عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-08-2014, 08:19 PM
أبوشعبة محمد المغربي أبوشعبة محمد المغربي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 761
شكراً: 0
تم شكره 71 مرة في 63 مشاركة
افتراضي حكم حلق اللحية للشيخ محمد بن هادي المدخلي -حفظه الله-

حكم حلق اللحية
للشيخ محمد بن هادي المدخلي
-حفظه الله-

وهذا سؤالٌ عبرَ الشبكة ، يقول : أحسنَ اللهُ إليكم ما حكم حلقِ الذَّقن يعني اللحيةَ أو تقصيره أو تحديدهُ -جزاكم الله خيراً- ؟
جوابُ الشيخ -حفظه الله- :
حلقُ اللِّحيَةِ لا يجوزُ حلقها حرامٌ ، النَّبيُّ صلَّى الله عليهِ وسلَّم يقول :(( جزُّوا الشَّوارِبَ وأعفواْ اللِّحى )) أرخواْ اللِّحى وفِّرواْ اللِّحى خالفواْ المشركين ، فحلقُ اللِّحيَةِ هذا فيه تشبُّهٌ بالمشركين ؛ والمشركونَ هنا هُم أهل الكتاب اليهودُ والنَّصارى وليس هذا يعني أنَّه إذا وُجِد آحادٌ منهُم وفَّرواْ لحاهم أنَّنَا نسوِّي مُخالفةً لهم فنحلق لحانا ! لا .

قد بيَّن النَّبيُّ صلَّى الله عليهِ وسلَّم الأصلَ الَّذي جآءَ فيهِ سبَبُ هذا الحديثِ ، وهو أنَّ هؤلاءِ يحلقون لحاهُم كذلك فارسٌ كانوا يحلقون لحاهم ـ (الفرسُ) ـ ويُرخونَ شوارِبهم يُطيلونها ، فالنَّبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم أمرنا بذلك فإذا وفَّرواْ فقد عادواْ إلى الفطرَةِ وعادواْ إلى طريقتنا نحن الَّتي هي الفطرةُ ، نعم .

فالشاهد لا يجوزُ حلقُ اللِّحيةِ ( المُسمَّى بحلقِ الذَّقنِ ) ، وأمَّا تقصيرها فهوَ كذلك لا يجوزُ وهو أخفُّ من إزالتها بالكليَّة ، وأنَّ إزالتها بالكلية فيه تشبُّهٌ بهؤلاءِ وكذلك بالنساءِ ! ، ( تشبُّهٌ بالنساء ) لأنَّ الله -جلَّ وعلا- كرَّمَ الرِّجالَ بهذه الخَصلةِ فيهم ، ألاَ وهيَ اللِّحيةُ وهيَ دالَّةٌ على الفحولةِ والذُّكورة فالَّذي يزيلها قد تشبَّهَ بالنساءِ -نسألُ اللهَ العافيَةَ والسَّلامةَ- .

فإزالتها خطرهُ عظيم ومنكرٌ عظيم ، والأخذُ منها منكَر لا شك ولكنَّهُ أخفُّ من الأوَّلِ ، إذِ الأوَّلُ لم يُبقي للرُّجولةِ علامَةً في وجههِ ، وزادَ على ذلكَ اليوم أنهم يحلقونَ شوارِبهم ولحاهُم ـ نسألُ اللهَ العافيَةَ والسَّلامةَ ـ وهذا تشبُّهٌ بالكفَّارِ (الغربُ) هؤلاءِ عُرف فيهم ، وأوَّلُ ما عُرِفَ فيهم ـ كما يقولون ـ فِي الفرنسيِّين ؛ ثمَّ بعدَ ذلك دخل إلى بلاد المسلمينَ من بلادِ المغربِ ثمَّ جاء أيضاً من بلادِ العجم فدخل من جهة بلادِ الرُّوم على بعضِ البُلدانِ العربيَّةِ ، وجآءَ إلى بلادِ الشَّامِ وحصل هذا الَّذي حصل في هذا العصر الحديث - نسألُ اللهَ العافيَةَ والسَّلامةَ - .

فإزالةُ الشَّارب بالكُلِّيَّةِ معَ اللِّحيَة أعظمُ وأعظم جُرماً لأنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليهِ وسلَّم قال :(( جُزُّواْ الشَّواربَ )) ما قال : احلُقواْ ، ما قال صلَّى الله عليهِ وسلَّم : احلُقواْ !! ، وعندَ الإمام مالكٍ إزالةُ الشارب مثلةٌ ، تمثيلٌ ! أنَّ الإنسانَ يُمثِّلُ بخلقِ اللهِ ( وعندهُ فيهِ تعزيراً ) فكيف بهِ الآن من النَّاس من يحلقُ شاربهُ ولحيتهُ ، يصبحُ أحلساً أملسا ما ترى فيه من آثارِ الرُّجولة شيئاً !! إي وإذا رأى صاحبَ اللِّحية الذي هو على السُّنَّةِ والفطرَة الَّتي كانَ عليها من كان منَ العرب على حالهم في الجاهليَّة .

شفت ، إذا رأك قال : يا ذقن !! يهزَأُ بك ! يعني كأنَّه هو الذي على الجادَّةِ ، فانعكسَت القضيَّةُ فهؤلاءِ -نسألُ اللهَ العافيَةَ والسَّلامةَ- ، -نسألُ اللهَ العافيَةَ والسَّلامةَ- .. فلا يجوزُ للمسلم أن يفعلَ هذا أيُّها الأخُ السَّائلُ . اهـ

الصوتية أرفعها لاحقا بإذن الله .
__________________
قال حرب الكرماني -رحمه الله- في عقيدته :" هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها، وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشَّام وغيرهم عليها فمن خالف شيئًا من هذه المذاهب أو طعن فيها، أو عاب قائلها، فهو مخالف مبتدع، خارج عن الجماعة، زائل عن منهج السُّنة وسبيلِ الحق".اهـ


رد مع اقتباس