عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-18-2011, 08:56 PM
أبوأنس بن سلة بشير أبوأنس بن سلة بشير غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 71
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 4 مشاركة
افتراضي الحرص على اجتماع الكلمة بين أهل السنة والجماعة

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه ومن اتبعه بإحسان إلي يوم الدين
أما بعد :
فإن الله تعالى جل في علاه بعث نبيه وصفيه محمدا صلى الله عليه وسلم بشيرا ونذيرا ورحمة للعالمين فقد أدى الأمانة وبلغ البلاغ المبين وأقام الحجة وأكمل الدين وبعثه عليه الصلاة والسلام ميسرا غير معسر ، مبشرا غير منفر ـ بأبي هو وأمي ـ وكان عليه الصلاة والسلام مفتاحا للخير مغلاقا للشر لا يتكلم إلا ما كان فيه الصلاح للأمة والخير وما يحقق لهم مصالح الدنيا والآخرة، ويدل لذلك أن أول عمل قام به لما هاجر إلى المدينة أنه آخى بين المهاجرين والانصار، وهذا لتعليم الناس أنه لن تقوم دعوة بدون مآخاة وما يجمع كلمتهم ويوحد صفهم ويقوي شوكتهم ويحقق لهم الأمن والأمان والعز والتمكين، وعلى هذا الهدي والنهج سار أصحابه الكرام البررة رضي الله عنهم ومن بعدهم أهل الحديث والأثر والجماعة إلى يومنا هذا، والحمد لله على هذا أدركنا أئمتنا شيخ الإسلام ابن باز والمحدث الفقيه الإمام ناصر الدين الألباني والإمام الفقيه المحقق المدقق ابن عثيمين والمجدد المحدث مقبل بن هادي الوادعي والعلامة المحدث يحي النجمي و العلامة الفقيه صالح الفوزان والمحدث العلامة عبدالمحسن العباد والمحدث العلامة ربيع بن هادي المدخلي رحم الله الأموات وحفظ الأحياء وغيرهم من أئمة الدين والسنة .
نعم ولا يتم هذا النهج والهدي ويتحقق ويبقى ويدوم في صفوف الشباب إلا بالالتفاف حول العلماء والإصغاء إليهم وعدم التقدم بين أيديهم وأن لا نحكم إلا بما حكموا ولا نقول إلا بما قالوا، فالكلمة كلمتهم والحكم حكمهم والبركة والخير في الإقتداء بهم والسير على سيرهم ومنوالهم، وأن يكون الأخذ والتلقي منهم وعنهم كما قال ابن مسعود رضي الله عنه " لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم فإذا أخذوه عن أصاغرهم وشرارهم هلكوا"اهـ
فإذا كان هذا الأمر بهذه الأهمية ولا بد، فلماذا التسرع والتقدم بين أيديهم في إصدار الأحكام والتكلم بما لم يتكلموا به، فالعلماء هم قدوتنا وأسوتنا والدليل الموصل إلى جنة ربنا وهم مرجعنا فيما يستحدث من النوازل والفتن في الأمة، وخاصة فيما هو واقع بين أهل السنة من الخلاف، وهذا ليس ببدع من الأمر أن يكون الخلاف بين أهل السنة وليد اليوم ، والحمد لله إذا رجع طالب العلم السني الذكي الحصيف الموفق إلى كتب السير والتراجم يجد من مثل هذا القبيل الكثير ، فما ترك السلف للخلف شيء، وما علينا في هذا المقام إلا أن نمتثل قول الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنه إذ قال: " اتبعوا و لا تبتدعوا فقد كفيتم ، عليكم بالأمر العتيق " .
نعم الشأن كل الشأن كيف يتعامل طالب العلم السني السلفي العاقل الرزين المريد الصلاح والفلاح والنجاة في الدنيا والآخرة مع ما يستجد من الفتن وما هو موقفه؟ وماذا عليه في هذا المقام ؟ وأي عبادة مأمور بها في هذه الحالة الراهنة؟وما هو الواجب عليه ؟وبأي علم يعمل ؟وماذا يقدم وماذا يؤخر؟ وأي مصلحة أولى ؟وأي كلام أنفع ؟
وأولا وقبل كل شيء أن يكون ذو علم واطلاع واسع بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة وما كان عليه من الأخلاق والآداب الرفيعة السامية في هذه القضايا المهمة الكبيرة العظيمة.
وجماع الخير والصلاح وما هو فيه أن يكون عمله لله وعلى مرضاته ونهج نبيه صلى الله عليه وسلم مقتفيا أثر السلف الصالح محاسبا نفسه فيما يقول ويفعل، وخاصة كما قلنا في هذه القضايا العظيمة التي يستصعب على فحول الرجال وأئمة الإسلام حلها وكيفية معالجتها وما هي أنفع الطرق والوسائل لدفعها أو رفعها ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله في (إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان ص81):
ومحاسبة النفس نوعان: نوع قبل العمل، ونوع بعده.
فأما النوع الأول: فهو أن يقف عند أول همه وإرادته، ولا يبادر بالعمل حتى يتبين له رجحانه على تركه.
قال الحسن رحمه الله: رحم الله عبدا وقف عند همه، فإن كان لله مضى، وإن كان لغيره تأخر.
وشرح هذا بعضهم فقال: إذا تحركت النفس لعمل من الأعمال وهم به العبد، وقف أولا ونظر: هل ذلك العمل مقدور له أو غير مقدور ولا مستطاع؟ فإن لم يكن مقدورا لم يقدم عليه، وإن كان مقدورا وقف وقفة أخرى ونظر: هل فعله خير له من تركه، أو تركه خير له من فعله؟ فإن كان الثاني تركه ولم يقدم عليه، وإن كان الأول وقف وقفة ثالثة ونظر: هل الباعث عليه إرادة وجه الله عز وجل وثوابه أو إرادة الجاه والثناء والمال من المخلوق؟ فإن كان الثاني لم يقدم، وإن أفضى به إلى مطلوبه، لئلا تعتاد النفس الشرك. ويخف عليها العمل لغير الله، فبقدر ما يخف عليها ذلك يثقل عليها العمل لله تعالى، حتى يصير أثقل شىء عليها، وإن كان الأول وقف وقفة أخرى ونظر هل هو معان عليه، وله أعوان يساعدونه وينصرونه إذا كان العمل محتاجا إلى ذلك أم لا؟ فإن لم يكن له أعوان أمسك عنه، كما أمسك النبي صلى الله عليه وسلم عن الجهاد بمكة حتى صار له شوكة وأنصار، وإن وجده معانا عليه فليقدم عليه فإنه منصور، ولا يفوت النجاح إلا من فوت خصلة من هذه الخصال، وإلا فمع اجتماعها لا يفوته النجاح.
فهذه أربعة مقامات يحتاج إلى محاسبة نفسه عليها قبل الفعل، فما كل ما يريد العبد فعله يكون مقدورا له، ولا كل ما يكون مقدورا له يكون فعله خيرا له من تركه، ولا كل ما يكون فعله خيرا له من تركه يفعله لله، ولا كل ما يفعله لله يكون معانا عليه، فإذا حاسب نفسه على ذلك تبين له ما يقدم عليه، وما يحجم عنه.
فصل
النوع الثانى: محاسبة النفس بعد العمل، وهو ثلاثة أنواع:
أحدها: محاسبتها على طاعة قصرت فيها من حق الله تعالى، فلم توقعها على الوجه الذى ينبغي.
وحق الله تعالى فى الطاعة ستة أمور قد تقدمت، وهى: الإخلاص فى العمل، والنصيحة لله فيه، ومتابعة الرسول فيه، وشهود مشهد الإحسان فيه، وشهود منة الله عليه فيه، وشهود تقصيره فيه بعد ذلك كله.
فيحاسب نفسه: هل وَفَّى هذه المقامات حقها؟ وهل أتى بها فى هذه الطاعة؟.
الثاني: أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خيرا له من فعله.
الثالث: أن يحاسب نفسه على أمر مباح، أو معتاد: لم فعله؟ وهل أراد به الله والدار الآخرة؟ فيكون رابحا، أو أراد به الدنيا وعاجلها، فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به.
فصل
وأضر ما عليه الإهمال، وترك المحاسبة والاسترسال، وتسهيل الأمور وتمشيتها، فإن هذا يؤول به إلى الهلاك، وهذه حال أهل الغرور: يغمض عينيه عن العواقب، ويمُشِّى الحال، ويتكل على العفو، فيهمل محاسبة نفسه والنظر فى العاقبة. وإذا فعل ذلك سهل عليه مواقعة الذنوب، وأنس بها، وعسر عليها فطامها، ولو حضره رشده لعلم أن الحمية أسهل من الفطام وترك المألوف والمعتاد.
قال ابن أبى الدنيا: حدثني رجل من قريش، ذكر أنه من ولد طلحة بن عبيد الله قال: "كان توبة بن الصمة بالرقة، وكان محاسبا لنفسه، فحسب يوما، فإذا هو ابن ستين سنة، فحسب أيامها، فإذا هى أحد وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم، فصرخ، وقال: يا ويلتى، ألقى ربي بأحد وعشرين ألف ذنب؟ كيف وفى كل يوم آلاف من الذنوب؟. ثم خرج مغشيا عليه، فإذا هو ميت، فسمعوا قائلا يقول: "يا لك ركضة إلى الفردوس الأعلى"".
وجماع ذلك: أن يحاسب نفسه أولا على الفرائض، فإن تذكر فيها نقصا تداركه، إما بقضاء أو إصلاح. ثم يحاسبها على المناهي، فإن عرف أنه ارتكب منها شيئا تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية. ثم يحاسب نفسه على الغفلة، فإن كان قد غفل عما خلق له تداركه بالذكر والإقبال على الله تعالى. ثم يحاسبها بما تكلم به، أو مشت إليه رجلاه، أو بطشت يداه، أو سمعته أذناه: ماذا أرادت بهذا؟ ولم فعلته؟ وعلى أي وجه فعلته؟ ويعلم أنه لابد أن ينشر لكل حركة وكلمة منه ديوانان: ديوان لم فعلته؟ وكيف فعلته؟ فالأول سؤال عن الإخلاص، والثانى سؤال عن المتابعة، وقال تعالى:
{فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمعِينَ عَمَّا كَانُوا يعْمَلُونَ} [الحجر: 92 - 93] وقال تعالى {فَلَنَسْئَلَنَّ الّذِينَ أُرْسِلَ إلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ المُرْسَلِينَ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبينَ} [الأعراف: 6 - 7] وقال تعالى {لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهمْ} [الأحزاب: 8] .
فإذا سئل الصادقون وحوسبوا على صدقهم فما الظن بالكاذبين؟.
قال مقاتل: "يقول تعالى: أخذنا ميثاقهم لكي يسأل الله الصادقين، يعني النبيين، عن تبليغ الرسالة". وقال مجاهد: "يسأل المبلغين المؤدين عن الرسل، يعني: هل بلغوا عنهم كما يسأل الرسل، هل بلغوا عن الله تعالى؟ ".
والتحقيق: أن الآية تتناول هذا وهذا، فالصادقون هم الرسل، والمبلغون عنهم، فيسأل الرسل عن تبليغ رسالاته ويسأل المبلغين عنهم عن تبليغ ما بلغتهم الرسل، ثم يسأل الذين بلغتهم الرسالة ماذا أجابوا المرسلين، كما قال تعالى:
{وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذا أَجَبْتُمُ المُرْسَلِينَ} [القصص: 65] .
قال قتادة: كلمتان يسأل عنهما الأولون والآخرون: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟ فيسأل عن المعبود وعن العبادة.
وقال تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8] .
قال محمد بن جرير: يقول الله تعالى: ثم ليسألنكم الله عز وجل عن النعيم الذي كنتم فيه فى الدنيا: ماذا عملتم فيه؟ من أين دخلتم إليه؟ وفيم أصبتموه؟ وماذا عملتم به؟.
وقال قتادة: "إن الله سائل كل عبد عما استودعه من نعمته وحقه".
والنعيم المسئول عنه نوعان: نوع أخذ من حله وصرف فى حقه، فيسأل عن شكره. ونوع أخذ بغير حله وصرف فى غير حقه، فيسأل عن مستخرجه ومصرفه.
فإذا كان العبد مسئولا ومحاسبا على كل شىء، حتى على سمعه وبصره وقلبه، كما قال تعالى:
{إنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا} [الإسراء: 36] .
فهو حقيق أن يحاسب نفسه قبل أن يناقش الحساب.
وقد دل على وجوب محاسبة النفس قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: 18] .
يقول تعالى: لينظر أحدكم ما قدم ليوم القيامة من الأعمال: أمن الصالحات التى تنجيه، أم من السيئات التى توبقه؟
قال قتادة: "ما زال ربكم يقرب الساعة حتى جعلها كغد".
والمقصود أن صلاح القلب بمحاسبة النفس، وفساده بإهمالها والاسترسال معها.)) انتهى
وعليه يا أخوة أذكر نفسي وإياكم على أن يخلو أحدنا بنفسه ويحاسبها على الكبيرة والصغيرة وليعلم العلم اليقيني أنه موقوف بين يدي ربه ليس بينه وبين ربه عز وجل ترجمان وأنه سائله عما يقول وفيما هو خائض فيه ، مع أن يا أخوة المسألة والقضية ـ لأن هذه النصيحة موجهة لمن يخوض في مسائل الجرح والتعديل التي هي بين أهل السنة والجماعة ـ التي أنتم فيها تخوضون ليست موكلة إليكم مستوجبة عليكم ولا من فرضكم لأن أمرها قد تكفل به أئمتنا وتكلموا فيها ووضحوا وبينوا ما هو الواجب علينا فيها؟ ، فلماذا يا أخوة هذا التكلف، فهل تظنون أننا نحن الشباب أغير على الدعوة وأهلها من علمائنا ؟! أو تظنون بأن علماءنا ليس لهم إطلاع بما يحدث وما هو جاري ؟! ومن هو المحق والمصيب في الخلافات الواقعة ؟!
فإذا ظننتم هذا الظن وسبقتموهم في إصدار الأحكام والتقدم بين أيديهم فقد حكمتم عليهم من حيث لا تشعرون بأنهم غائبين عن الواقع وأنهم يتكلمون في القضايا والنوازل عن غير دراية وأنهم لا يفقهون الواقع وهذه هي شبهة الإخوانية القطبية، فهذا هو حالكم الفعلي وإن لم يكن من قولكم وحاشاكم من ذلك ولا نتهم إخواننا من أهل السنة بهذه العظائم ولكن هذا مني تذكيرا وتنبيها، أما أئمتنا فحاشاهم من هذا فهم أهل القضاء والحكم والرواية والدراية.
ولهذا يا أخوة دعوا الأمور المستصعبة أن يكون الحكم فيها لأئمتنا، واحترموا من يحترم أئمتنا وإن كان الواحد منا قد يرجح ما عليه الدليل في إصابة شخص وخطأ آخر، وكل واحد يرى أن فلانا محق وأخر مخطئ على ما بلغه من العلم والأدلة ، لكن الكلام في الشخص علنا لا يكون إلا بعد كلام أهل العلم المعتبرين،.
واعلموا رحمكم الله ورعاكم أن هناك من العلم واجب تبليغه ويأثم من كتمه، وهناك من العلم إذا نشر يكون سبب لفتنة وتمزق الأمة وتفريق جماعة المسلمين وخاصة أهل السنة والجماعة، فحافظوا بارك الله فيكم على هذا الحياض والأصل المتين الذي لا قوام لديننا ودنيانا إلا به فلا تكونوا أنتم سبب الفتنة والخلاف العارم
ياإخوة أين مصلحة الدعوة؟ وأين البحث عن الاجتماع والائتلاف؟ أبمجرد مايتكلم علينا أحدا علنا نرد عليه برد يشبه الطعن فيه ثم تبدأ الصراعات؟ أهكذا تجتمع الكلمة؟ أهكذا ننبذ الفرقة؟ أهذه سلفية الألباني وابن باز؟ أبمجرد ما يتكلم شيخ سني في شيخ سني نقيم الدنيا ونقعدها ونعقد عليه الولاء والبراء فيما حدث بينهما من كلام فالمشايخ مثل الألباني والتويجري وحماد الأنصاري كانوا يتناطحون بينهم تناطح الجبال والطلبة يحضرون الدروس وما يتكلم أحد لا في هذا ولا في ذاك، وكانت الدعوة السلفية في قمة قوتها وكانت في تطور وانتشار واسع، فلما ظهرت النعرات التي تستهدف المشايخ بالدرجة الأولى تقهقرت الدعوة ورجعت إلى الوراء وهاهو ينهدم مابناه وتعب عليه المشايخ والله المستعان.
بعد هذا يا أخوة ينبغي نحن معشر أهل السنة والأثر والجماعة أن يكون كلامنا موزون علمي رزين على سمت وهدي علماء الأمة وأن يكون محققا مدققا بأدلته وحقائقه، وإذا كان هناك نقدا لأي كان يكون نقدا علميا بحججه وبراهينه وأدلته القوية المتينة المستمدة من الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة ويكون هذا النقد باللين والرفق مصحوب بالدعاء في السر راجيا من المخطئ أن يتوب وينوب إلى ربه معززا مكرما، لاأن يكون هذا الرد كما نرى في بعض المنتديات السلفية مليء بالسب والشتم والطعن والاستهزاء والسخرية ولا حرمة ولا ذمة لهذا العبد المسلم وحرمة العبد المسلم عند الله كريمة عظيمة فانتبهوا لهذا بارك الله فيكم ،ما رأينا والله في ردود علمائنا على دعاة الإلحاد والنصارى هذا؟ فكيف بأهل الإسلام وأكبر من هذا إذا كان هذا الرد موجها إلى شيخ من مشايخ السنة له كرامته وقدره وحرمته عند قومه وعلماء الأمة، فوالله إن هذا الشيء لعجب عجاب.
بالله عليكم انظروا إلى ردود شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله كم هي؟ وعلى من يرد؟ ومن واجه؟ هل تجدون مثل هذه المهاترات والسخرية، وأيضا ردود تلميذه ابن القيم رحمه الله، وردود شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب وتلاميذه رحمهم الله، ولا ننسى شيخنا المجاهد ربيع بن هادي حفظه الله، كتبه كلها ردود، هل تجدون مثل هذه المهاترات والسباب؟ أم تجدون العلم الحي، كما قال هو رفع الله قدره (( إن علم الردود علم حي )) .
فمن نقب وفحص كتب ردود العلماء يجد فيها علم في العقيدة والحديث والفقه والتفسير واللغة والسيرة والأخلاق، وزد وزد، ولهذا تجد أخشى الناس وأتقاهم وأعبدهم لله من كان في هذا الميدان، فانظروا بارك الله فيكم في سير السلف جهابذة الحديث ترى العجب العجاب من هذا، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والله الموفق أهل السنة لم فيه صلاحهم وفلاحهم في الدنيا والأخرة

التعديل الأخير تم بواسطة أبوأنس بن سلة بشير ; 03-18-2011 الساعة 09:27 PM
رد مع اقتباس