؤكد أنه وهم في ذكر لفظه.
وعليه فالحديث لا أصل له باللفظ الوارد في السؤال.
لكنه وارد باللفظ الذي في المسند.
وحديث: (سافروا تصحوا) ورد من حديث أبي هريرة، ومن حديث ابن عمر، ومن حديث ابن عباس ومن مرسل زيد بن أسلم. انظر تخريجها في سلسلة الأحاديث الصحيحة(رقم٣٣٥٢)، وسلسلة الأحاديث الضعيفة(رقم٢٥٣، ٢٥٤، ٢٥٥، ٣٤٨٠).
وكلها ضعيفة واهية منكرة لا تصلح للشواهد، إلا الطريق الذي رواه الإمام أحمد في المسند فإنه أقواها لكونه من طريق قتيبة عن ابن لهيعة عن دراج عن ابن حجيرة عن أبي هُريرة رضي الله عنه به مرفوعا.
ورواية قتيبة عن ابن لهيعة قوية جيدة، ورواية دراج عن ابن حجيرة جيدة كذلك.
فهو إسناد حسن عند جمع من العلماء، وضعيف عند آخرين.
فالقول بتحسين الحديث بلفظ: (سافروا تصحوا، واغزوا تستغنوا) قول قوي معتبر، وهو الذي يظهر لي، وهو الذي رجحه شيخنا الإمام الألباني رحمه الله.
أما حديث: (سافروا تغنموا)، أو (سافروا تَسلموا)، (سافروا ترزقوا)، أو (سافروا تُقيَّموا)، أو (سافروا تربحوا)، أو (صوموا تصحوا) ، أو (حجوا تستغنوا) فكلها ألفاظ غير ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
٥/ ٨/ ١٤٣٦هـ