عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-28-2012, 12:35 PM
بلال الجيجلي بلال الجيجلي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: الجزائر- ولاية جيجل - حرسها الله من كل سوء-
المشاركات: 941
شكراً: 13
تم شكره 43 مرة في 40 مشاركة
افتراضي إيناس البحَّاثة بأقوال العلماء في استحباب الدعاء بعد الانتهاء من صلاة الفريضة للشيخ عبد القادر الجنيد -حفظه الله-

إيناس البحَّاثة بأقوال العلماء في استحباب الدعاء بعد الانتهاء من صلاة الفريضة


الحمد لله رب كل شيء ومليكه، والصلاة والسلام على عبده ورسوله النبي الأمي محمد بن عبد الله المنيب الأواه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه ومن والاه.
أما بعد، أيها الأخ الأريب النبيه - زادك الله فقهاً في دينه وشرعه -:
فهذا مبحث لطيف عزيز حول: "دعاء الله - عز وجل - عقب الانتهاء من صلاة الفريضة"، وما لأهل العلم من فقهاء ومحدثين من كلام في استحبابه، وقد وسمته بهذه العنونة:
" إيناس البحَّاثة بأقوال العلماء في استحباب الدعاء بعد الانتهاء من صلاة الفريضة ".
عسى الله تعالى أن ينفع به طالب علم وهدى، ويجمع له به شتات ما علق في ذهنه عن هذه المسألة في أثناء طلب العلم ومذاكرته وقراءة كتب أهله، إن ربي سميع الدعاء.
وسوف يكون الكلام عن هذا الموضوع في عشر وقفات تأتي بإذن الله على جميع ما يتعلق به، وتسهيلاً وتيسيراً لي ولأخي القارئ اللبيب - لا زال من الله في تسديد -.
فأقول مستعيناً بالله القدير الكريم ربي - عز وجل -:

الوقفة الأولى / عن الاتفاق المنقول على استحباب الدعاء عقب الانتهاء من صلاة الفريضة.

قال العلامة أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي الشافعي - رحمه الله - في كتابه "المجموع"(3/ 465):
اتفق الشافعي والأصحاب وغيرهم - رحمهم الله - على أنه يستحب ذكر الله تعالى بعد السلام، ويستحب ذلك للإمام والمأموم والمنفرد والرجل والمرأة والمسافر وغيره، ويستحب أن يدعو أيضاً بعد السلام بالاتفاق، وجاءت في هذه المواضع أحاديث كثيرة صحيحة في الذكر والدعاء قد جمعتها في كتاب "الأذكار"، منها: عن أبي أمامة -رضي الله عنه - ...اهـ
وقال الحافظ ابن رجب البغدادي الحنبلي - رحمه الله - في كتابه "فتح الباري"(5/ 254):
واستحب أيضاً أصحابنا وأصحاب الشافعي الدعاء عقب الصلوات، وذكره بعض الشافعية اتفاقاً.اهـ
وقال العلامة عبد الرحمن بن قاسم العاصمي النجدي الحنبلي - رحمه الله - في كتابه "الإحكام شرح أصول الأحكام"(1/ 241):
فصل في الذكر بعدها
أي: في الدعاء والذكر المشروع بعد الصلاة، وقد أجمع العلماء على استحبابه بعدها.اهـ
ومن باب الزيادة:
فقد قال العلامة السلفي الشهير سليمان بن سحمان - رحمه الله - كما في "الدرر السنية في الأجوبة النجدية"(4/ 317):
وأما الدعاء بعد المكتوبة، فإن كان بالألفاظ الواردة في الأحاديث الصحيحة من الأذكار، من غير رفع اليدين، كما ورد في "الصحيحين" وغيرهما من الكتب، فالشيخ محمد بن عبد الوهاب لا يمنعه، ولا أحد من أتباعه، ولا أحد من أهل الحديث.اهـ
وجاء في كتاب "مواهب الجليل في شرح مختصر خليل"(2/126-127) لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الطرابلسي المغربي، المعروف بالحطاب الرُّعيني المالكي - رحمه الله -:
ولا خلاف في مشروعية الدعاء خلف الصلاة، فقد قال - عليه الصلاة والسلام -: (( أَسْمَعُ الدُّعَاءِ جَوْفُ اللَّيْلِ، وَأدْبَارُ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ )).اهـ

الوقفة الثانية / عن النقول الواردة عن الأئمة والعلماء في استحباب الدعاء بعد الانتهاء من صلاة الفريضة أو فعلهم له أو إشارتهم إلى مشروعيته.

ودونكم من وقفت على كلامه منهم، ومواضعه ومخرجه.
1- الإمام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رحمه الله - والملقب بالصادق.
إذ قال الحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي - رحمه الله - في كتابه "فتح الباري"(5/ 138 عند رقم:6329و6330):
وأخرج الطبري من رواية جعفر بن محمد الصادق قال: (( الدُّعَاءُ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ أَفْضَلُ مِنَ الدُّعَاءِ بَعْدَ النَّافِلَةِ كَفَضْلِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى النَّافِلَةِ )).اهـ
2- التابعي الجليل قتادة بن دعامة السدوسي -رحمه الله -.
فقد قال عبد الرزاق الصنعاني - رحمه الله - في "مصنفه"(3645): عن معمرٍ عن قتادة في قوله تعالى: { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} قال: (( إِذَا فَرَغْتَ مِنْ صَلَاتِكَ فَانْصَبْ فِي الدُّعَاءِ )).وإسناده صحيح.
وقال الحافظ ابن جرير الطبري - رحمه الله - في "تفسيره"(24/498): حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة قوله: { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ } قال: (( أمره إذا فرغ من صلاته أن يبالغ في دعائه )). وإسناده حسن أو صحيح.
وقال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد - رحمه الله - في كتابه "تصحيح الدعاء"(ص:430):
المطلب الأول: الأذكار المشروعة بعد الصلاة...
ثم بعد الذكر يشرع في الأدعية التي دَلَّ عليها مجمل قول الله تعالى: { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ }، قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: (( فإذا فرغت من صلاتك فانصب - أي: بالغ في الدعاء - وسله حاجتك )) كما في تفسير ابن كثير والقرطبي وغيرهما، ونحوه عن مجاهد وقتادة والضحاك والكلبي ومقاتل.اهـ
3- الإمام محمد بن إدريس الشافعي القرشي -رحمه الله -.
إذ قال في كتابه "الأم"(1/ 243): وأستحب للمصلى منفرداً وللمأموم أن يطيل الذكر بعد الصلاة، ويكثر الدعاء رجاء الإجابة بعد المكتوبة.اهـ
4- الإمام أحمد بن محمد بن حنبل - رحمه الله -.
إذ قال الحافظ ابن رجب البغدادي الحنبلي - رحمه الله - في كتابه "فتح الباري"(5/ 255رقم:844): و المنقول عن الإمام أحمد أنه كان يجهر ببعض الذكر عقب الصلاة، ثم يسر بالباقي، ويعقد التسبيح والتكبير والتحميد سراً، ويدعو سراً.اهـ
وقال أيضاً (5/ 236 رقم:841-842):
وقال القاضي أبو يعلى في "الجامع الكبير": ظاهر كلام أحمد: أنه يسن للإمام الجهر بالذكر والدعاء عقب الصلوات بحيث يسمع المأموم، ولا يزيد على ذلك.
وذكر عن أحمد نصوصاً تدل على أنه كان يجهر ببعص الذكر، ويسر الدعاء، وهذا هو الأظهر.اهـ
5- الإمام محمد بن إسماعيل البخاري - رحمه الله -.
إذ بوب في "صحيحه"(عند حديث رقم: 6329) هذا التبويب:
" باب الدعاء بعد الصلاة ".
وقال بدر الدين العيني الحنفي - رحمه الله - في كتابه "عمدة القاري شرح صحيح البخاري"(22/293): أَي: هذا باب في بيان الدعاء بعد الصلاة المكتوبة.اهـ
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي -رحمه الله - في كتابه "فتح الباري"(11/ 137رقم:6329و6330): أي: المكتوبة، وفي هذه الترجمة رَدٌّ على من زعم أن الدعاء بعد الصلاة لا يُشرع.اهـ
وقد كان الباب الذي قبله هو: " باب الدعاء في الصلاة ".
وقال العلامة محمد علي آدم الإتيوبي - سلمه الله - في "شرح سنن النسائي"(15/382 رقم:1347):
وهذه الدعوات وإن كانت محتملة لأن تكون قبل السلام، لكن الظاهر كونها بعد السلام، كما هو رأي المصنف - رحمه الله تعالى -، فإنه أوردها لذلك، وقد تبع في هذا الإمام البخاري - رحمه الله تعالى - حيث إنه عقد في "صحيحه" في كتاب "الدعوات" باباً للدعاء في الصلاة، وباباً للدعاء بعد الصلاة.اهـ
وقال أيضاً (15/ 385رقم:1347): والحاصل أن الذكر والدعاء بعد السلام من الصلاة مشروع، كما هو مذهب البخاري والنسائي.اهـ
وقال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد -رحمه الله- في كتابه "تصحيح الدعاء"(ص:430): ولذا عقد البخاري في "صحيحه" هذه الترجمة: " باب الدعاء بعد الصلاة "، وقفاه أهل السنن على ذلك، مثل النسائي وأبي داود وابن خزيمة وغيرهم.اهـ
6- الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث السِّجِستاني -رحمه الله -.
إذ بوب في "سننه"( 1505- 1513) هذا التبويب: " باب ما يقول الرجل إذا سلم ". ثم ذكر تحته جملة من الأدعية التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقولها بعد السلام.
7- الإمام محمد بن عيسى بن سَوْرة الترمذي -رحمه الله -.
إذ بوب في "سننه"( 3567) هذا التبويب: " باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وتعوذه في دبر الصلاة ".
وذكر تحته حديث مصعب بن سعد وعمرو بن ميمون، قالا: (( كَانَ سَعْدٌ يُعَلِّمُ بَنِيهِ هَؤُلَاءِ الكَلِمَاتِ كَمَا يُعَلِّمُ المُكَتِّبُ الغِلْمَانَ وَيَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَتَعَوَّذُ بِهِنَّ دُبُرَ الصَّلَاةِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَرْذَلِ العُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَعَذَابِ القَبْرِ )).
8- الإمام أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي - رحمه الله -.
إذ بوب في "السنن الصغرى"(1346و1347و1348) هذه التبويبات الثلاثة:
1- " نوع آخر من الذكر والدعاء بعد التسليم ".
2- ثم ألحقه بهذا: " نوع آخر من الدعاء عند الانصراف من الصلاة ".
3- ثم ثلث بهذا: " باب التعوذ في دبر الصلاة ".
وقال العلامة محمد علي آدم الإتيوبي - سلمه الله - في "شرح سنن النسائي"(15/ 382رقم:1347):
اعلم أنه عقد المصنف - رحمه الله تعالى - أبواباً كثيرة لبيان الأحاديث التي تدل على مشروعية الدعاء دبر الصلاة، وأورد فيها أحاديث كثيرة مشتملة على دعوات كثيرة تقرأ عقب الصلاة، وإن كان بعضها مكرراً، وهذه الدعوات وإن كانت محتملة لأن تكون قبل السلام، لكن الظاهر كونها بعد السلام، كما هو رأي المصنف - رحمه الله تعالى -، فإنه أوردها لذلك، وقد تبع في هذا الإمام البخاري - رحمه الله تعالى - حيث إنه عقد في "صحيحه" في كتاب "الدعوات" باباً للدعاء في الصلاة، وباباً للدعاء بعد الصلاة.اهـ
9- الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة -رحمه الله -.
إذ بوب في "صحيحه"(1/ 366-367و369رقم:743-747و751) هذه التبويبات الثلاثة:
1- " باب جامع الدعاء بعد السلام في دبر الصلاة ".
2- " باب التعوذ بعد السلام من الصلاة ".
3- " باب الأمر بمسألة الرب عز وجل في دبر الصلوات المعونة على ذكره وشكره وحسن عبادته والوصية بذلك ".
ثم ذكر تحتها جملة من الأدعية التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقولها بعد السلام.
10- الحافظ أبو بكر ابن المنذر النيسابوري - رحمه الله -.
إذ بوب في كتابه "الأوسط"(3/ 400-402) هذا التبويب: " ذكر جامع الدعاء بعد التسليم ".
ونقل تحته أدعية ثلاثة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقولها إذا فرغ من صلاته.
11- الحافظ أبو حاتم ابن حبان البُستي - رحمه الله -.
إذ بوب في "صحيحه"(2021 و 2025) هذين التبويبين:
1- " ذكر الأمر بسؤال العبد ربه - جل وعلا - أن يعينه على ذكره وشكره وعبادته في عقب الصلاة ".
2- " ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله - جل وعلا - في عقيب الصلاة التفضل عليه بمغفرة ما تقدم من ذنبه ".
12- الإمام الحسين بن مسعود البغوي - رحمه الله -.
إذ بوب في كتابه "شرح السنة"(3/ 223و230) هذا التبويب:
" باب الذكر بعد الصلاة ".
وضمنه جملة من الأذكار مع هذا الدعاء: (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَرْذَلِ الْعُمْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَعَذَابِ الْقَبْرِ )).
13- الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي الجماعيلي - رحمه الله -.
إذ بوب في كتابه "الترغيب في الدعاء"(ص:131رقم:80-87) هذا التبويب: " باب في الدعاء عقيب الصلوات ".ثم ذكر تحته جملة من الأدعية التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقولها بعد السلام.
14- الإمام موفق الدين ابن قدامة المقدسي الحنبلي - رحمه الله -.
إذ قال في كتابه "المغني"(2/ 251): فصل: ويستحب ذكر الله تعالى، والدعاء عقيب صلاته، ويستحب من ذلك ما ورد به الأثر.اهـ
وقال في كتابه "الكافي في فقه الإمام المبجل أحمد بن حنبل"(1/ 44): فصل: ويستحب ذكر الله تعالى بعد انصرافه من الصلاة، ودعاؤه، واستغفاره.اهـ
15- العلامة مجد الدين أبو البركات عبد السلام ابن تيمية الحنبلي - رحمه الله -.
إذ بوب في كتابه "المنتقى في الأحكام الشرعية"(1/ 353-355رقم:807-813) هذا التبويب:
" باب: في الدعاء والذكر بعد الصلاة ".
ثم ذكر تحته جملة من الأدعية التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقولها عقب الصلاة.
16- القاضي محب الدين أبو جعفر أحمد بن عبد الله الطبري الشافعي - رحمه الله -.
إذ بوب في كتابه "غاية الإِحكام في أحاديث الأحكام"(2/ 221-223رقم:2615-2623) هذا التبويب:
" ذكر أذكاره وأدعيته -صلى الله عليه وسلم- عقيب السلام ".
ثم ذكر تحته جملة من الأدعية التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقولها عقب الصلاة.
17- العلامة أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي الشافعي - رحمه الله -
إذ قال في كتابه "المجموع"(3/ 465):
قد ذكرنا استحباب الذكر والدعاء للإمام والمأموم والمنفرد، وهو مستحب عقب كل الصلوات بلا خلاف، وأما ما اعتاده الناس أو كثير منهم من تخصيص دعاء الإمام بصلاتي الصبح والعصر فلا أصل له، وإن كان قد أشار إليه صاحب "الحاوي" فقال: إن كانت صلاة لا يتنفل بعدها كالصبح والعصر استدبر القبلة واستقبل الناس ودعا، وإن كانت مما يتنفل بعدها كالظهر والمغرب والعشاء فيختار أن يتنفل في منزله، وهذا الذى أشار إليه من التخصيص لا أصل له، بل الصواب استحبابه في كل الصلوات.اهـ
18- شيخ المالكية أبو العباس أحمد بن عمر القرطبي المالكي - رحمه الله -.
إذ قال في كتابه "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم"(1/ 215رقم:478-484): وقد اتفق مساق هذه الأحاديث والتي قبلها: على أن أدبار الصلوات أوقات فاضلة للدعاء والأذكار، يرتجى فيها القبول، ويُبْلَغُ ببركة التفرغ لذلك إلى كل مأمول.اهـ
19- العلامة أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي المالكي - رحمه الله -.
إذ قال في "الفتاوى"(ص:127-128): إن دعاء الإمام للجماعة في أدبار الصلوات ليس في السنة ما يعضده، بل فيها ما ينافيه، فإن الذي يجب الاقتداء به سيد المرسلين محمد -صلى الله عليه وسلم-، والذي ثبت عنه من العمل بعد الصلوات إما ذكر مجرد لا دعاء فيه، كقوله: (( اللهم لا مانع لما أعطيت )) وأشباه ذلك، وإما دعاء يخص به نفسه، كقوله: (( اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت )) وأشباهه. ولم يثبت أنه دعا للجماعة، وما زال كذلك مدة عمره، ثم الخلفاء الراشدون بعده، ثم السلف الصالح.اهـ
وقال في كتابه "الاعتصام"(2/ 452-454): لأن حاله - عليه السلام - في أدبار الصلوات مكتوبات أو نوافل كانت بين أمرين:
إما أن يذكر الله تعالى ذكراً هو في العرف غير دعاء، فليس للجماعة منه حظ إلا أن يقولوا مثل قوله أو نحواً من قوله، كما في غير أدبار الصلوات، كما جاء أنه كان يقول في دبر كل صلاة: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير ...". ونحو ذلك، فإنما كان يقوله في خاصة نفسه، كسائر الأذكار، فمن قال مثل قوله فحسن، ولا يمكن في هذا كله هيئة اجتماع.
وان كان دعاء، فعامة ما جاء من دعائه - عليه السلام - بعد الصلاة مما سمع منه إنما كان يخص به نفسه دون الحاضرين، كما في الترمذي ...اهـ
ثم ذكر خمسة من الأدعية التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقولها بعد سلامه من الصلاة، وقال: فتأملوا سياق هذا الأدعية كلها مساق تخصيص نفسه بها دون الناس.اهـ
20- العلامة ابن سيّد الناس اليعمري الشافعي - رحمه الله -.
إذ قال في كتابه " النفح الشذي شرح جامع الترمذي"(4/ 563): الثانية عشرة: قد ذكرنا استحباب الذكر والدعاء للإمام والمأموم والمنفرد، وهو مستحب عقيب الصلوات كلها بلا خلاف، وأما من خص ذلك بصلاتي الصبح والعصر فلا أصل له.اهـ
21- الشيخ محمد بن محمد بن علي بن همام المعروف بابن الإمام - رحمه الله -.
إذ بوب في كتابه " سلاح المؤمن في الدعاء والذكر"(ص:340و343رقم: 629- 638) هذا التبويب:
" ما يدعو به بعد الصلاة ".
ثم ذكر تحته جملة من الأدعية التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقولها بعد سلامه من الصلاة.
22- الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي - رحمه الله -.
إذ قال في كتابه "فتح الباري"(11/ 137-138رقم:6329و6330) معلقاً على قول الإمام البخاري - رحمه الله -: " باب الدعاء بعد الصلاة ":أي: المكتوبة، وفي هذه الترجمة رَدُّ على من زعم أن الدعاء بعد الصلاة لا يُشرع.اهـ
ثم شرع في الرد على من قال بعدم المشروعية، وذكر عدة أحاديث في دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد صلاته.
23- الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي - رحمه الله -.
إذ قال في "الأجوبة المرضية فيما سئل السخاوي عنه من الأحاديث النبوية"(3/ 893 رقم:239و3/ 1012 رقم:286): السنة أن يستفتح دعاء عقب الصلاة وغيرها بحمد الله تعالى، والثناء عليه، والصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.اهـ
24- وجاء في كتاب "مراقي الفلاح شرح متن نور الإيضاح"(ص:119-120) من كتب الحنفية:
فصل: في الأذكار الواردة بعد الفرض.
القيام الى السنة متصلاً بالفرض مسنون، وعن شمس الأئمة الحلواني: لا بأس بقراءة الأوراد بين الفريضة والسنة، ويستحب للإمام بعد سلامه أن يتحول إلى يساره للتطوع بعد الفرض، وأن يستقبل بعده الناس، ويستغفرون الله ثلاثاً، ويقرؤون آية الكرسي والمعوذات، ويسبحون الله ثلاثاً وثلاثين ويحمدونه كذلك ويكبرونه كذلك، ثم يقولون: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"، ثم يدعون لأنفسهم وللمسلمين.اهـ
ثم قال الشارح:
"ثم يدعون لأنفسهم وللمسلمين" بالأدعية المأثورة الجامعة لقول أبي أمامة: قيل يا رسول الله أي الدعاء أسمع؟ قال: (( جوف الليل الأخير ودبر الصلوات المكتوبات )) ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((والله إني لأحبك أوصيك يا معاذ لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )).اهـ
25- الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد العبدري الفاسي المالكي الشهير بابن الحاج - رحمه الله -.
إذ قال في كتابه "المدخل"(2/263): والسنة الماضية أن لا يترك الذكر والدعاء عقب الصلاة.اهـ
26- جاء في كتاب "مواهب الجليل في شرح مختصر خليل"(2/126-127) لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الطرابلسي المغربي، المعروف بالحطاب الرُّعيني المالكي -رحمه الله-:
ولا خلاف في مشروعية الدعاء خلف الصلاة، فقد قال - عليه الصلاة والسلام -: (( أَسْمَعُ الدُّعَاءِ جَوْفُ اللَّيْلِ، وَأدْبَارُ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ )).اهـ
27- الإمام محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي - رحمه الله -.
إذ قال في كتابه "آداب المشي إلى الصلاة"(ص:11-12): ويسن ذكر الله، والدعاء والاستغفار عقب الصلاة، فيقول: "أستغفر الله" ثلاثاً، ثم يقول: "اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، لا نعبد إلا إياه، له النعمة، وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون"، "اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".
ثم يسبح ويحمد ويكبر كل واحدة ثلاثاً وثلاثين، ويقول تمام المائة: "لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير".
ويقول بعد صلاة الفجر وصلاة المغرب قبل أن يكلم أحداً من الناس: "اللهم أجرني من النار" سبع مرات.
والإسرار بالدعاء أفضل، وكذا بالدعاء المأثور، ويكون بتأدب وخشوع وحضور قلب ورغبة ورهبة لحديث: (( لا يستجاب الدعاء من قلب غافل )) ويتوسل بالأسماء والصفات والتوحيد، ويتحرى أوقات الإجابة، وهي: ثلث الليل الآخر، وبين الأذان والإقامة، وأدبار الصلاة المكتوبة، وآخر ساعة يوم الجمعة، وينتظر الإجابة ولا يعجل فيقول: قد دعوت ودعوت فلم يستجب لي، ولا يكره أن يخص نفسه إلا في دعاء يؤمَّن عليه، ويكره رفع الصوت.اهـ
28- العلامة محمد بن الأمير الصنعاني - رحمه الله -.
إذ قال في كتابه "سبل السلام شرح بلوغ المرام"(ص980:-981عند رقم:1465): يتأكد الدعاء بعد الصلاة المكتوبة لحديث الترمذي عن أبي أمامة...، وقد وردت أحاديث في الدعاء بعد الصلاة معروفة.اهـ
29- الشيخ محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي - رحمه الله -.
إذ قال في كتابه "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي"(2/ 169رقم:297-299):لا ريب في ثبوت الدعاء بعد الانصراف من الصلاة المكتوبة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قولاً وفعلاً.اهـ
30- العلامة صديق حسن القَنوجي البخاري الهندي - رحمه الله -.
فإن له رسالة قد طبعت في كتابه "دليل الطالب على أرجح المطالب"(ص:521-527) بعنوان: " الفاكهة العريضة في جواز رفع اليدين عند الدعاء بعد الفريضة ".
وكان مما قاله بعد حديث أبي أمامة، وحديث معاذ بن جبل - رضي الله عنهما-،(ص:525): وهذان الحديثان يدلان على الدعاء بعد الفريضة.اهـ
وقال أيضاً: وإلا الدعاء بعد الفريضة ثابت كما تقدم.اهـ
وقال أيضاً (ص:526): فثبت الدعاء بعد الفريضة.اهـ
31- العلامة عبد الله بن عبد الرحمن البابطين النجدي - رحمه الله -.
إذ قال كما في "الدرر السنية في الأجوبة النجدية"(4/315 ): الدعاء بعد الفرائض، إن فعله إنسان بينه وبين الله فحسن، وأما رفع الأيدي في هذه الحال فلم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وخير الهدي هديه -صلى الله عليه وسلم-، ومثل هذا ما أرى الإنكار على فاعله، ولو رفع يديه.اهـ
32- العلامة سليمان بن سحمان -رحمه الله -.
إذ قال كما في "الدرر السنية في الأجوبة النجدية"(4/ 317): وأما الدعاء بعد المكتوبة، فإن كان بالألفاظ الواردة في الأحاديث الصحيحة من الأذكار، من غير رفع اليدين، كما ورد في "الصحيحين" وغيرهما من الكتب، فالشيخ محمد بن عبد الوهاب لا يمنعه، ولا أحد من أتباعه، ولا أحد من أهل الحديث.اهـ
33- العلامة عبد الرحمن بن قاسم العاصمي النجدي الحنبلي - رحمه الله -.
إذ قال في كتابه "الإحكام شرح أصول الأحكام"(1/ 241):
فصل في الذكر بعدها. أي: في الدعاء والذكر المشروع بعد الصلاة، وقد أجمع العلماء على استحبابه بعدها.اهـ
وقال أيضاً (1/ 245-246): ويستحب للعبد إذا فرغ من صلاته واستغفر الله وذكره وهلله وسبحه وحمده وكبره بالأذكار المشروعة عقب الصلاة مما تقدم وغيره، أن يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويدعو بما شاء، فإن الدعاء عقب هذه العبادة مستجاب.اهـ
34- الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله -.
إذ قال كما في "فتاوى نور على الدرب"(9/ 166-167): الدعاء بعد الصلاة لا يكره، بل مستحب، كونه يدعو بينه وبين ربه في آخر الصلاة بعد الذكر، كل هذا جاء في الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإذا دعا في آخر الصلاة قبل أن يسلم هذا أفضل، وإن دعا بعد السلام وبعد الذكر فلا بأس، بينه وبين ربه، أما أن يكون الدعاء جماعياً من الجماعة أو مع الإمام فهذا غير مشروع، بل بدعة، أو يكون مع رفع الأيدي هذا بدعة بعد الفرائض، لم يحفظ عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يرفع يديه بعد الفرائض الخمس، ولم يحفظ عن أصحابه فيما بلغنا، فليس للناس أن يحدثوا شيئاً لم يفعله المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، ولا أصحابه، لكن الدعاء لا بأس به بينه وبين ربه، قبل السلام وبعد السلام لا بأس.اهـ
35- الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد - رحمه الله -.
إذ قال في كتابه "تصحيح الدعاء"(ص:430):
المطلب الأول: الأذكار المشروعة بعد الصلاة...
ثم بعد الذكر يشرع في الأدعية التي دل عليها مجمل قول الله تعالى: { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ } قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: (( فإذا فرغت من صلاتك فانصب - أي: بالغ في الدعاء - وسله حاجتك )) كما في تفسير ابن كثير والقرطبي وغيرهما، ونحوه عن مجاهد وقتادة والضحاك والكلبي ومقاتل.
ولذا عقد البخاري في "صحيحه" هذه الترجمة: " باب الدعاء بعد الصلاة "، وقفاه أهل السنن على ذلك، مثل النسائي وأبي داود وابن خزيمة وغيرهم.اهـ
وقال أيضاً (ص:438): وفي مسألتنا السنة كما ترى بعد السلام من الصلاة المكتوبة هو: الذكر مع الرفع رفعاً يسيراً في بعضه لا كله، والدعاء، وقراءة ما ذكر من القرآن الكريم...
هذه سنن أربع دَلَّ عليها هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وتعليمه لأمته في هذه العبادة المقيدة بحال الفراغ من الصلاة المكتوبة، وما سوى ذلك فهو قدر زائد على المشروع لا دليل عليه.اهـ
36- العلامة صالح بن فوزان الفوزان - سلمه الله -.
إذ قال كما في "المنتقى من فتاوى الفوزان"(2/ 680): الدعاء بعد الصلاة لا بأس به، لكن كل مسلم يدعو بمفرده، يدعو لنفسه ولإخوانه المسلمين، ويدعو بمصالح دينه ودنياه، يدعو منفرداً، لا يكون الدعاء جماعياً، أما الدعاء الجماعي بعد الصلاة فهو بدعة، لأنه لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن صحابته ولا عن القرون المفضلة أنهم كانوا يدعون دعاءً جماعياً، بأن يرفع الإمام يديه، ثم يرفعون أيديهم ويدعو، وهم يدعون معه، هذا من البدع، أما أن يدعو كل شخص بدون رفع صوت، ولا تشويش فهذا لا بأس به، سواء كان بعد الفريضة، أو بعد النافلة.اهـ
وقال في كتابه "الملخص الفقهي"(1/ 159): ثم بعد الفراغ من هذه الأذكار يدعو سراً بما شاء، فإن الدعاء عقب هذه العبادة وهذه الأذكار العظيمة أحرى بالإجابة, ولا يرفع يديه بالدعاء بعد الفريضة كما يفعل بعض الناس، فإن ذلك بدعة, وإنما يفعل هذا بعد النافلة أحياناً, ولا يجهر بالدعاء, بل يخفيه، لأن ذلك أقرب إلى الإخلاص والخشوع, وأبعد عن الرياء.اهـ
وقال أيضاً كما في شريط مسجل، وموجود بموقعه الإلكتروني: الدعاء بعد الصلاة الفريضة بأن يدعو الإنسان لنفسه منفرداً، وبدون رفع صوت هذا مشروع ومطلوب.اهـ
37- العلامة محمد علي آدم الإتيوبي - سلمه الله -.
إذ قال في كتابه "شرح سنن النسائي"(15/385رقم:1347):
قد تلخص مما ذكر من الأدلة أن الدعاء عقب الصلاة ثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قولاً وفعلاً، فلا يسع أحداً إنكاره ...
والحاصل أن الذكر والدعاء بعد السلام من الصلاة مشروع، كما هو مذهب البخاري والنسائي، وقد تقدم في كلام الحافظ ابن رجب أنه مذهب الإمام أحمد، بل نقل أن أصحاب أحمد وأصحاب الشافعي استحبوا الدعاء عقب الصلوات، وذكره بعض الشافعية اتفاقاً.انتهى.
فإذا ثبتت الأحاديث بذلك، وعمل بها أهل العلم أو بعضهم فلا وجه للإنكار.اهـ
38- صنف الشيخ محمد هاشم التَّتَوي السندي - رحمه الله - رسالة بعنوان: "التحفة المرغوبة في أفضلية الدعاء بعد المكتوبة". وقد اختصرت ضمن مجموع طبع بعنوان: "ثلاث رسائل في استحباب الدعاء ورفع اليدين فيه بعد صلاة المكتوبة"(ص:15-47).
هذا وقد صنف غير واحد من متأخري الحنفية والشافعية والمالكية رسائل مفردة في مشروعية الدعاء بعد الانتهاء من صلاة الفريضة.
39- الإمام محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -.
إذ قال في كتابه "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة"(6/ 60 رقم:2544):
وجملة القول: إنه لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يرفع يديه بعد الصلاة إذا دعا.
وأما دعاء الإمام وتأمين المصلين عليه بعد الصلاة، كما هو المعتاد اليوم في كثير من البلاد الإسلامية، فبدعة لا أصل لها، كما شرح ذلك الإمام الشاطبي في "الاعتصام" شرحاً مفيداً جداً لا أعرف له نظيراً، فليراجع من شاء البسط والتفصيل.اهـ
وظاهر هذا الكلام أنه -رحمه الله - يرى مشروعية الدعاء بعد الصلاة إذا فعله الإنسان فيما بينه وبين نفسه، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو، لكن من دون رفع لليدين.
وقد كلمت أحد الأفاضل المهتمين بأقواله وفتاويه وكتبه وأشرطته أن يبحث هل له قول آخر، أو أوضح من هذا، لكنه تأخر عليَّ فلم يسعفني بشيء، وعسى أن ييسر الله تعالى له قريباً.
__________________
ذكر ابن عبد الهادي في ذيله على ذيل ابن رجب على طبقات الحنابلة في ص 52: قال أخبرت عن القاضي علاء الدين ابن اللحام أنه قال: ذكرَ لنا مرة الشيخُ [ابن رجب] مسألة فأطنب فيها ، فعجبتُ من ذلك ، ومن إتقانه لها ، فوقعتْ بعد ذلك في محضر من أرباب المذاهب ، وغيرهم ؛ فلم يتكلم فيها الكلمة الواحدة ! فلما قام قلتُ له: أليس قد تكلمتَ فيها بذلك الكلام ؟! قال : إنما أتكلمُ بما أرجو ثوابه ، وقد خفتُ من الكلام في هذا المجلس .

التعديل الأخير تم بواسطة بلال الجيجلي ; 08-28-2012 الساعة 01:10 PM
رد مع اقتباس